411
موسوعة الإمام المهدي علیه السلام في الکتاب و السّنّة و التّاریخ - المجلد الثانی

لادّعاءات مختلقة متبجّحة، وتسليم وانقياد أعمى لها.

ملاحظة

تهدف دراستنا هذه إلى مجرّد توعية المجتمع والجماهير ليحترزوا ويتأهّبوا حيال موارد قد تحدث في المستقبل؛ لأنّ الاطّلاع على حواضن هذه الادّعاءات وبُناها التحتيّة، والتفطّن لأنواع الاستغلال الذي حدث في حالات مماثلة، له أثر فاعل في إحباط الادّعاءات المشار إليها وتفنيدها.

من مجموع الأخبار الواردة يتبيّن لنا أنّ عددا ضئيلاً جدّا ـ كعدد الأصابع ـ من مدّعي المهدويّة، تسنّى لهم تأسيس حركة محدودة على خارطة جغرافيّة ضيّقة، ولكنّهم عجزوا وافتقروا إلى الاستعداد اللاّزم لتأسيس حركة عالميّة، فهم أسرى مكبّلون بفخاخ أوهامهم، وما دراستهم إلاّ للتنبيه والتحذير، إذ لا قيمة لشخصيّاتهم وحركاتهم بحدّ ذاتها، ولا تستحقّ البحث والتحقيق، بل المهمّ هو الاطّلاع على


موسوعة الإمام المهدي علیه السلام في الکتاب و السّنّة و التّاریخ - المجلد الثانی
410

المغرب ليُطبّقها على عبيد اللّه‏ المهديّ.۱

من جهة أُخرى أفضى التيقّن من اسم المهديّ عليه‏السلام وحيازته لاسم النبيّ صلى‏الله‏عليه‏و‏آله إلى نفخ الروح في طموح كثيرين ليدّعوا المهدويّة، وبخاصّة بعد إضافة جملة: «اسمُ أبيهِ اسمُ أبي».

كما ينبغي الالتفات إلى استغلال الأحاديث الصحيحة في تفسيرات مغرضة أحياناً، مثلما فعل المنصور العبّاسيّ في تسمية ابنه بالمهديّ؛ ليجذب إليه أذهان المهدويّين.۲ طبيعيّ أن يضطلع عدد من العلماء السذّج أصحاب المشارب العرفانيّة والصوفيّة بدور مؤّر في احتضان نظائر هذه الأُمور؛ لأنّ أفكارهم وأعمالهم تستقطب نحو تلك الحركات من له ميول إلى العلماء المشار إليهم.

وكعيِّنة على ذلك يمكن الاستشهاد بالحركة المهدويّة للسيّد محمّد نور بخش الذي يُعَدّ أُستاذُه الخواجه إسحاق أهمّ مدافع عنه، حتّى ضحّى بحياته من أجل تلك الحركة.۳

د ـ منهل الدعاة الدجّالين

أصل الإدّعاء المهدويّ الكاذب، أو النيابة الخاصّة للإمام المهديّ المنتظر عليه‏السلام، يستدعي التأمّل فيه؛ لأنّ علماء وفقهاء الطراز الأوّل ورموز الشيعة وأهل السنّة لم يدّع المهدويّة أحد منهم أبداً.

فقد بزغ نجم آلاف العلماء والفقهاء المرموقين ـ من الشيعة وأهل السنّة ـ في فترة الألف والأربعمئة سنة التي مرّت على ظهور الإسلام، وتوفّرت لهم أحياناً أرضيّة قبول جميع أقوالهم، وحازوا قوّة مادّية ومعنويّة ونفوذاً كاملاً على أتباعهم وعلى الناس العاديّين، ولكنّهم لم يدّعوا أمثال تلك الادّعاءات أبداً، بل عارضوها بشدّة وضراوة.

وتجدرُ الإشارة إلى أنّ أغلب مدّعي النيابة ممّن تولّوا قيادة فئة أو فرقة من عامّة الشعب، هم في مستوى علميّ ضحل، فأسهمت علاقة المريد والمراد مع الأُفق العلميّ الضيّق لزعيم الجماعة والناس المحيطين به، في تمهيد الأرضية اللاّزمة

1.. راجع: شرح الأخبار: ج ۳ ص ۳۵۳ و ۳۶۴.

2.. راجع: ص ۴۲۱ (محمّد المهديّ «المهدي العباسي») .

3.. راجع: ص ۴۴۴ السيّد محمّد نوربخش.

  • نام منبع :
    موسوعة الإمام المهدي علیه السلام في الکتاب و السّنّة و التّاریخ - المجلد الثانی
    سایر پدیدآورندگان :
    سيد محمّد كاظم الطّباطبائي، عدّة من الفضلاء
    تعداد جلد :
    7
    ناشر :
    انتشارات دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    01/01/1398
    نوبت چاپ :
    اول
تعداد بازدید : 14328
صفحه از 518
پرینت  ارسال به