والطريف أنّ عبد اللّه بن معاوية بن عبد اللّه بن جعفر الذي قُتل على يد أبي مسلم سنة ۱۲۸ ه، ممّن ذكروا أنّه الإمام المهديّ، استناداً إلى تلك العقيدة الكيسانيّة، فقيل: عبد اللّه بن معاوية هو القائم المهديّ الذي بشّر به النبيّ صلىاللهعليهوآله ۱. وقيل أيضاً: بأنّه يعيش في جبال إصفهان، ولن يموت حتّى يستلم الحكم ويملأ الأرض قسطاً وعدلاً.۲
۲. عبد الرحمن بن الأشعث القحطانيّ (ت۸۳ ه)
نقل البخاريّ ومسلم وأبو هريرة عن النبيّ صلىاللهعليهوآله أنّه قال:
لا تَقومُ السّاعَةُ حَتّى يَخرُجَ رَجُلٌ مِن قَحطانَ يَسوقُ النّاسَ بِعَصاهُ.۳
ويبدو أنّ هذا القحطانيّ موضوع في مقابل العدنانيّ، والأحاديث التي ذكرته في مقابل الأحاديث التي ذكرت أنّ المهديّ من ولد النبيّ صلىاللهعليهوآله. ويرى المسعوديّ أنّ عبد الرحمن بن الأشعث هو القحطانيّ المقصود، فقال:
وسار عبد الرحمن راجعا (من سيستان) لإخراج الحجّاج من العراق، ومسألة عبد الملك إبدالهم به، فلمّا عظمت جموعه ولحق به كثير من أهل العراق ورؤاؤهم وقرّاؤهم ونُسّاكهم عند قربه منها خلع عبد الملك، وذلك بإصطخر فارس، وخلعه الناس جميعا، وسمّى نفسه «ناصر المؤمنين»، وذكر له أنّه القحطانيّ الّذي ينتظره اليمانيّة، وأنّه يعيد الملك فيها، فقيل له: إنّ القحطانيّ على ثلاثة أحرف، فقال: اسمي عبد وأمّا الرحمن فليس من اسمي.۴
۳. عمر بن عبد العزيز (ت۱۰۱ ه)
أفضت رداءة العصر الأُمويّ وحكّامه إلى الإفراط إلى أقصى حدّ في الثناء على عمر بن عبد العزيز، ومن جملته استخدام كلمة المهديّ بحقّه، فجاء في خبر وضعه اليهوديّ السابق وهب بن منبّه: «إن كان في هذه الاُمّة مهديّ فهو عمر بن عبد العزيز».۵