۱۳. محمّد بن عبد اللّه بن إدريس (كان حيّاً في القرن الخامس الهجريّ)
محمّد بن عبد اللّه الملقّب بالعالي، أحد أُمراء بني حمود الذين حكموا إمارة مالقة، وهو شخص عُرف بأدبه وكرمه في هذه الأُسرة التي نشبت فيها صراعات داخليّة أفضت بالتدريج إلى التجائه إلى الجبال، ومن ثمّ تقوّضت أركان دولتهم، وسيطر باديس الصنهاجيّ أمير غرناطة على مالقة.
فتقرّق بعد ذلك بنو حمود، وذهب بعضهم إلى جزيرة صقلية، ومنهم: محمّد بن عبد اللّه بن إدريس العالي، فنشر دعوته المهدويّة هناك، وذهب إلى أنّه هو المهديّ الذي يشابه اسمه واسم والده اسم النبيّ وأبيه، ولكنّه لم يُحرز تقدُّماً يُذكر.۱
۱۴. بليا (ت۴۸۴ ه)
في جمادى الأُولى سنة ۴۸۳ ه شهدت البصرة ظهور رجل يقال له بليا، ينظر في النجوم، فأضلّ خلقاً من أهلها، وزعم أنّه المهديّ، وأحرق فيها أماكن عديدة، منها: دار كتب وُقِفت على المسلمين لم يُرُ نظير لها، كما دمّر أشياء كثيرة أُخرى.۲
وكتب إلى من حوله يدعوهم إلى طاعته، وأنّه المهديّ المنتظر صاحب الزمان الذي يدعو الخلق إلى الحقّ، فإذا أطعتم وخضعتم نجوتم من خزي الدنيا وعذاب الآخرة، وإذا تخطّيتم حدود طاعتي فتيقّنوا بالعذاب وسوء العاقبة في الدارين، فآمنوا باللّه سبحانه وتعالى وبالإمام المهديّ.
فجيء به إلى السلطان ملك شاه الذي حكم عليه بأن يُطاف به في بغداد على جمل وفي رأسه طرطورة بودع (قلنسوة دقيقة الرأس ذات خرز بيضاء مجوّفة) للسخرية منه، ثمّ يُصلب بعد ذلك.۳