۲۴. فضل اللّه الحروفيّ (ت۷۶۹ ه)
أصل فضل اللّه الحروفيّ من أسترآباد، وعاش سنوات عديدة في إصفهان، ومنها ذهب إلى مكّة، وادّعى أنّه المهديّ بعد عودته منها سنة ۷۷۸ ه.
وذكر في رسالته الرؤا المناميّة إثبات ادّعائه للمهدويّة بالرؤا، وأنّ هذا الادّعاء المناميّ نال تأييد الإمام عليّ عليهالسلام أيضاً، فقال:
رأيت في بداية جمادى الأُولى سنة ۷۸۶ ه أنّني في ذي الحجّة وأرتدي ثوباً أبيض طاهراً في غاية النظافة والأناقة، وأعلم أنّه ثوبي، وأعلم أنّه ثوب المهديّ؛ أي: أعلم أنّه أنا.۱
واتّخذت هذه العقيدة لدى مؤّديه أشكالاً أكثر تطرّفاً بعد موته، فادّعاء عيسويّة فضل اللّه، وأنّه لا مهديّ آخر غير عيسى، من العقائد التي طُرحت بين الحروفيّين عن فضل اللّه، ولكنّ اسم المهديّ بقي له على كلّ حال، وانتقد الحروفيّون الشيعة على إنكارهم لمهدويّته بهذه الدعوى:
تتحّدثون عن التشيّع يا أبا الفضول، وتنكرون المهديّ فهل يقبل منكم؟۲
أمّا التشبيه بعيسى المسيح، فسببه أنّه عند موته كيف سيكون هو المهديّ، إذ يجب أن يكون حيّاً ويملأ الدنيا قسطاً وعدلاً؟ ولكنّه لو شابه عيسى فيمكن القول: لاتبتئسوا، فكما ذهب المسيح وسيعود ثانية، سأرجع أنا أيضاً.۳
في كثير من الموارد، تحصل هذه الشبهة بأن تعابير مثل المهدي وعيسى ما هي إلاّ صورة أدبيّة مأخوذة.