أجل، أنا المهديّ أهدي إلى الخير، ولكن إذا سلّم أحدُكم علَيّ فليقل: السّلام عليك يا محمّد، ولا تقولوا: يا مهديّ.۱
واعتبروا ظهور فرقة الكيسانيّة امتداداً لتلك الأحداث، الفرقة التي يعُدّ أهمّ أُصولها الاعتقاد بمهدويّة ابن الحنفيّة، وطُرح بعد وفاته سنة ۸۱ ه موضوع غيبته ورجعته بصفته المهديّ المنتظر.۲
من عقائد هذه الفرقة أنّ محمّد بن الحنفيّة لم يمت، وما زال يعيش في جبل رضوى تحرسه الأُسود بمكان غاية في العمران.۳ وعلى الرغم من الاختلاف بين الكيسانيّة في وجوده بجبل رضوى، غير أنّ اسم هذا الجبل ورد في أكثر الأخبار.۴
الملاحظة المهمّة أنّ مفهومين بشأن محمّد بن الحنفيّة هما «المهديّ» و«الغيبة»، اقترنا مع بعضهما، فعندما توفّي ابن الحنفيّة أنكر بعضٌ موتَه، وقبله بعضٌ آخر ولكنّهم قالوا بأنّه مثل عيسى عليهالسلام سيُبعث ويعود إلى الحياة مرّة ثانية، وطبيعيّ أن يتشكّل مفهوم الغيبة في مثل هذه الأوضاع.
ومن الاتّجاهات الداخليّة للكيسانيّة لدى من سلّم بموت محمّد بن الحنفيّة واعتقد بانتقال الإمامة إلى ابنه أبي هاشم، الإيمان بمهدويّة الابن المشار إليه، وأنّه الإمام القائم المهديّ.۵
1.. التحفة اللطيفة في تاريخ المدينة المنوّرة: ج ۲ ص ۵۴۵.
2.. سلّمت وداد القاضي بالوجود الخارجيّ التاريخيّ لابن سبأ وطرحه لبحث الغيبة والرجعة، وتأسيساً عليه اعتقدت بانتساب جذور العقيدة الكيسانيّة إليه، وأغلبها عن طريق عبد اللّه بن حرب أحد غلاة زمان المختار ومتعصّبي تلك الفترة. وأضافت الكاتبة ذاتها أنّ الكيسانيّة ترى بيعة ابن الحنفيّة لعبد الملك ضرباً من الذنب الذي غفره اللّه تعالى بغيبته ، كما في قصّة النبيّ يونس عليهالسلام، وسيبقيه غائباً حتّى يحين وقت ظهوره راجع: الكيسانيّة في التاريخ والأدب: ص ۱۷۰ ـ ۱۷۱.
3.. فرق الشيعة: ص ۲۹.
4.. راجع: الكيسانيّة في التاريخ والأدب: ص ۱۷۲.
5.. فرق الشيعة: ص ۳۳ ـ ۳۴.