دائما ـ العقائد الراقية الأصيلة لتضليل الآخرين.
وموضوع المنقذ والمهديّ لايُستثنى أيضاً من هذا الأصل الكلّيّ، واستغلال هذه العقيدة المتجذّرة يشبه استغلال أصل النبوّة، إذ تمكّن المتنبّئون الكذّابون من تضليل مجاميع من الناس والإتيان بدين جديد عن طريق استغلال هذه العقيدة الأصيلة.
۱. استغلال عنوان «المنقذ المنتظر» في بقيّة الأديان
لم يقتصر سوء استخدام عنوان «المنقذ المنتظر» على المسلمين وحدهم، بل حصل ذلك عند جميع الأُمم الكبيرة والأديان البارزة، وغدا ـ منذ عهود قديمة حتّى الوقت الحاضر ـ مصدراً لكثير من التحوّلات والهجرات والثورات والمخاوف والآمال في سبيل التغيير والتطوّر.
ولعلّ لليهود والمسيحيّين ـ من نافذة تاريخيّة ـ قصب السبق في مواكبة هذا الفكر، ولعلّهم المصداق الأبرز على صعيد العيش والتطلّع المستقبليّ.۱
وعقيدة ظهور المنقذين أو البشارة القريبة بظهورهم، أفضت إلى هجرات ذات دوافع سياسيّة في تاريخ أهل الكتاب حتّى زمن متأخّر، فقد شاع بين يهود شبه الجزيرة العربية ـ مثلاً ـ في نحو سنة ۱۸۸۲م أنّ المسيح سيظهر على جبل سيناء، فنزحت مئة أُسرة يهوديّة من اليمن وشبه الجزيرة المذكورة إلى القدس، ولكنّهم لم يعثروا على أيّ أثر للمسيح، بل واجهتهم الحكومة العثمانيّة،