۲۵. السيّد فلاح المشعشعيّ (ت۸۶۶ ه)
من أكبر الحركات المهدويّة بين الشيعة الإماميّة التي اتّخذت طابعاً سنّياً إلى حدود واسعة، ظهور السيّد محمّد فلاح والسيّد محمّد نوربخش (ت ۸۶۹ ه)، وهما من تلامذة ابن فهد الحلّي (ت۸۴۱ ه) العالم الشيعي البارز، والمؤّف لكتب عديدة في الفقه والدعاء.
أحدهما مؤّس السلالة المشعشعيّة في خوزستان والعراق، والآخر مؤّس مذهب النوربخشيّة في إيران والهند. وقد طُرح ادّعاء المهدويّة لكليهما، وثمّة معلومات كثيرة عنهما في المصادر التاريخيّة.
أُلّفت كتب ومقالات وفيرة عن حياتهما ومؤّفاتهما وآرائهما، ولكنّ ما يعنينا هنا ماتردّد من دعوات المهدويّة عنهما بين حين وآخر، أو في الأقلّ ما عُرض من بيانات متباينة عن مفهوم المهديّ وتوافقه مع مصطلحه الرسميّ، أو تأويل المهدويّة بالنيابة عن المهديّ والباب المؤّي إليه، أو ما يصبّ ـ بأيّ وجه كان ـ في رافد العقيدة المهدويّة.
طرح السيّد محمّد فلاح ـ وهو من السادة الموسويّة، وتلميذ أحمد بن فهد الحلّي وولده بالتبنيّ ـ نظريّة كونه باباً وحجاباً للمهديّ، فرتّب بعد ظهوره مجموعة إجراءات عسكريّة وسياسيّة متسلسلة سيطر فيها على جميع خوزستان والحويزة ودزفول.
وصفه روملو من العهد الصفويّ، فقال:
هو من تلامذة الشيخ أحمد بن فهد الحلّي، وكان يقول: إنّي رائد الإمام محمّد المهديّ عليهالسلام، وسيظهر الإمام خلال هذه الأيّام المقبلة... جمع الشيخ أحمد بن فهد كتاباً في العلوم الغريبة، وحصل عليه السيّد، فظهرت عنه اُمور غريبة، كطعن بطنه بالسيف وثنيه؛ وبناءً عليه غدا أجلاف العرب مؤّدين وتابعين له.۱