415
موسوعة الإمام المهدي علیه السلام في الکتاب و السّنّة و التّاریخ - المجلد الثانی

هذا الخبر يفيد الإشارة إلى تاريخ ادّعاء المهدويّة في هذه الحقبة، ونظيره ورد عن الحسن البصريّ بشأن عمر بن عبد العزيز أيضاً، كما في النصّ الآتي: «إن كان مهديٌّ فعمر بن عبد العزيز، وإلاّ فلا مهديّ إلاّ عيسى بن مريم».۱

ونُسبت مثل هذا الادّعاءات حتّى إلى سعيد بن المسيّب وقتادة أيضا.۲

كما ذكروا أنّ الأصبغ أخا عمر بن عبد العزيز: «أشجّ بني أُميّة الذي يملأ الأرض عدلاً».۳

والأعجب من كلّ ذلك الخبر الآتي الموضوع على لسان الإمام الباقر عليه‏السلام: «النبيّ منّا، والمهديّ من بني عبد شمس، ولا نعلمه إلاّ عمر بن عبد العزيز».۴

ولم يخلعوا اسم المهديّ على عمر بن عبد العزيز فقط، بل ترشّح آخرون لهذا اللقب أيضاً، فهذا موسى بن طلحة بن عبيد اللّه‏ الذي دخل الكوفة بعد المختار، وهرب مع بعض أصحابه إلى البصرة، قالت عنه بعض المصادر: «كان في زمانه يرون أنّه المهديّ».۵

1.. تاريخ الخلفاء: ص ۲۷۹.

2.. البداية والنهاية: ج ۹ ص ۲۰۰.

3.. أنساب الأشراف: ج ۸ ص ۱۲۶، طبقات ناصري بالفارسيّة : ج ۱ ص ۹۷ وراجع البدء والتاريخ: ج ۲ ص ۱۸۲ . ثمّ إنّهم سألوا طاووس أحد التابعين المعروفين: هل عمر بن عبد العزيز هو المهديّ لقضائه على الظلم والطغيان؟ فأجاب: هو المهديّ وليس المهديّ؛ لأنّه لم يُكمل العدل (تاريخ دمشق: ج ۴۵ ص ۱۸۹). واستخدم طاووس هنا «المهديّ» بمعناه اللغويّ (راجع : البداية والنهاية: ج ۹ ص ۲۰۰).

4.. الطبقات الكبرى: ج ۵ ص ۳۳۳.

5.. تاريخ دمشق: ج ۶۰ ص ۴۳۱.


موسوعة الإمام المهدي علیه السلام في الکتاب و السّنّة و التّاریخ - المجلد الثانی
414

والطريف أنّ عبد اللّه‏ بن معاوية بن عبد اللّه‏ بن جعفر الذي قُتل على يد أبي مسلم سنة ۱۲۸ ه، ممّن ذكروا أنّه الإمام المهديّ، استناداً إلى تلك العقيدة الكيسانيّة، فقيل: عبد اللّه بن معاوية هو القائم المهديّ الذي بشّر به النبيّ صلى‏الله‏عليه‏و‏آله ۱. وقيل أيضاً: بأنّه يعيش في جبال إصفهان، ولن يموت حتّى يستلم الحكم ويملأ الأرض قسطاً وعدلاً.۲

۲. عبد الرحمن بن الأشعث القحطانيّ (ت۸۳ ه)

نقل البخاريّ ومسلم وأبو هريرة عن النبيّ صلى‏الله‏عليه‏و‏آله أنّه قال:

لا تَقومُ السّاعَةُ حَتّى يَخرُجَ رَجُلٌ مِن قَحطانَ يَسوقُ النّاسَ بِعَصاهُ.۳

ويبدو أنّ هذا القحطانيّ موضوع في مقابل العدنانيّ، والأحاديث التي ذكرته في مقابل الأحاديث التي ذكرت أنّ المهديّ من ولد النبيّ صلى‏الله‏عليه‏و‏آله. ويرى المسعوديّ أنّ عبد الرحمن بن الأشعث هو القحطانيّ المقصود، فقال:

وسار عبد الرحمن راجعا (من سيستان) لإخراج الحجّاج من العراق، ومسألة عبد الملك إبدالهم به، فلمّا عظمت جموعه ولحق به كثير من أهل العراق ورؤاؤهم وقرّاؤهم ونُسّاكهم عند قربه منها خلع عبد الملك، وذلك بإصطخر فارس، وخلعه الناس جميعا، وسمّى نفسه «ناصر المؤمنين»، وذكر له أنّه القحطانيّ الّذي ينتظره اليمانيّة، وأنّه يعيد الملك فيها، فقيل له: إنّ القحطانيّ على ثلاثة أحرف، فقال: اسمي عبد وأمّا الرحمن فليس من اسمي.۴

۳. عمر بن عبد العزيز (ت۱۰۱ ه)

أفضت رداءة العصر الأُمويّ وحكّامه إلى الإفراط إلى أقصى حدّ في الثناء على عمر بن عبد العزيز، ومن جملته استخدام كلمة المهديّ بحقّه، فجاء في خبر وضعه اليهوديّ السابق وهب بن منبّه: «إن كان في هذه الاُمّة مهديّ فهو عمر بن عبد العزيز».۵

1.. المصدر السابق: ص ۳۶.

2.. الحور العين: ص ۲۱۵.

3.. صحيح البخاريّ : ج ۶ ص ۲۶۰۴ ح ۶۷۰۰، صحيح مسلم: ج ۴ ص ۵۲ ح ۲۹۱۰.

4.. التنبيه والإشراف: ص ۲۷۱.

5.. المعرفة والتاريخ: ج ۱ ص ۶۱۳، البداية والنهاية: ج ۹ ص ۲۰۰.

  • نام منبع :
    موسوعة الإمام المهدي علیه السلام في الکتاب و السّنّة و التّاریخ - المجلد الثانی
    سایر پدیدآورندگان :
    سيد محمّد كاظم الطّباطبائي، عدّة من الفضلاء
    تعداد جلد :
    7
    ناشر :
    انتشارات دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    01/01/1398
    نوبت چاپ :
    اول
تعداد بازدید : 14568
صفحه از 518
پرینت  ارسال به