ويعتبر المهديّ السودانيّ۱ واحد من أكبر دعاة المهدويّة الذين اعتمدوا هذه الوسيلة لمواجهة القوّات البريطانيّة والمصرّية المحتلّة لبلده.
ج ـ خلفيّات قبول ادّعاءات المتمهديين
تواجدت أرضيّات مختلفة وبكثرة أدّت إلى الإذعان والتصديق لمن يدّعي الزعامة باطلاً، وكما صوّرها حديث للإمام الباقر عليهالسلام بما مضمونه أنّ ثمّة أنصار لكلّ من يدّعي القيادة، قال عليهالسلام:
لَيسَ مِن أحَدٍ يَدعو إلى أن يَخرُجَ الدَّجّالُ، إلاّ سَيَجِدُ مَن يُبايِعُهُ.۲
وأفضل الأرضيّات لخداع السذّج وازدهار سوق المتمهديين الأفّاكين، هي الإفلاس الثقافيّ والفساد السياسيّ والاجتماعيّ، والمشاكل الاقتصاديّة.
۱. الجهل
للفقر الثقافيّ والجهل والاتّباع الأعمى، الأثر الأكبر لظهور مدّعي المهدويّة الكاذبين، والتسليم لادّعائهم.
ولعل أوّل سؤل يتبادر إلى الذهن من مشاهدة إحصائيّات المتمهديين هو: كيف تمكّن كلّ أُولئك المدّعين من خداع الناس واستغلالهم من أجل تمرير مقاصدهم؟
بوسعنا الحصول على جواب جليّ لهذا السؤل من المقولة الحكيمة للإمام عليّ عليهالسلام في التعريف بأنواع الناس:
النّاسُ ثَلاثَةٌ: فَعالِمٌ رَبّانِيٌّ، ومُتَعَلِّمٌ عَلى سَبيلِ نَجاةٍ، وهَمَجٌ رَعاعٌ أتباعُ كلِّ ناعِقٍ (صائِحٍ)، يَميلونَ مَعَ كلِّ ريحٍ، لَم يَستَضيؤا بِنورِ العِلمِ، و لَم يَلجَؤا إلى رُكنٍ وَثيقٍ.۳