للهمج الرعاع في كلام الإمام عليّ عليهالسلام، وما لم يُعالَج مرض التقليد في العقائد۱ كاملاً وجذريّا، لن يرى المجتمع البشريّ بوادر السعادة.
۲. الفساد السياسيّ والاجتماعيّ
من العوامل المهمّة لميل وانجذاب الجماهير للأدعياء المتمهديين، هي عدم الاكتراث بالقيم الدينيّة، وتفشّي الفساد الاجتماعيّ وبخاصّة القمع السياسيّ ؛ لأنّ أحد المكوّنات الأصيلة للعقيدة المهدويّة هي إحياء القيم الدينيّة، وفي مقدّمتها العدالة الاجتماعيّة؛ ولذلك فانتشار الظلم والفساد وعدم المبالاة بالقيم الإسلاميّة، تُعدّ أرضيّات خصبة للتسليم بما يدعو إليه دعاة المهدويّة، وظهور من يبرّر حركته بإحياء المبادئ الدينيّة والعدالة الاجتماعيّة تحت لواء الدعوة إلى الإمام المهديّ عليهالسلام.
۳. المشاكل الاقتصاديّة
المعضلات الاقتصاديّة حاضنة مناسبة للنهضات الاجتماعيّة، ولهذا السبب تتشكّل الحركات الجماهيريّة في المجتمعات الفقيرة عموماً. ولأنّ الفقر الاقتصاديّ أرضيّة خصبة للفقر الثقافيّ والفساد الاجتماعيّ، يسعنا القول بأنّ المشاكل الاقتصاديّة هي الأرضيّة الأساسيّة لظهور الدعاة إلى المهدويّة وقبول الناس لهم.
۴. الاستناد إلى بعض الأحاديث
هيّأ الاعتماد على عدد من الأحاديث أرضيّة الاستجابة لدعوات المتمهديين، ونُقلت تلك الأحاديث في المصادر الحديثية دون تقييمٍ وفصلٍ بين صحيحها وسقيمها، وبخاصّة روايات علامات الظهور، وربّما وضع دعاة المهدويّة الكاذبون بعضاً منها.
وعلى سبيل المثال يمكن القول بأنّ أغلب الادّعاءات المتعلّقة بمكان ظهور المهديّ عليهالسلام، كالمشرق والمغرب واليمن وطالقان وخراسان وغيرها، ربّما هي من صنع أشخاص متورّطين بالدعوة للمهدويّة؛ فوضعوا الأحاديث من أجل الفوز بمنزلة ومقام رفيعين، ومحو أيّ موطئ قدم لهم.
وفي زمن لاحق أيضا شُغل عدد بتأويلات عجيبة في تعيين محلّ الظهور، وحملوا نظائر هذه الأحاديث على محمل الجدّ، فنطالع نموذجها عند الرجوع إلى البحوث المفصّلة للقاضي النعمان في شرح الأخبار عن ظهور الإمام المهديّ عليهالسلام في