كما اعتقد بعض من الشيعة بعد شهادة الإمام الهادي عليهالسلام بإمامة ابنه محمّد الذي توفّي بوقت سابق في طفولته، واعتبروه حيّاً لم يمت.۱
وبعد شهادة الإمام الحسن العسكريّ عليهالسلام ظهرت طائفة من الشيعة اعتبرته حيّاً لا يموت، وقد غاب وسيقوم من جديد، ولهم توضيحات متضاربة في هذا الموضوع.۲
وذهب النوبختيّ إلى أنّ من بين ثلاثة عشر انشقاقاً بين الشيعة ظهرت بعد شهادة الإمام العسكريّ عليهالسلام، اعتقدت الطائفة الثانية عشرة وهم الإماميّة ببقاء الإمامة والمهدويّة في ابن الإمام العسكريّ عليهماالسلام.۳
وثمّة مجاميع وانشقاقات أُخرى تُشكّل فرقاً صغيرة عادة لا تستحقّ الاهتمام، ولم تُرفع لها راية، وليس لها وجود خارجيّ أبداً.
۸. حركة السفيانيّ المهدويّ (الادّعاء سنة ۱۹۵ ه)
لحركة السفيانيّ ـ من جنبة عقائديّة ـ ارتباط بالقضيّة المهدويّة؛ لادّعائها الانتساب إلى الإمام المهديّ، ومن جهة اُخرى لها حضور مهمّ في الجانب الروائيّ المطروح في الأدبيّات المهدويّة؛ لطرحها قضيّة السفيانيّ ـ الذي يُعدّ مفهوماً أساسيّاً نسبيّاً في هذا البحث ـ إلى جانب مفردات: «المهديّ» و«عيسى» و«القحطانيّ».
وقيل: إنّ حركة السفيانيّ تتعلّق «بعليّ بن عبد اللّه بن خالد بن يزيد بن معاوية، المشهور بأبي العُمَيطِر السفيانيّ، واُمُّه نفيسة بنت عبيد اللّه بن العبّاس بن عليّ بن أبي طالب، ووصف نفسه بأنّه ينحد (من شيخَي صفّين ؛ أي: الإمام عليّ عليهالسلام ومعاوية. وفي سنة ۱۹۵ ه دعا الناس إلى مبايعته على الخلافة بادّعائه أنّه المهديّ المنتظر.