زَينَبُ، مِن أهلِ آبَةَ۱ ـ وكانَتِ امرَأَةَ مُحَمَّدِ بنِ عِبديلٍ الآبِيِّ ـ مَعَها ثَلاثُمِئَةِ دينارٍ، فَصارَت إلى عَمّي جَعفَرِ بنِ مُحَمَّدِ بنِ مَتّيلٍ وقالَت: اُحِبُّ أن اُسَلِّمَ هذَا المالَ مِن يَدي۲ إلى يَدِ أبِي القاسِمِ بنِ روحٍ رضىاللهعنه، قالَ: فَأَنفَذَني مَعَها اُتَرجِمُ عَنها.
فَلَمّا دَخَلَت عَلى أبِي القاسِمِ رَضِيَ اللّهُ عَنهُ، أقبَلَ يُكَلِّمُها بِلِسانٍ آبِيٍّ فَصيحٍ، فَقالَ لَها: «زينب چونا خويذا، كوابذا، چون استه»، ومَعناهُ: كَيفَ أنتِ، وكَيفَ كُنتِ، وما خَبَرُ صِبيانِكِ ؟ قالَ: فَاستَغنَت عَنِ التَّرجَمَةِ، وسَلَّمَتِ المالَ، ورَجَعَت.۳
۶۵۱.الغيبة للطوسيّ: قالَ أبونَصرٍ هِبَةُ اللّهِ بنُ مُحَمَّدٍ: حَدَّثَني أبُوالحَسَنِ بنُ كِبرِياءَ النَّوبَختِيُّ، قالَ:
بَلَغَ الشَّيخَ أبَا القاسِمِ رضىاللهعنه أنَّ بَوّابا كانَ لَهُ عَلَى البابِ الأَوَّلِ قَد لَعَنَ مُعاوِيَةَ وشَتَمَهُ، فَأَمَرَ بِطَردِهِ وصَرفِهِ عَن خِدمَتِهِ، فَبَقِيَ مُدَّةً طَويلَةً يَسأَلُ في أمرِهِ فَلا وَاللّهِ ما رَدَّهُ إلى خِدمَتِهِ، وأَخَذَهُ بَعضُ الأَهلِ فَشَغَّلَهُ مَعَهُ، كُلُّ ذلِكَ لِلتَّقِيَّةِ.۴
۶۵۲.الغيبة للطوسيّ: قالَ أبونَصرٍ هِبَةُ اللّهِ: حَدَّثَني أبوأحمَدَ درانويه الأَبرَصُ الَّذي كانَت دارُهُ في دَربِ القَراطيسِ، قالَ: قالَ لي:
إنّي كُنتُ أنَا وإخوَتي نَدخُلُ إلى أبِي القاسِمِ الحُسَينِ بنِ روحٍ رضىاللهعنه نُعامِلُهُ، قالَ: وكانوا باعَةً، ونَحنُ مَثَلاً عَشَرَةٌ، تِسعَةٌ نَلعَنُهُ وواحِدٌ يُشَكِّكُ، فَنَخرُجُ مِن عِندِهِ بَعدَما دَخَلنا إلَيهِ: تِسعَةٌ نَتَقَرَّبُ إلَى اللّهِ بِمَحَبَّتِهِ، وواحِدٌ واقِفٌ، لِأَ نَّهُ كانَ يُجارينا مِن فَضلِ
1.. آبة : بُلَيدة تقابل ساوة، تُعرف بين العامّة بآوة معجم البلدان : ج ۱ ص ۵۰ .
2.. في المصدر : «من يد» ، والتصويب من المصادر الاُخرى .
3.. كمال الدين : ص ۵۰۳ ح ۳۴ ، الغيبة للطوسيّ : ص ۳۲۱ ح ۲۶۸ ، الخرائج و الجرائح : ج ۳ ص ۱۱۲۱ ح ۳۸ ، بحار الأنوار : ج ۵۱ ص ۳۳۶ ح ۶۲ .
4.. الغيبة للطوسيّ : ص ۳۸۵ ح ۳۴۸ ، بحار الأنوار : ج ۵۱ ص ۳۵۷ .