المهديّ عليهالسلام، في حين اتّفقت جميع المصادر على أنّ أئمّة الشيعة وأصحابهم الكبار والمتميّزين لم يدّعوا المهدويّة أبداً، سوى ما نقلوا عن الإمام المنتظر(عج)، كما لم تروِ المصادر ـ مختلفة ومخالفة ومغالية ـ عنهم بنحوٍ مباشر ما يدلّ على مهدويّتهم.
وهكذا، فكلّ ما يصبّ في رافد مهدويّتهم ليس إلاّ ادّعاء أشخاص مجهولين متعصّبين يفتقرون إلى الحكمة والمنطق.
قال الإمام الباقر عليهالسلام في هذا الصدد:
يَزعُمونَ أنّي أنَا المَهدِيُّ، وإنّي إلى أجَلي أدنى مِنّي إلى ما يَدَّعونَ!۱
وكُتب الملل والنحل۲ نقلت ادّعاء آخر ينسب المهدويّة إلى الإمام الصادق عليهالسلام، على الرغم من أنّ أحداً لم يطرح ذلك بجدّيّة، مثلما قيل بشأن أبيه، فذكر النوبختيّ ظهور ستّ فرق بعد شهادة الإمام الصادق عليهالسلام، ذهبت واحدة منها إلى أنّه مازل حيّاً ولم يمت، بل لن يموت أبداً حتّى يظهر ويحكم العالم، فهو المهديّ المنتظر.۳
وجدير بالذكر أنّ أخبار كتب الفرق لا تصمد حيال شكوك حقيقيّة ما لم تدعمها نصوص حديثيّة.
أمّا إسماعيل ابن الإمام الصادق عليهالسلام، فقضيته تطوّرت كثيراً؛ إذ بدأت قصّة مهدويّته بين الإسماعيليّة من الادّعاءات التي نُسجت حوله مع كلّ ما فيها من تقلّبات، فإسماعيل الذي تصوّروا أنّه خليفة والده، توفّي سنة ۱۳۳ ه قبل شهادة أبيه بخمسة عشر عاماً، ممّا تسبّب في أن يتجّه إلى مهدويّته من ادّعى أنّه حيّ أو سيُبعث إلى الحياة، فقال جماعة ـ كما روى النوبختيّ ـ بأنّه لن يموت حتّى يحكم الأرض ويتولّى زمام أُمور الخلق، فهو القائم نفسه.۴