403
موسوعة الإمام المهدي علیه السلام في الکتاب و السّنّة و التّاریخ - المجلد الثانی

وأثارت لهم مشاكل لم يحسبوا حسابها، وحينئذٍ سعت القنصليّات الغربيّة لحمايتهم، فبنت لهم بيوتاً بالقرب من جبل اسكاندال.۱

واعتبرت الأحاديث والأخبار الإسلاميّة مجيءَ اليهود إلى شبه جزيرة العرب، وسكنهم في يثرب منذ قرنين قبل الإسلام، يستند إلى أخبار ظهور دين جديد في تلك الأنحاء.

۲. استغلال مختلف الفرق الإسلاميّة لعنوان «المهديّ»

لم يظهر دعاة المهدويّة الكذّابون في المجتمعات الشيعيّة فقط، بل اصطدمت وما تزال كلّ الفرق الإسلاميّة ـ من شيعة وسنّة وصوفيّة ـ مع قضيّة المتمهديين، على الرغم من كونها أكثر انتشاراً بين بعض الفرق، ولاسيّما في مراحل تاريخية معيّنة؛ بسبب أدلّتها التاريخيّة الخاصّة.

فغدا موضوع المهدويّة ذريعة دائمة للعصيان والتمرّد والاستيلاء على السلطة في العراق وإيران وما وراء النهر، وبخاصّة في المغرب، وحتّى في السعوديّة، وانجرّ أحياناً إلى تبلور أكبر الثورات في التاريخ، أو تأسيس أضخم الدول؛ كالدولة الفاطميّة في مصر، ودولة المهديّ السودانيّ.

وبناء عليه، فمن الخطأ تصوّر أنّ هذا الأمر نقطة ضعف تختصّ بالإماميّة أو المنطقة المتأثّرة بعقائدهم.

1.. مهدي از صدر إسلام تا قرن سيزدهم بالفارسيّة: ص ۶۸ ـ ۶۹.


موسوعة الإمام المهدي علیه السلام في الکتاب و السّنّة و التّاریخ - المجلد الثانی
402

دائما ـ العقائد الراقية الأصيلة لتضليل الآخرين.

وموضوع المنقذ والمهديّ لايُستثنى أيضاً من هذا الأصل الكلّيّ، واستغلال هذه العقيدة المتجذّرة يشبه استغلال أصل النبوّة، إذ تمكّن المتنبّئون الكذّابون من تضليل مجاميع من الناس والإتيان بدين جديد عن طريق استغلال هذه العقيدة الأصيلة.

۱. استغلال عنوان «المنقذ المنتظر» في بقيّة الأديان

لم يقتصر سوء استخدام عنوان «المنقذ المنتظر» على المسلمين وحدهم، بل حصل ذلك عند جميع الأُمم الكبيرة والأديان البارزة، وغدا ـ منذ عهود قديمة حتّى الوقت الحاضر ـ مصدراً لكثير من التحوّلات والهجرات والثورات والمخاوف والآمال في سبيل التغيير والتطوّر.

ولعلّ لليهود والمسيحيّين ـ من نافذة تاريخيّة ـ قصب السبق في مواكبة هذا الفكر، ولعلّهم المصداق الأبرز على صعيد العيش والتطلّع المستقبليّ.۱

وعقيدة ظهور المنقذين أو البشارة القريبة بظهورهم، أفضت إلى هجرات ذات دوافع سياسيّة في تاريخ أهل الكتاب حتّى زمن متأخّر، فقد شاع بين يهود شبه الجزيرة العربية ـ مثلاً ـ في نحو سنة ۱۸۸۲م أنّ المسيح سيظهر على جبل سيناء، فنزحت مئة أُسرة يهوديّة من اليمن وشبه الجزيرة المذكورة إلى القدس، ولكنّهم لم يعثروا على أيّ أثر للمسيح، بل واجهتهم الحكومة العثمانيّة،

1.. راجع في هذا المجال: انتظار مسيحا در آيين يهود بالفارسيّة.

  • نام منبع :
    موسوعة الإمام المهدي علیه السلام في الکتاب و السّنّة و التّاریخ - المجلد الثانی
    سایر پدیدآورندگان :
    سيد محمّد كاظم الطّباطبائي، عدّة من الفضلاء
    تعداد جلد :
    7
    ناشر :
    انتشارات دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    01/01/1398
    نوبت چاپ :
    اول
تعداد بازدید : 14096
صفحه از 518
پرینت  ارسال به