405
موسوعة الإمام المهدي علیه السلام في الکتاب و السّنّة و التّاریخ - المجلد الثانی

والحماية في أحداث ادّعاء غلام أحمد القادياني للمهدويّة؛ لأنّه المادح الرسميّ للإنكليز الذي لا يخفى أمره.

ولذلك تصبّ حماية ودعم القوى الأجنبية لبعض إجراءات هذه الفرق ـ الباعثة على الشقاق ـ في رافد السياسة الأجنبية والمصالح القومية لتلك الدول والقوى.

ب ـ دوافع المتمهدِيين

أغلب دوافع دعاة المهدويّة هي الانتهازيّة والحوافز غير السليمة، على الرغم من إمكانيّة أن يصوغ بعضهم ـ بنظرة خاطئة ـ وصف دوافعه بأنّها تهدف إلى مكافحة الظلم وإصلاح المجتمع.

وأهمّ دوافع المتمهديين هي:

۱. التسلّط والاستبداد

أكثر الدوافع رواجاً وأهمّية لادّعاء المهدويّة أو النيابة الخاصّة، هو فرض السيطرة على الشؤن السياسيّة للمجتمع؛ لأنّ المهدويّة مفهوم سياسيّ دينيّ، وأدنى نتيجة في ذهن من يدّعيها هي الاستحواذ على الزعامة والقدرة السياسيّة، وبناءً عليه، فأغلب المتمهديين يتبنّون هذا الدافع بالدرجة الأُولى، واستطاع الكثيرون من أُولئك الساعين وراء السلطة بلوغ غايتهم بسعيهم وتخطيطهم، كما قُمع كثير منهم عند مواجهته للحكومات، واُزيل من صفحة الوجود.

۲. الوضع الاقتصاديّ

الدوافع الاقتصاديّة يمكن أن تُطرح على أنّها حوافز مهمّة أيضاً؛ إذ ثمّة من يتصوّر


موسوعة الإمام المهدي علیه السلام في الکتاب و السّنّة و التّاریخ - المجلد الثانی
404

۳. استغلال المستعمرين للعقيدة المهدويّة

غالباً ما واكبت ادّعاءات المهدويّة أو النيابة الخاصّة دوافع سياسيّة، فالمتحكّمون في عالم السياسة يسعون لاستغلال هذه الفرق بعد نشوئها، إن لم يكن لهم دور في تأسيسها، وطبيعيّ أنّ تكوّن الدول والقوى التي تعتمد مبدأ التفرقة والشقاق بين المسلمين ـ كجزء من سياستها العمليّة ـ هي بصدد استثمار هذه الاتّجاهات وبذل قصارى جهودها لكي تنظّمها وتجني منها أفضل المكاسب.

ففي القرنين الأخيرين حصل الأورّبّيون على موطئ قدم لهم في العالم الإسلامي، واستغلّوا أيّة فرصة سانحة لركوب الأمواج والضغط على الحكومات الإقليميّة، وواحدة من أكثر طرقهم شيوعاً: الدفاع عن الأقلّيّات الدينيّة في أراضي الدولة العثمانيّة وإيران والهند، واتّخاذ حماية الفرق مسوّغاً دائماً للتطفّل على الشؤن الداخليّة لتلك الدول.

فمثلاً سعى الأُورّبيّون والروس منذ أن ظهرت البابيّة في إيران وواجهها حزم الدولة القاجاريّة في التصدّي لها بقيادة رئيس الوزراء أمير كبير، سعوا إلى التدخّل في مجريات الأحداث؛ من أجل ضمان مصالحهم في المنطقة، فكانت للسفارة الروسيّة تدخّلات في إعدام الميرزا على محمّد الباب كما قيل، وشكّك بعضهم حتّى في حمايته من قبل منوچهر خان معتمد الدولة حاكم إصفهان المسيحيّ التفليسيّ الأصل.

أمّا في أيّام تشكّل فرقة البهائيّة على يدي الميرزا حسين علي بهاء، فقد تعاظمت خطورة التدخّل الروسيّ ثمّ الإنكليزيّ وحمايتهما لها، بل توجيهها التامّ بواسطة الأعداء الأجانب لإيران، وفقاً لما عُثِر عليه من شواهد.۱ وازداد هذا النوع من النفوذ

1.. لمزيد من الإطّلاع على الدعم والحماية الشاملة للبهائيّة والبابيّة من قبل القوى الاستعماريّة المهيمنة من البداية إلى الوقت الحالي، راجع كتاب بهائيان بالفارسيّة : ص ۵۸۹ (الفصل الثاني : حمايت سياستهاي خارجي «دعم السياسات الخارجيّة») .

  • نام منبع :
    موسوعة الإمام المهدي علیه السلام في الکتاب و السّنّة و التّاریخ - المجلد الثانی
    سایر پدیدآورندگان :
    سيد محمّد كاظم الطّباطبائي، عدّة من الفضلاء
    تعداد جلد :
    7
    ناشر :
    انتشارات دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    01/01/1398
    نوبت چاپ :
    اول
تعداد بازدید : 14232
صفحه از 518
پرینت  ارسال به