441
موسوعة الإمام المهدي علیه السلام في الکتاب و السّنّة و التّاریخ - المجلد الثانی

۲۴. فضل اللّه‏ الحروفيّ (ت۷۶۹ ه)

أصل فضل اللّه‏ الحروفيّ من أسترآباد، وعاش سنوات عديدة في إصفهان، ومنها ذهب إلى مكّة، وادّعى أنّه المهديّ بعد عودته منها سنة ۷۷۸ ه.

وذكر في رسالته الرؤا المناميّة إثبات ادّعائه للمهدويّة بالرؤا، وأنّ هذا الادّعاء المناميّ نال تأييد الإمام عليّ عليه‏السلام أيضاً، فقال:

رأيت في بداية جمادى الأُولى سنة ۷۸۶ ه أنّني في ذي الحجّة وأرتدي ثوباً أبيض طاهراً في غاية النظافة والأناقة، وأعلم أنّه ثوبي، وأعلم أنّه ثوب المهديّ؛ أي: أعلم أنّه أنا.۱

واتّخذت هذه العقيدة لدى مؤّديه أشكالاً أكثر تطرّفاً بعد موته، فادّعاء عيسويّة فضل اللّه‏، وأنّه لا مهديّ آخر غير عيسى، من العقائد التي طُرحت بين الحروفيّين عن فضل اللّه‏، ولكنّ اسم المهديّ بقي له على كلّ حال، وانتقد الحروفيّون الشيعة على إنكارهم لمهدويّته بهذه الدعوى:

تتحّدثون عن التشيّع يا أبا الفضول، وتنكرون المهديّ فهل يقبل منكم؟۲

أمّا التشبيه بعيسى المسيح، فسببه أنّه عند موته كيف سيكون هو المهديّ، إذ يجب أن يكون حيّاً ويملأ الدنيا قسطاً وعدلاً؟ ولكنّه لو شابه عيسى فيمكن القول: لاتبتئسوا، فكما ذهب المسيح وسيعود ثانية، سأرجع أنا أيضاً.۳

في كثير من الموارد، تحصل هذه الشبهة بأن تعابير مثل المهدي وعيسى ما هي إلاّ صورة أدبيّة مأخوذة.

1.. واژه‏نامه گرگانى بالفارسيّة: ص ۲۴۳ نوم‏نامه.

2.. فهرست متون حروفيّه بالفارسيّة: ص ۲۳.

3.. واژه‏نامه گرگانى: ص ۲۹۲.


موسوعة الإمام المهدي علیه السلام في الکتاب و السّنّة و التّاریخ - المجلد الثانی
440

كما بعث رسلاً إلى مصر والشام يطلب أن يمدّوه بجيش للسيطرة على العراقين وخراسان، فاطّلع الأمير جوبان على ذلك وأخبر به ملك الروم، وناشده بإرسال جيش لمقابلة تيمورتاش، ووعده بأنّه إذا رضخ سيجلبه مقيّداً أمام الملك، وإذا تمرّد فسيأتي برأسه. فأرسل الملك جيشه، وعندما علم تيمورتاش بخبر الحملة ضدّه جاء إلى أبيه معتذراً، فأمر الأمير جوبان باعتقاله.۱

وأورد الصفدي له ترجمة مفصّلة ذكر فيها ادّعاءه المهدويّة متزامناً مع فجوره وشربه الخمر.۲

۲۳. أحمد بن إبراهيم (تاريخ الادّعاء في بداية القرن ۸ ه)

قال ابن تيمية:

وأعرف في زماننا غير واحد من المشايخ الذين فيهم زهد وعبادة، يظنُّ كلٌّ منهم أنّه المهديّ، وربّما يخاطب أحدهم بذلك مرّات متعدّدة، ويكون المخاطب له بذلك الشيطان، وهو يظنُّ أنّه خطاب من قبل اللّه‏. ويكون أحدهم اسمه أحمد بن إبراهيم، فيقال له: محمّد وأحمد سواء، وإبراهيم الخليل هو جدُّ رسول اللّه‏ صلى‏الله‏عليه‏و‏آله، وأبوك إبراهيم؛ فقد واطأ اسمك اسمه، واسم أبيك اسم أبيه.۳

وبهذا النحو أثبت ادّعاءه بأنّه المهديّ.

1.. مطلع السعدين ومجمع البحرين: ج ۱ ص ۸۷ ـ ۸۸ وراجع تاريخ حبيب السير: ج ۳ ص ۱۹۸ و ۲۰۷ وتاريخ گزيده بالفارسيّة: ص ۶۵۱ وذيل جامع التواريخ: ص ۲۰۲.

2.. الوافي بالوفيات: ج ۱ ص ۴۰۰ ـ ۴۰۱ وراجع الدرر الكامنة: ج ۱ ص ۵۱۸ الرقم ۱۴۱۷.

3.. منهاج السنّة: ج ۴ ص ۲۱۱.

  • نام منبع :
    موسوعة الإمام المهدي علیه السلام في الکتاب و السّنّة و التّاریخ - المجلد الثانی
    سایر پدیدآورندگان :
    سيد محمّد كاظم الطّباطبائي، عدّة من الفضلاء
    تعداد جلد :
    7
    ناشر :
    انتشارات دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    01/01/1398
    نوبت چاپ :
    اول
تعداد بازدید : 14106
صفحه از 518
پرینت  ارسال به