بأنّه المهديّ، أو نبيٌّ يوحى إليه، فحلّلوا الزنا واستحلّوا المحارم، وسيطروا على منطقة ميلة، فأرسل لهم عبيد اللّه المهديّ جيشه وقضى عليهم، كما قتل ذلك الفتى أيضاً.۱ تلك الدعوة المهدويّة تمثّل ضرباً من الدعوة للمهديّ، لكنّها في الحقيقة ضدّه، وطبيعي أنّها لم تنته إلى ذلك الحدّ.
۱۲. الإمام المهديّ لدين اللّه (ت۴۰۴ ه)
الإيمان بالمهديّ بين الزيديّين لا يُفضي في العادة إلى ادّعاء المهدويّة إلاّ نادراً، وهذا لايعني أنّ اليمن المصبوغة بالطابع الزيديّ خالية من تلك الادّعاءات.
فالحسين بن القاسم المعروف بالإمام المهديّ لدين اللّه، شخصيّة زيديّة مرموقة نالت شهرة كبيرة في العلم والزهد، وتولّى بعد أبيه إمارة منطقة واسعة تمتدّ من ألهان إلى صعدة وصنعاء، وتسبّبت شهرته في اعتقاد جماعة من الزيديّة ببقائه حيّاً، وأنّه هو المهديّ الذي بشّر به رسول اللّه صلىاللهعليهوآله.
استطاع الحسين بن القاسم إخضاع صنعاء وأخذ الخمس من أهلها سنة ۴۰۲ ه، وضرب فيها النقود باسمه، وخاض بعدها حروباً كثيرة ضدّ المعارضين لحكمه، ثمّ قُتل ودُفن في بريدة خلال معركة بينه وبين بني حمّاد سنة ۴۰۴ ه وهو في العشرين ونيّف من عمره، وترك بعده مايربو على ۷۳ تصنيفاً، ثمّ تلاه من اعتقد ببقائه حيّاً وأنّه هو المهديّ.
بقيت هذه العقيدة ثابتة حتّى وقت متأخّر بين عدد من الشرفاء والسادة، مع وجود معارضة لهذه القضيّة، يعكسها ما وصل إلينا من شعر بخصوص هذا الموضوع.۲