435
موسوعة الإمام المهدي علیه السلام في الکتاب و السّنّة و التّاریخ - المجلد الثانی

۱۵. ابن تومرت (۴۸۵ ـ ۵۲۴ ه)

ولد أبو عبد اللّه‏ بن تومرت في جبل سوس بالمغرب، وحوى جميع الخصال التي يحتاجها دعاة المهدويّة، فهو من السادة الحسنيّين، واسمه واسم أبيه يناظران اسم النبيّ ووالده، إضافة إلى خروجه في بدايات السنوات الأُولى من القرن السادس للهجرة۱، وهي صفة دائميّة للمتمهديين، بأن يعتبروا أنفسهم مجدّدي القرون أيضاً.

سافر ابن تومرت إلى الشرق الإسلاميّ، وغدا عند عودته طالب علم مفعماً بالحماس، يأمر دوماً بالمعروف وينهى عن المنكر، فمرّ على مدينة المهديّة في تونس سنة ۵۰۵ ه، ثمّ رحل إلى ملالة حيث التقى عبد المؤن بن عليّ أحد أصحابه الخلّص وخليفته، وهنا قال له بأنّه المهديّ، وأنّه ورد في حديث: «سينصره رجل من قيس»، عنى عبد المؤن نفسه.

انتقل بعدها إلى مراكش التي خضعت لحكم يوسف بن تاشفين، وأخذ فيها بالأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، والمنع من المفاسد والشرور عملاً بواجبه كعالم دينيّ، فاتّهموه بإثارة الفتن السياسيّة، ولكنّه تخلّص من الضغوط بزهده ومنزلته الكبيرة.

عاد ابن تومرت إلى قبيلته هرغة سنة ۵۱۴ ه وانضمّ إليه جميع أفرادها، وسمّى أصحابه بالموحّدين ومعارضيه بالمجسّمين.۲ وهو يعتقد بعصمة الإمام عليّ عليه‏السلام مثل الشيعة الإمامية.۳

ويبدو أنّه لم تُعلن مهدويّته حتّى ذلك الوقت أو إلى سنة ۵۱۵ ه، ولكن في هذه

1.. المصدر السابق: ج ۴ ص ۲۸۵۰.

2.. صبح الأعشى: ج ۵ ص ۱۸۶.

3.. سير أعلام النبلاء: ج ۱۹ ص ۵۴۹ وراجع لمعرفة بعض خصائصه: وفيات الأعيان: ج ۵ ص ۵۴.


موسوعة الإمام المهدي علیه السلام في الکتاب و السّنّة و التّاریخ - المجلد الثانی
434

۱۳. محمّد بن عبد اللّه‏ بن إدريس (كان حيّاً في القرن الخامس الهجريّ)

محمّد بن عبد اللّه‏ الملقّب بالعالي، أحد أُمراء بني حمود الذين حكموا إمارة مالقة، وهو شخص عُرف بأدبه وكرمه في هذه الأُسرة التي نشبت فيها صراعات داخليّة أفضت بالتدريج إلى التجائه إلى الجبال، ومن ثمّ تقوّضت أركان دولتهم، وسيطر باديس الصنهاجيّ أمير غرناطة على مالقة.

فتقرّق بعد ذلك بنو حمود، وذهب بعضهم إلى جزيرة صقلية، ومنهم: محمّد بن عبد اللّه‏ بن إدريس العالي، فنشر دعوته المهدويّة هناك، وذهب إلى أنّه هو المهديّ الذي يشابه اسمه واسم والده اسم النبيّ وأبيه، ولكنّه لم يُحرز تقدُّماً يُذكر.۱

۱۴. بليا (ت۴۸۴ ه)

في جمادى الأُولى سنة ۴۸۳ ه شهدت البصرة ظهور رجل يقال له بليا، ينظر في النجوم، فأضلّ خلقاً من أهلها، وزعم أنّه المهديّ، وأحرق فيها أماكن عديدة، منها: دار كتب وُقِفت على المسلمين لم يُرُ نظير لها، كما دمّر أشياء كثيرة أُخرى.۲

وكتب إلى من حوله يدعوهم إلى طاعته، وأنّه المهديّ المنتظر صاحب الزمان الذي يدعو الخلق إلى الحقّ، فإذا أطعتم وخضعتم نجوتم من خزي الدنيا وعذاب الآخرة، وإذا تخطّيتم حدود طاعتي فتيقّنوا بالعذاب وسوء العاقبة في الدارين، فآمنوا باللّه‏ سبحانه وتعالى وبالإمام المهديّ.

فجيء به إلى السلطان ملك شاه الذي حكم عليه بأن يُطاف به في بغداد على جمل وفي رأسه طرطورة بودع (قلنسوة دقيقة الرأس ذات خرز بيضاء مجوّفة) للسخرية منه، ثمّ يُصلب بعد ذلك.۳

1.. الوافي بالوفيّات: ج ۸ ص ۳۲۴ ـ ۳۲۶.

2.. البداية والنهاية: ج ۱۲ ص ۱۳۶.

3.. تاريخ ألفي بالفارسيّة : ج ۴ ص ۲۵۰۷ ـ ۲۵۰۸.

  • نام منبع :
    موسوعة الإمام المهدي علیه السلام في الکتاب و السّنّة و التّاریخ - المجلد الثانی
    سایر پدیدآورندگان :
    سيد محمّد كاظم الطّباطبائي، عدّة من الفضلاء
    تعداد جلد :
    7
    ناشر :
    انتشارات دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    01/01/1398
    نوبت چاپ :
    اول
تعداد بازدید : 14244
صفحه از 518
پرینت  ارسال به