447
موسوعة الإمام المهدي علیه السلام في الکتاب و السّنّة و التّاریخ - المجلد الثانی

الجدار»، وقال بعده: «وأنا كذلك أيضاً».۱

والمثير للاهتمام أن نعلم أنّه ركّز جهوده في ادّعاء المهدويّة، وهو يستند إلى بيت نقله عن الإمام الصادق عليه‏السلام، واستفاد منه الصفويّون لاحقاً.۲ ونصّ البيت كما يلي:

لِكلِّ اُناسٍ دَولَةٌ يَرقُبونَها

وَدَولَتُنا في آخِرِ الدَّهرِ تَظهَرُ۳

تركّزت نشاطات نوربخش في أوّل أمره في خراسان وما وراء النهر، وفي وسط دعوته في جيلان، وفي آخرها لما يقرب من عقدين في سولقان بالقرب من الريّ، ومن ثمّ توفّي ودُفن هناك، وبقي ثابتاً على ادّعائه بأنّه المهديّ كلّ تلك الأعوام حتّى موته سنة (۸۶۹ ه).

۲۷. الشيخ شمس الدين الفرّيانيّ (تاريخ الادّعاء سنة ۸۴۸ ه)

قال عنه ابن عماد الحنبليّ:

... وهو مَن أشارت إليه رواية البخاري: «لاتَقوم السّاعة حَتّى يَخرُجَ رَجُلٌ مِن قَحطان يَسوقُ النّاسَ بِعَصاه۴. وفيها توجّه الشيخ شمس الدين محمّد بن أحمد الفُرِّيانيّ ـ بضمّ الفاء وكسر الراء المشدّدة، نسبة إلى فرّيانة قرية قرب سفاقس المغربيّ ـ إلى جبال حميدة بالأرض المقدّسة، وهي جبال شاهقة صعبة المرتقى ليس لها مسلك يسع أكثر من واحد، وبأعلى جبلٍ منها سهلة بها مزدرع وعيون ماء وكروم، وأقوام في غاية المنعة والقوّة، من التجأ إليهم أمِن ولو حاربه السلطان فمن دونه، فنزل الفرّياني عندهم، وادّعى أنّه المهديّ، وقيل: ادّعى أنّه القحطانيّ، وراج أمره هناك، وكان قدم القاهرة وأكثر التردّد إلى المقريزيّ، وواظب الجَولان في قرى الريف الأدنى بعمل المواعيد ويذكّر الناس، وكان يستحضر كثيراً من التواريخ والأخبار الماضية، ويدّعي معرفة الحديث النبويّ ورجاله، وتحوّل عن مذهب مالك، وادّعى أنّه يقلّد الشافعيّ، وولي قضاء نابلس، إلى أن ظهر منه ما ظهر.۵

1.. المصدر السابق.

2.. المصدر السابق: الفقرة ۱۰.

3.. راجع: ج ۶ ص ۳۷۳ (القسم الثالث عشر / الفصل الثاني / الإمام الصادق عليه‏السلام).

4.. صحيح البخاريّ : ج ۶ ص ۲۶۰۴ ح ۶۷۰۰، صحيح مسلم: ج ۴ ص ۵۲ ح ۲۹۱۰.

5.. شذرات الذهب: ج ۹ ص ۳۸۱.


موسوعة الإمام المهدي علیه السلام في الکتاب و السّنّة و التّاریخ - المجلد الثانی
446

أعوام»، وكلامه صدق. وإن تسنّى لي قسم من الحكم قبل وصولي الثمانين سنة، فيمكن ذلك، ولكنّ كمال السلطة والحكم على الجميع متوقّف على مضيِّ ثمانين عاماً شمسيّاً من عمري.۱

ورسالة الهدى في إثبات ادّعاءاته المهدويّة، طريفة وتسترعي الانتباه؛ إذ يمكن الاستناد إليها لمعرفة الأدلّة الشائعة في زمانه لإثبات مثل تلك الأُمور، من قبيل: الاستفادة من تنبّؤبعض الأشخاص، والتنجيم، والأحاديث، وتأييد عدد من عرفاء ذلك الوقت.

وكنموذج على ذلك نذكر عبارتين منها فيما يلي:

كنت في سفر فوصلت إلى واحد من الأبدال، اسمه محمود الأنجوانيّ، بقرية وسمة من قرى فراهان بعراق العجم، فأخبرني عمّا وقع عليّ في سفري خبراً صحيحاً. فقال للحضّار: عزّزا وكرِّما هذا الرجل؛ فإنّه ولد الإمام محمّد المهديّ عليه‏السلام.۲

وقال واصل الجلاليّ أبو يزيد الخلخاليّ (سلّمه اللّه‏): رأيت في العوالم المعنويّة مقامك فوق مقام الكُمَّل، بل أكمل الكُمَّل بـ مئتي درجة، من كلّ درجة إلى درجة مسافة ألف سنة.۳

هذه ادّعاءات الآخرين بشأنه، بعدها نقل ما وجده هو وعرض بعض النماذج، ثمّ ذكر عدّة شواهد من الدلالات السماوية على ظهوره، وأضاف:

كلُّ ما قلته من الأدلّة النقليّة والكشفيّة حدث وأنا على قيد الحياة.۴

ثمّ نقل كلام ابن عربي: «خاتم الأولياء هو من يفهم الحقائق حتّى من وراء

1.. رسالة الهدى: الفقرة ۳۲.

2.. المصدر السابق: الفقرة ۲۹.

3.. المصدر السابق: الفقرة ۲۹.

4.. المصدر السابق: الفقرة ۳۵.

  • نام منبع :
    موسوعة الإمام المهدي علیه السلام في الکتاب و السّنّة و التّاریخ - المجلد الثانی
    سایر پدیدآورندگان :
    سيد محمّد كاظم الطّباطبائي، عدّة من الفضلاء
    تعداد جلد :
    7
    ناشر :
    انتشارات دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    01/01/1398
    نوبت چاپ :
    اول
تعداد بازدید : 14600
صفحه از 518
پرینت  ارسال به