445
موسوعة الإمام المهدي علیه السلام في الکتاب و السّنّة و التّاریخ - المجلد الثانی

أي: ستتمّ له السيطرة والحكم.۱

الطريف أنّه نقل حديثاً عن ابن عبّاس ورد فيه: «تكون أُمُّه من بنات ملوك الترك» ؛ أي: أُمّ المهديّ. ثمّ ذكر قول محيي الدين ابن عربي: «خاتم الولاية المطلقة من العرب العجمة» ؛ أي أنّ أحد والديه أعجميّ، وغير العرب ـ وهم العجم ـ يشمل الأتراك والفرس وغيرهم.۲

اعتنق نوربخش طريقة الكبرويّة الصوفيّة، وادّعى المهدويّة بمساندة شيخه الخواجه إسحاق سنة ۸۲۶ ه إلى أن أعلن قيامه، هذا إثر رؤا رآها الخواجه إسحاق شيخ هذه الطريقة، وفسّرها بمهدويّة نوربخش الذي كان حينها في (ختلان) إحدى مدن طاجيكستان، فبدأت الاضطرابات بإعلان هذه الدعوى والتي أدّت إلى تدخّل الحكومة التيموريّة بإمرة شاهرخ، وصدر في غضون ذلك حكم قتل الخواجه إسحاق وتبرئة نوربخش الذي صرّح بأنّ شيخه قال له: «كُشف لي أنّك المهديّ المنتظر في آخر الزمان»، ثمّ بايعه.۳

وكتب نوربخش في موضع آخر أنّ الخواجه نصير الدين الطوسيّ تنبّأ من قبل بظهوره سنة ۸۲۶ ه۴، كما نقل قول سعد الدين الحمويّ الجوينيّ (ت۶۴۹ ه) كتنبُّؤ بظهوره على أنّه المهديّ.۵ وكتب في مكان آخر أيضاً:

حينما سيبلغ عمري الثمانين بالهجري الشمسيّ إن شاء اللّه‏، سيتيسّر لي الحكم؛ لأنّ رسول اللّه‏ صلى‏الله‏عليه‏و‏آله قال: «ستكون مدّةُ حكمِه (المهديّ) سبعة أو ثمانية أو تسعةَ

1.. رسالة الهدى: الفقرة ۴۷ ـ ۴۹.

2.. المصدر السابق: الفقرة ۱۱.

3.. المصدر السابق: الفقرة ۲۱.

4.. المصدر السابق: الفقرة ۱۵.

5.. المصدر السابق: الفقرة ۱۲.


موسوعة الإمام المهدي علیه السلام في الکتاب و السّنّة و التّاریخ - المجلد الثانی
444

مقدّس مبتكَر، مثلما تكرّرت هذه التجربة لفِرقٍ مغالية أُخرى في إيران.

۲۶. السيّد محمّد نوربخش (ت۸۶۹ ه)

محمّد بن عبد اللّه‏ نوربخش، قائنيّ الأصل، ولد لأب سيّد وأُمٍّ تركيّة. ويقال: إنّه تلمّذ لابن فهد الحلّي مع السيّد محمّد فلاح، وفيه بعض التشكيكات، أمّا ادّعاؤ المهدويّة لاحقاً، فقد مهّد له والده منذ البداية، ثمّ عاد إلى خراسان وأعلن مهدويّته، واستطاع أن يجمع مؤّدين له في نواحي تلك المنطقة وفي كشمير، حيث ما زال هناك من يتنبّى عقيدة النوربخشيّة حتّى الوقت الحاضر.

كان هدف نوربخش من ادّعائه المهدويّة هو استلام الحكم، وما مشاركته أو اتّهامه بالمشاركة في اغتيال شاهرخ تيموري والتي أفضت إلى الانسحاب عن ادّعائه المشار إليه، إلاّ خطوة تصبُّ في ذلك الرافد. كما عرض أحد أبنائه رسالةً لوالده إلى الميرزا محمّد حيدر دوغلات مؤّف كتاب تاريخ رشيدي كتب فيها نوربخش ما يلي:

يظنُّ الملوك والأمراء والجهّال أنّ الحكم الظاهريّ لا يجتمع مع الطهارة والتقوى، وهذا خطأ مطلق؛ لأنّ الأنبياء والرسل العظماء زاولوا الحكم مع وجود النبوّة، وبذلوا من أجل هذا الأمر غاية وسعهم، مثل يوسف وموسى وداود والنبيّ محمّد صلى‏الله‏عليه‏و‏آله.۱

وهذه الرؤية تعكس ضرباً من الحكم الدينيّ الذي راود مخيّلته، وهو ما رمى إليه السيّد محمّد فلاح ومن ثمّ الصفويّون. واعتقد في موضع آخر بأنّ أركان الإمامة هي: العلم والولاية والسيادة والحكم، وأنّ الثلاثة الأُولى كانت للأئمّة قبل المهديّ سوي الإمام عليّ عليه‏السلام، وستتحقّق الأركان كاملة للمهديّ فقط نظير الإمام عليّ عليه‏السلام ؛

1.. تاريخ رشيدى بالفارسيّة: ص ۶۲۷ ـ ۶۲۸.

  • نام منبع :
    موسوعة الإمام المهدي علیه السلام في الکتاب و السّنّة و التّاریخ - المجلد الثانی
    سایر پدیدآورندگان :
    سيد محمّد كاظم الطّباطبائي، عدّة من الفضلاء
    تعداد جلد :
    7
    ناشر :
    انتشارات دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    01/01/1398
    نوبت چاپ :
    اول
تعداد بازدید : 14588
صفحه از 518
پرینت  ارسال به