المغرب ليُطبّقها على عبيد اللّه المهديّ.۱
من جهة أُخرى أفضى التيقّن من اسم المهديّ عليهالسلام وحيازته لاسم النبيّ صلىاللهعليهوآله إلى نفخ الروح في طموح كثيرين ليدّعوا المهدويّة، وبخاصّة بعد إضافة جملة: «اسمُ أبيهِ اسمُ أبي».
كما ينبغي الالتفات إلى استغلال الأحاديث الصحيحة في تفسيرات مغرضة أحياناً، مثلما فعل المنصور العبّاسيّ في تسمية ابنه بالمهديّ؛ ليجذب إليه أذهان المهدويّين.۲ طبيعيّ أن يضطلع عدد من العلماء السذّج أصحاب المشارب العرفانيّة والصوفيّة بدور مؤّر في احتضان نظائر هذه الأُمور؛ لأنّ أفكارهم وأعمالهم تستقطب نحو تلك الحركات من له ميول إلى العلماء المشار إليهم.
وكعيِّنة على ذلك يمكن الاستشهاد بالحركة المهدويّة للسيّد محمّد نور بخش الذي يُعَدّ أُستاذُه الخواجه إسحاق أهمّ مدافع عنه، حتّى ضحّى بحياته من أجل تلك الحركة.۳
د ـ منهل الدعاة الدجّالين
أصل الإدّعاء المهدويّ الكاذب، أو النيابة الخاصّة للإمام المهديّ المنتظر عليهالسلام، يستدعي التأمّل فيه؛ لأنّ علماء وفقهاء الطراز الأوّل ورموز الشيعة وأهل السنّة لم يدّع المهدويّة أحد منهم أبداً.
فقد بزغ نجم آلاف العلماء والفقهاء المرموقين ـ من الشيعة وأهل السنّة ـ في فترة الألف والأربعمئة سنة التي مرّت على ظهور الإسلام، وتوفّرت لهم أحياناً أرضيّة قبول جميع أقوالهم، وحازوا قوّة مادّية ومعنويّة ونفوذاً كاملاً على أتباعهم وعلى الناس العاديّين، ولكنّهم لم يدّعوا أمثال تلك الادّعاءات أبداً، بل عارضوها بشدّة وضراوة.
وتجدرُ الإشارة إلى أنّ أغلب مدّعي النيابة ممّن تولّوا قيادة فئة أو فرقة من عامّة الشعب، هم في مستوى علميّ ضحل، فأسهمت علاقة المريد والمراد مع الأُفق العلميّ الضيّق لزعيم الجماعة والناس المحيطين به، في تمهيد الأرضية اللاّزمة