وروى أبو الفرج الإصفهانيّ أنّ عبد اللّه بن الحسن بن الحسن اجتمع في الأبواء مع عدد من بني هاشم، وخاطبه ابنه بالمهديّ، وارتضى الآخرون ذلك ثمّ بايعوه۱، وبُعيدَ ذلك استلم العبّاسيّون الحكم، ووقف ضدّهم محمّد وأخوه إبراهيم مع أُسرتهما وعدد من أنصارهم، وأُبيد جميعهم، فقُتل محمّد سنة ۱۴۵ ه وإبراهيم سنة ۱۴۶ ه، وتوفّي بعضهم في السجن.
وأشار العديد من الأخبار الشيعيّة في الكوفة إلى مهدويّة محمّد في تلك السنين۲، كما خاطبه عدّة شعراء من ذلك العصر بلقب المهديّ أيضاً.۳
وذهب النوبختيّ في فرق الشيعة إلى أنّ الاعتقاد بمهدويّة محمّد بن عبد اللّه يعود إلى ما بعد شهادة الإمام الباقر عليهالسلام، فذكر أنّ الشيعة انقسموا بعدها إلى مجموعتين، إحداهما آمنت بمهدويّة محمّد بن عبد اللّه، وقالوا بعد مقتله بأنّه حيّ ولم يمت، وهو يعيش في جبل على طريق مكّة باسم العلميّة.۴
ومن زاوية تاريخيّة يمكن اعتبار ادّعاء المهدويّة من قبل النفس الزكيّة لنفسه، من أوّل الادّعاءات الواسعة النطاق على صعيد المهدويّة، حيث يلج علويّ هو وأُسرته هذا المضمار ليحوز الزعامة والقيادة، ويدخل ميدان النزاع على السلطة عن طريق هذا الادّعاء.
وقد خالف الإمام الصادق عليهالسلام ثورته كما تؤّد المصادر، واعتقد بأنّه لن يبلغ الحكومة أبداً۵، كما خالف عمرو بن عبيد ـ أحد زعماء المعتزلة ـ كونه المهديّ