437
موسوعة الإمام المهدي علیه السلام في الکتاب و السّنّة و التّاریخ - المجلد الثانی

۱۷. الملك المعزّ إسماعيل الأيّوبي (ت۵۹۸ ه)

أُرسِل لفتح اليمن جيش في بداية عهد صلاح الدين الأيّوبي (۵۶۹ ه) بقيادة الملك توران، الأخ الأكبر لصلاح الدين، وتولّى حكومة اليمن خلال (۵۶۹ ـ ۵۷۷ ه) بعد فتحها، وأعقبه أخوه سيف الإسلام طغتكين في (۵۷۷ ـ ۵۹۳ ه)، ثمّ حكم بعد وفاته ابنه الملك معزُّ الدين إسماعيل سنة (۵۹۳ ـ ۵۹۸ ه) الذي وصفه الحنبليّ في الصفحة ۴۷ من كتابه شفاء القلوب فقال:

ادّعى أنّه أُموي وأراد الخلافة، وارتدى جبّتها التي اشتملت على كُمٍّ بقدر عشرين ذراعاً، وادّعى أنّه المهديّ، فبعث إليه عمُّه العادل كتاباً قبّح فيه عمله ونهاه عنه. وقالوا: إنّه ادّعى النبوّة أيضا.۱

۱۸. محمود التارابيّ (ت۶۳۶ ه)

في قرية تاراب وفي عصر المغول وظلمهم وجهل الناس وتردّي مستوياتهم الثقافيّة، عاش محمود التارابيّ المعروف بالزهد والعبادة، وادّعى أنّ الجنّ تحدّثه وتُخبره بأُمور غيبيّة، فصدّقه عوامّ الناس، وراجعه المرضى من مناطق شتّى.

وفي يوم في الأيّام أخبره أحد العلماء ـ واسمه شمس الدين المحبوبيّ ـ أنّ أباه روى ودوّن في كتاب أنّه سيظهر من تاراب في بخارى صاحب دولة يُنقذ العالم، وبيّن أنّ أمارات هذا القول وعلامات صاحبه ظاهرة في التارابيّ، فجعله هذا الكلام أوفر حظّاً، وظهرت آثار الفتنة والعصيان۲، وانبرت الحكومة والمتنفّذون لمواجهته،

1.. تاريخ أيّوبيان بالفارسيّة: ج ۱ ص ۳۷۴، وفيات الأعيان: ج ۳ ص ۴۷۱ (ترجمة صلاح الدين)، السلوك: ج ۱ ص ۴۲.

2.. تاريخ جهان‏گشاى جوينى بالفارسيّة: ج ۱ ص ۸۶ ۸۷.


موسوعة الإمام المهدي علیه السلام في الکتاب و السّنّة و التّاریخ - المجلد الثانی
436

الأيّام بايعه عشرة أشخاص في ضمنهم عبد المؤمن على أنّه المهديّ حقّاً الذي بشّر رسول اللّه‏ صلى‏الله‏عليه‏و‏آله بظهوره، وشيئاً فشيئاً التحق به عديدون، وحوّل هذه المدينة إلى مركز له بتدبيره وقتله لبعض الأشخاص في تلك المناطق.

مات ابن تومرت سنة ۵۲۴ ه، وأُوكل أمر الدعوة المهدويّة إلى عبد المؤن الذي احتلّ مراكش سنة ۵۴۲ ه، ووسّع دولته المسمّاة بدولة الموحّدين، لتصل إلى إسبانيا، ولقّب نفسه بأمير المؤمنين.

توفّي عبد المؤمن سنة ۵۵۸ ه، وأعقبه ابنه أبو يوسف الذي خاض معارك كثيرة ضدّ الأوروبّيين، ومات سنة ۵۸۰ ه.۱

خلّف ابن تومرت وتلامذته ـ إضافة إلى الأخبار العلميّة والسياسيّة ـ آثاراً علميّة تعكس آراءه التي قيل عنها بأنّها موسومة برؤة أشعريّة، ولكنّها متشيّعة.۲

۱۶. ابن الفرس (۵۶۵ ـ ۶۰۱ ه)

هو العالم المعروف أبو القاسم عبد الرحيم بن إبراهيم الخزرجيّ، الذي حُكي عنه أنّه جلس يوماً في مجلس المنصور الموحّديّ (۵۸۰ ـ ۵۹۵ ه)، وتكلّم بما يوحي بمعارضته للدولة الموحّديّة، ويُشير إلى رغبته في الإمامة، وبعد مدّة قصيرة داخله الخوف واختفى زمناً، ولكنّه ظهر بين قبائل البربر في جنوب مراكش بعد موت المنصور الموحّديّ، وبدأ بالدعوة إلى نفسه بصفته المهديّ المنتظر، أو القحطانيّ الذي ورد في الحديث أنّه يظهر قبل يوم القيامة، فانبرى لقتاله الناصر الموحّديّ، ثمّ خانه بعض حاشيته فاحتزّوا رأسه سنة ۶۰۱ ه، وأرسلوه إلى مراكش.۳

1.. مهدى از صدر إسلام تا قرن سيزدهم بالفارسيّة: ص ۱۸۱.

2.. المهديّة في الإسلام: ص ۱۹۵ ـ ۱۹۶.

3.. راجع: تاريخ الأدب العربيّ لعمر فروخ : ج ۵ ص ۵۵۸.

  • نام منبع :
    موسوعة الإمام المهدي علیه السلام في الکتاب و السّنّة و التّاریخ - المجلد الثانی
    سایر پدیدآورندگان :
    سيد محمّد كاظم الطّباطبائي، عدّة من الفضلاء
    تعداد جلد :
    7
    ناشر :
    انتشارات دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    01/01/1398
    نوبت چاپ :
    اول
تعداد بازدید : 14126
صفحه از 518
پرینت  ارسال به