397
موسوعة الإمام المهدي علیه السلام في الکتاب و السّنّة و التّاریخ - المجلد الثانی

الصَّحابَةِ ما رَوَيناهُ وما لَم نَروِهِ، فَنَكتُبُهُ لِحُسنِهِ عَنهُ رضى‏الله‏عنه.۱

۶۵۳.الغيبة للطوسيّ: رَوى أبونَصرٍ هِبَةُ اللّه‏ِ بنُ مُحَمَّدٍ، قالَ: حَدَّثَني أبو عَبدِ اللّه‏ِ بنُ غالِبٍ حَموُ أبِي الحَسَنِ بنِ أبِي الطَّيِّبِ، قالَ:
ما رَأَيتُ مَن هُوَ أعقَلُ مِنَ الشَّيخِ أبِي القاسِمِ الحُسَينِ بنِ روحٍ، ولَعَهدي بِهِ يَوما في دارِ ابنِ يَسارٍ۲، وكانَ لَهُ مَحَلٌّ عِندَ السَّيِّدِ۳ وَالمُقتَدِرِ عَظيمٌ، وكانَتِ العامَّةُ أيضا تُعَظِّمُهُ، وكانَ أبُوالقاسِمِ يَحضُرُ تَقِيَّةً وخَوفا.
وعَهدي بِهِ وقَد تَناظَرَ اثنانِ، فَزَعَمَ واحِدٌ أنَّ أبا بَكرٍ أفضَلُ النّاسِ بَعدَ رَسولِ اللّه‏ِ صلى‏الله‏عليه‏و‏آله ثُمَّ عُمَرُ ثُمَّ عَلِيٌّ، وقالَ الآخَرُ: بَل عَلِيٌّ أفضَلُ مِن عُمَرَ، فَزادَ الكَلامُ بَينَهُما. فَقالَ أبُوالقاسِمِ رضى‏الله‏عنه: الَّذِي اجتَمَعَتِ الصَّحابَةُ عَلَيهِ هُوَ تَقديمُ الصِّدّيقِ، ثُمَّ بَعدَهُ الفاروقُ، ثُمَّ بَعدَهُ عُثمانُ ذُو النّورَينِ، ثُمَّ عَلِيٌّ الوَصِيُّ، وأَصحابُ الحَديثِ عَلى ذلِكَ، وهُوَ الصَّحيحُ عِندَنا، فَبَقِيَ مَن حَضَرَ المَجلِسَ مُتَعَجِّبا مِن هذَا القَولِ، وكانَ العامَّةُ الحُضورُ يَرفَعونَهُ عَلى رُؤُوسِهِم، وكَثُرَ الدُّعاءُ لَهُ وَالطَّعنُ عَلى مَن يَرميهِ بِالرَّفضِ.
فَوَقَعَ عَلَيَّ الضِّحكُ فَلَم أزَل أتَصَبَّرُ وأَمنَعُ نَفسي، وأَدُسُّ كُمّي في فَمي، فَخَشيتُ أن أُفتَضَحَ، فَوَثَبتُ عَنِ المَجلِسِ ونَظَرَ إلَيَّ فَفَطَنَ بي، فَلَمّا حَصَلتُ في مَنزِلي فَإِذا بِالبابِ يُطرَقُ، فَخَرَجتُ مُبادِرا فَإِذا بِأَبِي القاسِمِ الحُسَينِ بنِ روحٍ رضى‏الله‏عنه راكِبا بَغلَتَهُ قَد وافاني مِنَ المَجلِسِ قَبلَ مُضِيِّهِ إلى دارِهِ، فَقالَ لي: يا أبا عَبدِ اللّه‏ِ، أيَّدَكَ اللّه‏ُ لِمَ ضَحِكتَ، فَأَرَدتَ أن تَهتِفَ بي كَأَنَّ الَّذي قُلتُهُ عِندَكَ لَيسَ بِحَقٍّ ؟ فَقُلتُ: كَذاكَ هُوَ عِندي.
فَقالَ لي: اِتَّقِ اللّه‏َ أيُّهَا الشَّيخُ، فَإِنّي لا أجعَلُكَ في حِلٍّ، تَستَعظِمُ هذَا القَولَ مِنّي، فَقُلتُ: يا سَيِّدي، رَجُلٌ يَرى بِأَنَّهُ صاحِبُ الإِمامِ ووَكيلُهُ يَقولُ ذلِكَ القَولَ لا يُتَعَجَّبُ مِنهُ ولا يُضحَكُ مِن قَولِهِ هذا ؟ ! فَقالَ لي: وحَياتِكَ، لَئِن عُدتَ

1.. الغيبة للطوسيّ : ص ۳۸۶ ح ۳۴۹ ، بحار الأنوار : ج ۵۱ ص ۳۵۷ .

2.. في بعض النسخ «ابن بشار» ، والظاهر أنه محمّد بن أبوالقاسم بن محمّد بن بشّار المتوفّى سنة ۳۲۸ هامش المصدر .

