«صَبيٌّ بِوَجههِ سُمرَةٌ».۱
وكذلك الأحاديث الأُخرى الواصفة لطفولة الإمام الجواد عليهالسلام تنفي الروايات التي تصوّر نمو جميع الأئمّة بأنّه لم يمكن طبيعيّاً.۲
۶ ـ وما جاء في خبر النموّ السريع للإمام المهديّ عليهالسلام الذي أدهش السيّدة حكيمة عمّة الإمام العسكريّ عليهالسلام وبرّر لها الإمام ذلك بأنّنا نحن الأئمّة نكبر في اليوم مثلما يكبر الآخرون في سنة، ما جاء في ذلك الخبر يفتقر إلى الصواب؛ لأنّه لو صحّ لشهدت السيّدة حكيمة ابنة الإمام الجواد عليهالسلام على النموّ غير الطبيعيّ للإمامين الهادي والعسكريّ عليهماالسلام وكانت على علم قطعيّ بذلك، وبناءً عليه لاينبغي أن تتعجّب من النموّ السريع للإمام المهديّ عليهالسلام.
۷ ـ لو كان النموّ السريع وغير الطبيعيّ لجميع الأئمّة حقيقة، لما انحصر نقله في عدّة أخبار، ومع الالتفات إلى عدد الأئمّة وكون الأمر محسوساً، فلا ريب في عدم انحصاره في عدّة أحاديث، بل ستسجّلها جميع كتب التاريخ أو أغلبها.
۸ ـ يمكن أن يكون التعبير بالنموّ السريع للأئمّة والأنبياء في طفولتهم إشارة إلى النموّ الذي يجتاز الحدّ المتوسّط، فمثلما وردت تعبيرات تخصّ الأئمّة في الأحاديث المذكورة، جاء نظيرها فيما يخصّ الآخرين، كما في البيت الآتي لأحد الشعراء وهو يصف ابنه:
بنيّ كأنّ البدر أشبه وَجْههُ
يشبُّ شباب الحول في مدّة الشهر۳