425
موسوعة الإمام المهدي علیه السلام في الکتاب و السّنّة و التّاریخ - المجلد الثانی

وهنا استُخدم تعبير «القائم»؛ لأنّه أكثر لصوقاً بالشيعة من تعبير «المهديّ»، أمّا زمان هذا الادّعاء فيتطلّب مزيداً من التحقيق؛ إذ يتجرّد كما يبدو من المعنى في حياة الإمام الصادق عليه‏السلام.

والعديد ممّن ذهب إلى إمامة إسماعيل ادّعوا إمامة ابنه محمّد، وطُرحت في هذه المرّة مهدويّته أيضاً.۱ وأخبر النوبختيّ عن طائفة قالت بأنّ محمّد بن إسماعيل حيّ لم يمت، وهو يعيش في الإمبراطوريّة الرومانيّة، وهو القائم المهديّ. ويعنون بـ «القائم» أيضاً أنّه سيُبعث برسالة وشريعة جديدة تنسخ شريعة النبيّ محمّد صلى‏الله‏عليه‏و‏آله.۲

استمرّت هذه الأحداث بين الإسماعيليّة حتّى أسّس مهديُّهم عُبيد اللّه‏ الدولة الفاطميّة في مدينة «المهديّة» خلال السنوات الأخيرة من القرن الثالث، وسيأتي توضيح إجماليّ لذلك.۳

أمّا بين الإماميّة، فقد ذهب عدد منهم بعد شهادة الإمام الكاظم عليه‏السلام إلى أنّه حيّ لم يمت ولن يموت حتّى يغدو حاكم شرق الأرض وغربها، ويملأها بالعدل مثلما مُلئت بالجور، فهو القائم المهديّ.۴

وقد طرحوا رأيهم هذا استناداً إلى أحاديث عن والد الإمام الكاظم عليهماالسلام بشأن المهديّ، ولهم في الموضوع بيانات عجيبة نقلها النوبختيّ.۵ وأنّ قصّة الواقفيّة في المكوّن الشيعيّ تيّار خطر تلاشى تدريجيّاً.۶

1.. الحور العين: ص ۲۱۶ ـ ۲۱۷.

2.. فرق الشيعة: ص ۷۳.

3.. راجع: ص ۴۲۹ عبيداللّه‏ المهديّ .

4.. فرق الشيعة: ص ۹۰ ـ ۹۲.

5.. فرق الشيعة: ص ۸۰ ـ ۸۳.

6.. راجع: الواقفيّة دراسة تحليليّة.


موسوعة الإمام المهدي علیه السلام في الکتاب و السّنّة و التّاریخ - المجلد الثانی
424

المهديّ عليه‏السلام، في حين اتّفقت جميع المصادر على أنّ أئمّة الشيعة وأصحابهم الكبار والمتميّزين لم يدّعوا المهدويّة أبداً، سوى ما نقلوا عن الإمام المنتظر(عج)، كما لم تروِ المصادر ـ مختلفة ومخالفة ومغالية ـ عنهم بنحوٍ مباشر ما يدلّ على مهدويّتهم.

وهكذا، فكلّ ما يصبّ في رافد مهدويّتهم ليس إلاّ ادّعاء أشخاص مجهولين متعصّبين يفتقرون إلى الحكمة والمنطق.

قال الإمام الباقر عليه‏السلام في هذا الصدد:

يَزعُمونَ أنّي أنَا المَهدِيُّ، وإنّي إلى أجَلي أدنى مِنّي إلى ما يَدَّعونَ!۱

وكُتب الملل والنحل۲ نقلت ادّعاء آخر ينسب المهدويّة إلى الإمام الصادق عليه‏السلام، على الرغم من أنّ أحداً لم يطرح ذلك بجدّيّة، مثلما قيل بشأن أبيه، فذكر النوبختيّ ظهور ستّ فرق بعد شهادة الإمام الصادق عليه‏السلام، ذهبت واحدة منها إلى أنّه مازل حيّاً ولم يمت، بل لن يموت أبداً حتّى يظهر ويحكم العالم، فهو المهديّ المنتظر.۳

وجدير بالذكر أنّ أخبار كتب الفرق لا تصمد حيال شكوك حقيقيّة ما لم تدعمها نصوص حديثيّة.

أمّا إسماعيل ابن الإمام الصادق عليه‏السلام، فقضيته تطوّرت كثيراً؛ إذ بدأت قصّة مهدويّته بين الإسماعيليّة من الادّعاءات التي نُسجت حوله مع كلّ ما فيها من تقلّبات، فإسماعيل الذي تصوّروا أنّه خليفة والده، توفّي سنة ۱۳۳ ه قبل شهادة أبيه بخمسة عشر عاماً، ممّا تسبّب في أن يتجّه إلى مهدويّته من ادّعى أنّه حيّ أو سيُبعث إلى الحياة، فقال جماعة ـ كما روى النوبختيّ ـ بأنّه لن يموت حتّى يحكم الأرض ويتولّى زمام أُمور الخلق، فهو القائم نفسه.۴

1.. تاريخ دمشق: ج ۵۴ ص ۲۹۱، سير أعلام النبلاء: ج ۴ ص ۴۰۷، كنز العمّال: ج ۱۴ ص ۳۱ رقم ۳۷۸۵۹؛ الحاوي للفتاوي: ج ۲ ص ۷۶ نقلاً عن الأمالي للمحامليّ .

2.. راجع: فرق الشيعة: ص ۷۸ والحور العين: ص ۲۱۶.

3.. فرق الشيعة: ص ۶۷ وراجع الفصول المختارة: ص ۳۰۵ وبحار الأنوار: ج ۳۷ ص ۹.

4.. فرق الشيعة: ص ۶۷.

  • نام منبع :
    موسوعة الإمام المهدي علیه السلام في الکتاب و السّنّة و التّاریخ - المجلد الثانی
    سایر پدیدآورندگان :
    سيد محمّد كاظم الطّباطبائي، عدّة من الفضلاء
    تعداد جلد :
    7
    ناشر :
    انتشارات دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    01/01/1398
    نوبت چاپ :
    اول
تعداد بازدید : 14461
صفحه از 518
پرینت  ارسال به