3.. في بعض النسخ: «السيّدة» ، و هي اُمّ المتوكّل.


موسوعة الإمام المهدي علیه السلام في الکتاب و السّنّة و التّاریخ - المجلد الثانی
396

زَينَبُ، مِن أهلِ آبَةَ۱ ـ وكانَتِ امرَأَةَ مُحَمَّدِ بنِ عِبديلٍ الآبِيِّ ـ مَعَها ثَلاثُمِئَةِ دينارٍ، فَصارَت إلى عَمّي جَعفَرِ بنِ مُحَمَّدِ بنِ مَتّيلٍ وقالَت: اُحِبُّ أن اُسَلِّمَ هذَا المالَ مِن يَدي۲ إلى يَدِ أبِي القاسِمِ بنِ روحٍ رضى‏الله‏عنه، قالَ: فَأَنفَذَني مَعَها اُتَرجِمُ عَنها.
فَلَمّا دَخَلَت عَلى أبِي القاسِمِ رَضِيَ اللّه‏ُ عَنهُ، أقبَلَ يُكَلِّمُها بِلِسانٍ آبِيٍّ فَصيحٍ، فَقالَ لَها: «زينب چونا خويذا، كوابذا، چون استه»، ومَعناهُ: كَيفَ أنتِ، وكَيفَ كُنتِ، وما خَبَرُ صِبيانِكِ ؟ قالَ: فَاستَغنَت عَنِ التَّرجَمَةِ، وسَلَّمَتِ المالَ، ورَجَعَت.۳

۶۵۱.الغيبة للطوسيّ: قالَ أبونَصرٍ هِبَةُ اللّه‏ِ بنُ مُحَمَّدٍ: حَدَّثَني أبُوالحَسَنِ بنُ كِبرِياءَ النَّوبَختِيُّ، قالَ:
بَلَغَ الشَّيخَ أبَا القاسِمِ رضى‏الله‏عنه أنَّ بَوّابا كانَ لَهُ عَلَى البابِ الأَوَّلِ قَد لَعَنَ مُعاوِيَةَ وشَتَمَهُ، فَأَمَرَ بِطَردِهِ وصَرفِهِ عَن خِدمَتِهِ، فَبَقِيَ مُدَّةً طَويلَةً يَسأَلُ في أمرِهِ فَلا وَاللّه‏ِ ما رَدَّهُ إلى خِدمَتِهِ، وأَخَذَهُ بَعضُ الأَهلِ فَشَغَّلَهُ مَعَهُ، كُلُّ ذلِكَ لِلتَّقِيَّةِ.۴

۶۵۲.الغيبة للطوسيّ: قالَ أبونَصرٍ هِبَةُ اللّه‏ِ: حَدَّثَني أبوأحمَدَ درانويه الأَبرَصُ الَّذي كانَت دارُهُ في دَربِ القَراطيسِ، قالَ: قالَ لي:
إنّي كُنتُ أنَا وإخوَتي نَدخُلُ إلى أبِي القاسِمِ الحُسَينِ بنِ روحٍ رضى‏الله‏عنه نُعامِلُهُ، قالَ: وكانوا باعَةً، ونَحنُ مَثَلاً عَشَرَةٌ، تِسعَةٌ نَلعَنُهُ وواحِدٌ يُشَكِّكُ، فَنَخرُجُ مِن عِندِهِ بَعدَما دَخَلنا إلَيهِ: تِسعَةٌ نَتَقَرَّبُ إلَى اللّه‏ِ بِمَحَبَّتِهِ، وواحِدٌ واقِفٌ، لِأَ نَّهُ كانَ يُجارينا مِن فَضلِ

1.. آبة : بُلَيدة تقابل ساوة، تُعرف بين العامّة بآوة معجم البلدان : ج ۱ ص ۵۰ .

2.. في المصدر : «من يد» ، والتصويب من المصادر الاُخرى .

3.. كمال الدين : ص ۵۰۳ ح ۳۴ ، الغيبة للطوسيّ : ص ۳۲۱ ح ۲۶۸ ، الخرائج و الجرائح : ج ۳ ص ۱۱۲۱ ح ۳۸ ، بحار الأنوار : ج ۵۱ ص ۳۳۶ ح ۶۲ .

4.. الغيبة للطوسيّ : ص ۳۸۵ ح ۳۴۸ ، بحار الأنوار : ج ۵۱ ص ۳۵۷ .

  • نام منبع :
    موسوعة الإمام المهدي علیه السلام في الکتاب و السّنّة و التّاریخ - المجلد الثانی
    سایر پدیدآورندگان :
    سيد محمّد كاظم الطّباطبائي، عدّة من الفضلاء
    تعداد جلد :
    7
    ناشر :
    انتشارات دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    01/01/1398
    نوبت چاپ :
    اول
تعداد بازدید : 14547
صفحه از 518
پرینت  ارسال به