الأوّل: إنّ شخصيّة ابن سبأ محفوفة بالريبة.
والثاني: إنّ الروايات القليلة التي ورد فيها ادّعاء الربوبيّة مطعون في سندها ومتنها.
ومع هذا، فمن المسلّم به أنّ بداية الغلوّ في العراق إبّان ستّينات وسبعينات القرن الأوّل الهجري. وأحد المصاديق البارزة لهذه العقيدة الإيمان بقائميّة ومهدويّة الأئمّة عليهمالسلام، أو الاعتقاد بمهدويّة آخرين إلى جانب ادّعاء نبوّة الأئمّة عليهمالسلام، أو حتّى ربوبيّتهم، ويمكن متابعة مسيرة هذه الاعتقادات في كتاب فرق الشيعة للنوبختيّ.
ومنذ زمان الإمام الباقر عليهالسلام فما بعده، ظهر غلاة نسبوا المهدويّة والقائميّة للأئمّة عليهمالسلام أو لأنفسهم في إطار التشيّع والتابعيّة لأئمّة المذهب. والمدهش أن ادّعاءات أُولئك الأشخاص تأبى إلاّ الربوبية والنبوّة، وأقلّها المهدويّة.
فمثلاً قيل عن فرقة المنصوريّة: أنّ أبا منصور العجليّ ادّعى خلافته للإمام الباقر عليهالسلام بعد شهادته، ثمّ تدرّج فادّعى نبوّة الإمام عليّ عليهالسلام وأئمّةً آخرين، بل ادّعى النبوّة أيضاً لنفسه، وقال بأنّ النبوّة في أبنائه الستّة، وسيأتي أنبياء من بعده آخرهم المهديّ.۱
وهنا تجدر الإشارة إلى ضرورة التعامل بحذر دائم مع ما يُنسب إلى هؤاء الأشخاص من ادّعاءات.
وهناك دعوة أُخرى للمهدويّة تُنسب إلى أصحاب المغالي المغيرة بن سعيد بشأن الإمام الباقر عليهالسلام، حيث ذهب إلى أنّ إمامته ستدوم إلى وقت خروج الإمام