الأيّام بايعه عشرة أشخاص في ضمنهم عبد المؤمن على أنّه المهديّ حقّاً الذي بشّر رسول اللّه صلىاللهعليهوآله بظهوره، وشيئاً فشيئاً التحق به عديدون، وحوّل هذه المدينة إلى مركز له بتدبيره وقتله لبعض الأشخاص في تلك المناطق.
مات ابن تومرت سنة ۵۲۴ ه، وأُوكل أمر الدعوة المهدويّة إلى عبد المؤن الذي احتلّ مراكش سنة ۵۴۲ ه، ووسّع دولته المسمّاة بدولة الموحّدين، لتصل إلى إسبانيا، ولقّب نفسه بأمير المؤمنين.
توفّي عبد المؤمن سنة ۵۵۸ ه، وأعقبه ابنه أبو يوسف الذي خاض معارك كثيرة ضدّ الأوروبّيين، ومات سنة ۵۸۰ ه.۱
خلّف ابن تومرت وتلامذته ـ إضافة إلى الأخبار العلميّة والسياسيّة ـ آثاراً علميّة تعكس آراءه التي قيل عنها بأنّها موسومة برؤة أشعريّة، ولكنّها متشيّعة.۲
۱۶. ابن الفرس (۵۶۵ ـ ۶۰۱ ه)
هو العالم المعروف أبو القاسم عبد الرحيم بن إبراهيم الخزرجيّ، الذي حُكي عنه أنّه جلس يوماً في مجلس المنصور الموحّديّ (۵۸۰ ـ ۵۹۵ ه)، وتكلّم بما يوحي بمعارضته للدولة الموحّديّة، ويُشير إلى رغبته في الإمامة، وبعد مدّة قصيرة داخله الخوف واختفى زمناً، ولكنّه ظهر بين قبائل البربر في جنوب مراكش بعد موت المنصور الموحّديّ، وبدأ بالدعوة إلى نفسه بصفته المهديّ المنتظر، أو القحطانيّ الذي ورد في الحديث أنّه يظهر قبل يوم القيامة، فانبرى لقتاله الناصر الموحّديّ، ثمّ خانه بعض حاشيته فاحتزّوا رأسه سنة ۶۰۱ ه، وأرسلوه إلى مراكش.۳