الفصل الرابع: الدُّعاةُ المُفتَرونَ
۴ / ۱
دُعاةُ المَهدَوِيَّةِ المُفتَرونَ (المُتَمهدِيونَ)
إحدى القضايا التي بلغت الغاية القصوى من الأهمّية وتداولتها البحوث والدراسات في العقيدة المهدويّة، هي الاستغلال السيّئ والانتفاع غير المشروع، من هذه العقيدة الأصيلة على مدار التاريخ الإسلامي.
إنّ نظرة عابرة إلى كثرة المفترين في ادّعائهم للمهدويّة في مختلف حقب التاريخ الإسلاميّ، وإلى إذعان الجاهلين لادّعاءاتهم، تكشف عن الضرورة البالغة للإعلام والتثقيف في هذا المجال، وبخاصّة في موسوعة الإمام المهديّ عليهالسلام.
وقبل الشروع في البحث عن تاريخ المتمهّديين الدجّالين۱، ينبغي الالتفات إلى المواضيع الآتية:
أ ـ إساءة استغلال المفاهيم الأصيلة
تتغلغل جذور التعسّف في الاستفادة من المفاهيم والمعتقدات الراقية ذات الشعبيّة الواسعة جدّاً إلى عهود قديمة، إذ اتّخذه قراصنة الدين وسيلة لتحقيق مصالحهم بالغشّ والاحتيال.
ولاريب في أنّ الاعتقاد بظهور المنقذ والتبشير بقيام الإمام المهديّ عليهالسلام في آخر الزمان، يعدّ من المعتقدات الإسلاميّة المتأصّلة أُسسها في الكتاب والسنّة القطعيّة المتواترة، واستغلالها بنحوٍ مسيء لايعني وهن هذه العقيدة، بل هو دليل ساطع على أصالتها؛ لأنّ الباطل لايجد من يعتنقه مالم يُخلَط بالحقّ ؛ ولذلك استغلّ الغاوون ـ