427
موسوعة الإمام المهدي علیه السلام في الکتاب و السّنّة و التّاریخ - المجلد الثانی

أُسِّست قضيّة السفيانيّ استناداً إلى عقيدة طُرحت في أحداث سقوط الأُمويّين واستلام العبّاسيّين للحكم، حيث قيل بظهور رجل من السفيانيّين يعيد دولة الأُمويّين مرّة أُخرى. وبمجرّد إعلانه العصيان أمر المأمون الحارث بن عيسى بمحاربته، وبينما خضعت دمشق لسيطرة أبي العميطر ـ كما نقل ابن عساكر۱ ـ تغلّب الحارث على صور، وانتظر حتّى يدخل عبد اللّه‏ بن طاهر مدينة دمشق، وبعدها بمدّة وجيزة هُزم أبو العُمَيطر في معركة بينه وبين عدد من القبائل العربّية في منطقة شبعا في وادي تيم.۲

وأُعلِن عن أبي محمّد عبد اللّه‏ بن يزيد بن معاوية بن أبي سفيان على أنّه السفيانيّ الذي ذكرته الأحاديث، وذلك في حملة عبد اللّه‏ بن عليّ على دمشق، عندما تجمّع عدد من أهالي قنّسرين وحمص وتدمر تحت قيادة أبي محمّد المذكور.۳

وحادثة ظهور السفيانيّ أمر إيجابي من منظار الأُمويّين وأهالي الشام، في حين ينظر الشيعة وآخرون إلى السفيانيّ نظرة سلبيّة.

۹. محمّد بن قاسم العلويّ النسبة (سنة ۲۱۹ ه)

نشط العلويّون الزيديّون في إيران، ولم يُعدّوا من الدعاة إلى المهدويّة عادةً، ومع ذلك ففي الأقلّ ثمّة نماذج منهم دعا الآخرون إلى مهدويّتهم، أحدهم محمّد بن القاسم بن عليّ بن عمر بن عليّ بن الحسين، في سنة ۲۱۹ ه، ووصفوه بأنّه عابد زاهد ورع، عاش في الكوفة، وهرب إلى خراسان حينما أحدق به خطر المعتصم، وتنقّل بين المدن، وتردّد على مرو وسرخس وطالقان ونسا.

1.. تاريخ دمشق: ج ۵۵ ص ۳۱ الرقم ۶۸۶۵.

2.. الحلقة الضايعة من تاريخ جبل عامل: ص ۱۰۲.

3.. تاريخ الطبريّ : ج ۷ ص ۴۴۴.


موسوعة الإمام المهدي علیه السلام في الکتاب و السّنّة و التّاریخ - المجلد الثانی
426

كما اعتقد بعض من الشيعة بعد شهادة الإمام الهادي عليه‏السلام بإمامة ابنه محمّد الذي توفّي بوقت سابق في طفولته، واعتبروه حيّاً لم يمت.۱

وبعد شهادة الإمام الحسن العسكريّ عليه‏السلام ظهرت طائفة من الشيعة اعتبرته حيّاً لا يموت، وقد غاب وسيقوم من جديد، ولهم توضيحات متضاربة في هذا الموضوع.۲

وذهب النوبختيّ إلى أنّ من بين ثلاثة عشر انشقاقاً بين الشيعة ظهرت بعد شهادة الإمام العسكريّ عليه‏السلام، اعتقدت الطائفة الثانية عشرة وهم الإماميّة ببقاء الإمامة والمهدويّة في ابن الإمام العسكريّ عليهماالسلام.۳

وثمّة مجاميع وانشقاقات أُخرى تُشكّل فرقاً صغيرة عادة لا تستحقّ الاهتمام، ولم تُرفع لها راية، وليس لها وجود خارجيّ أبداً.

۸. حركة السفيانيّ المهدويّ (الادّعاء سنة ۱۹۵ ه)

لحركة السفيانيّ ـ من جنبة عقائديّة ـ ارتباط بالقضيّة المهدويّة؛ لادّعائها الانتساب إلى الإمام المهديّ، ومن جهة اُخرى لها حضور مهمّ في الجانب الروائيّ المطروح في الأدبيّات المهدويّة؛ لطرحها قضيّة السفيانيّ ـ الذي يُعدّ مفهوماً أساسيّاً نسبيّاً في هذا البحث ـ إلى جانب مفردات: «المهديّ» و«عيسى» و«القحطانيّ».

وقيل: إنّ حركة السفيانيّ تتعلّق «بعليّ بن عبد اللّه‏ بن خالد بن يزيد بن معاوية، المشهور بأبي العُمَيطِر السفيانيّ، واُمُّه نفيسة بنت عبيد اللّه‏ بن العبّاس بن عليّ بن أبي طالب، ووصف نفسه بأنّه ينحد (من شيخَي صفّين ؛ أي: الإمام عليّ عليه‏السلام ومعاوية. وفي سنة ۱۹۵ ه دعا الناس إلى مبايعته على الخلافة بادّعائه أنّه المهديّ المنتظر.

1.. فرق الشيعة: ص ۹۴.

2.. المصدر السابق: ص ۹۶ ـ ۹۸.

3.. المصدر السابق: ص ۱۱۰ ـ ۱۱۱.

  • نام منبع :
    موسوعة الإمام المهدي علیه السلام في الکتاب و السّنّة و التّاریخ - المجلد الثانی
    سایر پدیدآورندگان :
    سيد محمّد كاظم الطّباطبائي، عدّة من الفضلاء
    تعداد جلد :
    7
    ناشر :
    انتشارات دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    01/01/1398
    نوبت چاپ :
    اول
تعداد بازدید : 14189
صفحه از 518
پرینت  ارسال به