401
موسوعة الإمام المهدي علیه السلام في الکتاب و السّنّة و التّاریخ - المجلد الثانی

الفصل الرابع: الدُّعاةُ المُفتَرونَ

۴ / ۱

دُعاةُ المَهدَوِيَّةِ المُفتَرونَ (المُتَمهدِيونَ)

إحدى القضايا التي بلغت الغاية القصوى من الأهمّية وتداولتها البحوث والدراسات في العقيدة المهدويّة، هي الاستغلال السيّئ والانتفاع غير المشروع، من هذه العقيدة الأصيلة على مدار التاريخ الإسلامي.

إنّ نظرة عابرة إلى كثرة المفترين في ادّعائهم للمهدويّة في مختلف حقب التاريخ الإسلاميّ، وإلى إذعان الجاهلين لادّعاءاتهم، تكشف عن الضرورة البالغة للإعلام والتثقيف في هذا المجال، وبخاصّة في موسوعة الإمام المهديّ عليه‏السلام.

وقبل الشروع في البحث عن تاريخ المتمهّديين الدجّالين۱، ينبغي الالتفات إلى المواضيع الآتية:

أ ـ إساءة استغلال المفاهيم الأصيلة

تتغلغل جذور التعسّف في الاستفادة من المفاهيم والمعتقدات الراقية ذات الشعبيّة الواسعة جدّاً إلى عهود قديمة، إذ اتّخذه قراصنة الدين وسيلة لتحقيق مصالحهم بالغشّ والاحتيال.

ولاريب في أنّ الاعتقاد بظهور المنقذ والتبشير بقيام الإمام المهديّ عليه‏السلام في آخر الزمان، يعدّ من المعتقدات الإسلاميّة المتأصّلة أُسسها في الكتاب والسنّة القطعيّة المتواترة، واستغلالها بنحوٍ مسيء لايعني وهن هذه العقيدة، بل هو دليل ساطع على أصالتها؛ لأنّ الباطل لايجد من يعتنقه مالم يُخلَط بالحقّ ؛ ولذلك استغلّ الغاوون ـ

1.. انتقينا هذا البحث من دراسة مفصّلة للباحث الكريم فضيلة الشيخ رسول جعفريان، وأتمّ مقدّمته مؤّف هذه الموسوعة.


موسوعة الإمام المهدي علیه السلام في الکتاب و السّنّة و التّاریخ - المجلد الثانی
400

۶۵۷.كمال الدين: حَدَّثَنا أبو مُحَمَّدٍ الحَسَنُ بنُ أحمَدَ المُكَتِّبُ۱ قالَ: كُنتُ بِمَدينَةِ السَّلامِ فِي السَّنَةِ الَّتي تُوُفِّيَ فيهَا الشَّيخُ عَلِيُّ بنُ مُحَمَّدٍ السَّمُرِيُّ ـ قَدَّسَ اللّه‏ُ روحَهُ ـ فَحَضَرتُهُ قَبلَ وَفاتِهِ بِأَيّامٍ، فَأَخرَجَ إلَى النّاسِ تَوقيعا نُسخَتُهُ:
«بِسمِ اللّه‏ِ الرَّحمنِ الرَّحيمِ. يا عَلِيَّ بنَ مُحَمَّدٍ السَّمُرِيَّ، أعظَمَ اللّه‏ُ أجرَ إخوانِكَ فيكَ، فَإِنَّكَ مَيِّتٌ ما بَينَكَ وبَينَ سِتَّةِ أيّامٍ، فَاجمَع أمرَكَ ولا توصِ إلى أحَدٍ يَقومُ مَقامَكَ بَعدَ وَفاتِكَ، فَقَد وَقَعَتِ الغَيبَةُ الثّانِيَةُ۲ فَلا ظُهورَ إلاّ بَعدَ إذنِ اللّه‏ِ عز و جل، وذلِكَ بَعدَ طولِ الأَمَدِ وقَسوَةِ القُلوبِ، وَامتِلاءِ الأَرضِ جَورا، وسَيَأتي شيعَتي مَن يَدَّعِي المُشاهَدَةَ، ألا فَمَنِ ادَّعَى المُشاهَدَةَ قَبلَ خُروجِ السُّفيانِيِّ وَالصَّيحَةِ فَهُوَ كاذِبٌ مُفتَرٍ، ولا حَولَ ولا قُوَّةَ إلاّ بِاللّه‏ِ العَلِيِّ العَظيمِ».
قالَ: فَنَسَخنا هذَا التَّوقيعَ وخَرَجنا مِن عِندِهِ، فَلَمّا كانَ اليَومُ السّادِسُ عُدنا إلَيهِ وهُوَ يَجودُ بِنَفسِهِ، فَقيلَ لَهُ: مَن وَصِيُّكَ مِن بَعدِكَ ؟ فَقالَ: للّه‏ِِ أمرٌ هُوَ بالِغُهُ. ومَضى رضى‏الله‏عنه، فَهذا آخِرُ كَلامٍ سُمِعَ مِنهُ.۳

1.. أبو محمّد الحسن الحسين بن أحمد المكتّب، لم يذكروه، يقال من مشايخ الصدوق (راجع: معجم رجال الحديث: ج ۵ ص ۲۷۲ الرقم ۲۷۲۶ ومستدركات علم رجال الحديث: ج ۲ ص ۳۴۸ الرقم ۳۳۶۲).

2.. في المصادر الاُخرى : «التامّة» بدل «الثانية» .

3.. كمال الدين : ص ۵۱۶ ح ۴۴ ، الغيبة للطوسيّ : ص ۳۹۵ ح ۳۶۵ ، الاحتجاج : ج ۲ ص ۵۵۵ ح ۳۴۹ ، الثاقب في المناقب : ص ۶۰۳ ح ۵۵۱ ، إعلام الورى : ج ۲ ص ۲۶۰ ، الخرائج و الجرائح : ج ۳ ص ۱۱۲۸ ح ۴۶ ، الصراط المستقيم : ج ۲ ص ۲۳۶ نحوه ، بحار الأنوار : ج ۵۱ ص ۳۶۰ ح ۷ وراجع هذه الموسوعة : ج ۳ ص ۴۷ ح ۶۸۲ .

  • نام منبع :
    موسوعة الإمام المهدي علیه السلام في الکتاب و السّنّة و التّاریخ - المجلد الثانی
    سایر پدیدآورندگان :
    سيد محمّد كاظم الطّباطبائي، عدّة من الفضلاء
    تعداد جلد :
    7
    ناشر :
    انتشارات دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    01/01/1398
    نوبت چاپ :
    اول
تعداد بازدید : 14474
صفحه از 518
پرینت  ارسال به