443
موسوعة الإمام المهدي علیه السلام في الکتاب و السّنّة و التّاریخ - المجلد الثانی

بدأ دعوته المهدويّة في واسط والعمارة قرابة سنة ۸۴۰ ه، وقال بأنّه سوف يسيطر قريباً على جميع أنحاء العالم، فكذّبه أُستاذه ابن فهد الحلّي وأفتى بقتله، وأعلن هذا الخبر على الملأ من حوله. ولكن نُقل عن بعض أحفاده ـ الذين انبروا فيما بعد لتبرئة ساحة جدّهم ـ أنّهم يُنكرون ادّعاء مهدويّته، ويرفضون ما جاء في تاريخ غياثي؛ لتسنُّنه.۱

وأمّا في سنة ظهوره ـ أوبعبارة اُخرى: ادّعاء مهدويّته ـ فثمّة اختلاف في الآراء مابين ۸۲۸ و۸۴۰ و ۸۴۴ ه.۲

وقع ابنه المولى عليّ في الآونة الأخيرة تحت تأثير والده، فادّعى أنّ الروح الطاهرة للإمام عليّ عليه‏السلام قد حلّت فيه، والآن هو الإمام الحيّ؛ لذلك غزا العراق وأغار على المراقد المقدّسة، وارتكب غاية الإهانة بحقّ تلك العتبات المشرّفة.۳

سجّل السيّد محمّد فلاح ادّعاءاته وآراءه مفصّلة وغير منظّمة في كتاب كلام المهديّ سنة ۸۶۵ ه، ويعدّ هذا الكتاب الذي بقي مخطوطاً، من أفضل النماذج على تبديل مدّعي المهدويّة إلى شبه نبيّ مع كتاب مقدّس جديد، وهو ما تحقّق لاحقاً في شخص الباب، فعندما تنفصل هذه الحركات عن جسد الأُمّة، تحتاج إلى نصّ

1.. راجع: تكملة أمل الآمل: ج ۵ ص ۷۹ ۸۰ و رياض الفردوس: ص ۳۶۳ ـ ۳۶۸.

2.. راجع: مجالس المؤنين بالفارسيّة: ج ۲ ص ۳۹۵ ـ ۴۰۰.

3.. وأضاف في مجالس المؤنين ج۲ ص۴۰۰ أنّ المولى عليّا المذكور لم يكتف بذلك الادّعاء، فادّعى الربوبيّة أيضاً. وقال القاضي الشوشتريّ في مكان آخر «في يوم من الأيّام التي ذهب فيها السيّد قاسم نوربخش إلى هرات ، كان السيّد إبراهيم المشعشعي جالسا في مجلس أحد الأكابر ، إذ جاء السيّد قاسم نوربخش وأراد أن يتقدّم على السيّد إبراهيم ، فمسك السيّد إبراهيم بيد السيّد قاسم وقال : ما السبب الذي دعاك إلى التقدّم علَيّ؟ إن كان بسبب السيادة ؛ فهو أمر مشكوك فينا معا ، وإن كان سببه الدعاوى التي لا أساس لها ؛ فإنّ أباك ادّعى المهدويّة وأمّا أبي فقد ادّعى الربوبيّة ، وإن كان بسبب فضيلة ما ؛ فهاتها كي نسمع بها ! فخجل السيّد قاسم ، وتنحّى إلى جانب آخر من المجلس» (مجالس المؤنين: ج ۱ ص ۵۲۳) .


موسوعة الإمام المهدي علیه السلام في الکتاب و السّنّة و التّاریخ - المجلد الثانی
442

۲۵. السيّد فلاح المشعشعيّ (ت۸۶۶ ه)

من أكبر الحركات المهدويّة بين الشيعة الإماميّة التي اتّخذت طابعاً سنّياً إلى حدود واسعة، ظهور السيّد محمّد فلاح والسيّد محمّد نوربخش (ت ۸۶۹ ه)، وهما من تلامذة ابن فهد الحلّي (ت۸۴۱ ه) العالم الشيعي البارز، والمؤّف لكتب عديدة في الفقه والدعاء.

أحدهما مؤّس السلالة المشعشعيّة في خوزستان والعراق، والآخر مؤّس مذهب النوربخشيّة في إيران والهند. وقد طُرح ادّعاء المهدويّة لكليهما، وثمّة معلومات كثيرة عنهما في المصادر التاريخيّة.

أُلّفت كتب ومقالات وفيرة عن حياتهما ومؤّفاتهما وآرائهما، ولكنّ ما يعنينا هنا ماتردّد من دعوات المهدويّة عنهما بين حين وآخر، أو في الأقلّ ما عُرض من بيانات متباينة عن مفهوم المهديّ وتوافقه مع مصطلحه الرسميّ، أو تأويل المهدويّة بالنيابة عن المهديّ والباب المؤّي إليه، أو ما يصبّ ـ بأيّ وجه كان ـ في رافد العقيدة المهدويّة.

طرح السيّد محمّد فلاح ـ وهو من السادة الموسويّة، وتلميذ أحمد بن فهد الحلّي وولده بالتبنيّ ـ نظريّة كونه باباً وحجاباً للمهديّ، فرتّب بعد ظهوره مجموعة إجراءات عسكريّة وسياسيّة متسلسلة سيطر فيها على جميع خوزستان والحويزة ودزفول.

وصفه روملو من العهد الصفويّ، فقال:

هو من تلامذة الشيخ أحمد بن فهد الحلّي، وكان يقول: إنّي رائد الإمام محمّد المهديّ عليه‏السلام، وسيظهر الإمام خلال هذه الأيّام المقبلة... جمع الشيخ أحمد بن فهد كتاباً في العلوم الغريبة، وحصل عليه السيّد، فظهرت عنه اُمور غريبة، كطعن بطنه بالسيف وثنيه؛ وبناءً عليه غدا أجلاف العرب مؤّدين وتابعين له.۱

1.. أحسن التواريخ: ج ۱ ص ۵۲۵ وقصّة ذلك هي أنّ ابن فهد أعطى لجاريته كتاباً فيه فوائد عجيبة وغرائب خفيّة ظريفة؛ لتلقيه في ماء الفرات، فاحتال عليها السيّد محمّد فلاح وانتزعه منها (راجع: تحفة الأزهار: ج۳ ص۲۲۷).

  • نام منبع :
    موسوعة الإمام المهدي علیه السلام في الکتاب و السّنّة و التّاریخ - المجلد الثانی
    سایر پدیدآورندگان :
    سيد محمّد كاظم الطّباطبائي، عدّة من الفضلاء
    تعداد جلد :
    7
    ناشر :
    انتشارات دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    01/01/1398
    نوبت چاپ :
    اول
تعداد بازدید : 14411
صفحه از 518
پرینت  ارسال به