423
موسوعة الإمام المهدي علیه السلام في الکتاب و السّنّة و التّاریخ - المجلد الثانی

الأوّل: إنّ شخصيّة ابن سبأ محفوفة بالريبة.

والثاني: إنّ الروايات القليلة التي ورد فيها ادّعاء الربوبيّة مطعون في سندها ومتنها.

ومع هذا، فمن المسلّم به أنّ بداية الغلوّ في العراق إبّان ستّينات وسبعينات القرن الأوّل الهجري. وأحد المصاديق البارزة لهذه العقيدة الإيمان بقائميّة ومهدويّة الأئمّة عليهم‏السلام، أو الاعتقاد بمهدويّة آخرين إلى جانب ادّعاء نبوّة الأئمّة عليهم‏السلام، أو حتّى ربوبيّتهم، ويمكن متابعة مسيرة هذه الاعتقادات في كتاب فرق الشيعة للنوبختيّ.

ومنذ زمان الإمام الباقر عليه‏السلام فما بعده، ظهر غلاة نسبوا المهدويّة والقائميّة للأئمّة عليهم‏السلام أو لأنفسهم في إطار التشيّع والتابعيّة لأئمّة المذهب. والمدهش أن ادّعاءات أُولئك الأشخاص تأبى إلاّ الربوبية والنبوّة، وأقلّها المهدويّة.

فمثلاً قيل عن فرقة المنصوريّة: أنّ أبا منصور العجليّ ادّعى خلافته للإمام الباقر عليه‏السلام بعد شهادته، ثمّ تدرّج فادّعى نبوّة الإمام عليّ عليه‏السلام وأئمّةً آخرين، بل ادّعى النبوّة أيضاً لنفسه، وقال بأنّ النبوّة في أبنائه الستّة، وسيأتي أنبياء من بعده آخرهم المهديّ.۱

وهنا تجدر الإشارة إلى ضرورة التعامل بحذر دائم مع ما يُنسب إلى هؤاء الأشخاص من ادّعاءات.

وهناك دعوة أُخرى للمهدويّة تُنسب إلى أصحاب المغالي المغيرة بن سعيد بشأن الإمام الباقر عليه‏السلام، حيث ذهب إلى أنّ إمامته ستدوم إلى وقت خروج الإمام

1.. فرق الشيعة: ص ۳۸.


موسوعة الإمام المهدي علیه السلام في الکتاب و السّنّة و التّاریخ - المجلد الثانی
422

۷. أبو مسلم الخراساني (ت۱۳۷ ه)

حينما قُتل أبو مسلم الخراسانيّ بأمر المنصور العبّاسيّ، وفقد أصحابه قائداً حازماً، أرادوا الحفاظ على معنويّاتهم، فأشاعوا أنّه ما زال على قيد الحياة، أو حلّت روحه في ابنته وفي أبنائها من بعدها، وطُرح هذا الادّعاء بشأن الخرّميّة؛ اُناسٌ يعظّمون أمر أبي مسلم، ويلعنون أبا جعفر على قتله، ويكثرون الصلاة على مهديّ بن فيروز؛ لأنّه من ولد فاطمة بنت أبي مسلم، ولهم أئمّة يرجعون إليهم في الأحكام، ورسل يدورون بينهم ويسمّونهم «فريشتگان».۱

اعتقد الخرّميّة بظهور شخص باسم المهديّ من ولد فاطمة بنت أبي مسلم، وأنّه سيُبيد جميع من ينتمي إلى العبّاس عن بكرة أبيهم.۲ قال المسعودي في عقيدتهم:

قد تنازعوا في ذلك بعد وفاته: فمنهم من رأى أنّه لم يمت ولن يموت حتّى يظهر فيملأ الأرض عدلاً، وفرقة قطعت بموته وقالت بإمامة ابنته فاطمة.۳

وذكرت بعض المصادر الشيعيّة من فرق الشيعة۴ فرقة باسم «بومسلميّة»، بصفتها من أقرب الفرق إلى «الخرّمدينيّة»، اعتقدت بإمامة أبي مسلم وبأنّه حيّ لم يمت.

مهدوية بعض الغلاة وقادة الفرق المنشقّة عن الإماميّة

قيل بأنّ أساس أبحاث الغلوّ تُعزى إلى العقائد المنتشرة في أيّام الإمام عليّ عليه‏السلام، غير أنّ هذا القول يواجه شكوكاً جدِّيّة؛ إذ لا اعتبار في الأحاديث القليلة التي تُشير إلى ظهور الغلوّ في ذلك الزمن؛ لسببين:

1.. البدء والتاريخ: ج ۴ ص ۳۱. و «فرشتگان» تعني في الفارسيّة: الملائكة.

2.. المصدر السابق: ج ۶ ص ۹۵.

3.. مروج الذهب: ج ۳ ص ۳۰۵.

4.. فرق الشيعة: ص ۴۶ ـ ۴۷.

  • نام منبع :
    موسوعة الإمام المهدي علیه السلام في الکتاب و السّنّة و التّاریخ - المجلد الثانی
    سایر پدیدآورندگان :
    سيد محمّد كاظم الطّباطبائي، عدّة من الفضلاء
    تعداد جلد :
    7
    ناشر :
    انتشارات دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    01/01/1398
    نوبت چاپ :
    اول
تعداد بازدید : 14096
صفحه از 518
پرینت  ارسال به