مقدّس مبتكَر، مثلما تكرّرت هذه التجربة لفِرقٍ مغالية أُخرى في إيران.
۲۶. السيّد محمّد نوربخش (ت۸۶۹ ه)
محمّد بن عبد اللّه نوربخش، قائنيّ الأصل، ولد لأب سيّد وأُمٍّ تركيّة. ويقال: إنّه تلمّذ لابن فهد الحلّي مع السيّد محمّد فلاح، وفيه بعض التشكيكات، أمّا ادّعاؤ المهدويّة لاحقاً، فقد مهّد له والده منذ البداية، ثمّ عاد إلى خراسان وأعلن مهدويّته، واستطاع أن يجمع مؤّدين له في نواحي تلك المنطقة وفي كشمير، حيث ما زال هناك من يتنبّى عقيدة النوربخشيّة حتّى الوقت الحاضر.
كان هدف نوربخش من ادّعائه المهدويّة هو استلام الحكم، وما مشاركته أو اتّهامه بالمشاركة في اغتيال شاهرخ تيموري والتي أفضت إلى الانسحاب عن ادّعائه المشار إليه، إلاّ خطوة تصبُّ في ذلك الرافد. كما عرض أحد أبنائه رسالةً لوالده إلى الميرزا محمّد حيدر دوغلات مؤّف كتاب تاريخ رشيدي كتب فيها نوربخش ما يلي:
يظنُّ الملوك والأمراء والجهّال أنّ الحكم الظاهريّ لا يجتمع مع الطهارة والتقوى، وهذا خطأ مطلق؛ لأنّ الأنبياء والرسل العظماء زاولوا الحكم مع وجود النبوّة، وبذلوا من أجل هذا الأمر غاية وسعهم، مثل يوسف وموسى وداود والنبيّ محمّد صلىاللهعليهوآله.۱
وهذه الرؤية تعكس ضرباً من الحكم الدينيّ الذي راود مخيّلته، وهو ما رمى إليه السيّد محمّد فلاح ومن ثمّ الصفويّون. واعتقد في موضع آخر بأنّ أركان الإمامة هي: العلم والولاية والسيادة والحكم، وأنّ الثلاثة الأُولى كانت للأئمّة قبل المهديّ سوي الإمام عليّ عليهالسلام، وستتحقّق الأركان كاملة للمهديّ فقط نظير الإمام عليّ عليهالسلام ؛