395
موسوعة الإمام المهدي علیه السلام في الکتاب و السّنّة و التّاریخ - المجلد الثانی

قالَ: رَأَيتُ تِلكَ السَّنَةَ بِمَدينَةِ السَّلامِ امرَأَةً فَسَأَلَتني۱ عَن وَكيلِ مَولانا عليه‏السلام مَن هُوَ ؟ فَأَخبَرَها بَعضُ القُمِّيّينَ أنَّهُ أبُوالقاسِمِ الحُسَينُ بنُ روحٍ، وأَشارَ إلَيها فَدَخَلَت عَلَيهِ وأَنَا عِندَهُ.
فَقالَت لَهُ: أيُّهَا الشَّيخُ أيُّ شَيءٍ مَعي ؟ فَقالَ: ما مَعَكِ اذهَبي فَأَلقيهِ في دِجلَةَ۲، ثُمَّ ائتيني حَتّى اُخبِرَكِ. قالَ: فَذَهَبَتِ المَرأَةُ، وحَمَلَت ما كانَ مَعَها، فَأَلقَتهُ في دِجلَةَ، ثُمَّ رَجَعَت، ودَخَلَت إلى أبِيالقاسِمِ الرّوحِيِّ قَدَّسَ اللّه‏ُ روحَهُ. فَقالَ أبُو القاسِمِ لِمَملوكَةٍ لَهُ: أخرِجي إلَيَّ الحُقَّ۳، فَأَخرَجَت إلَيهِ حُقَّةً، فَقالَ لِلمَرأَةِ: هذِهِ الحُقَّةُ الَّتي كانَت مَعَكِ، ورَمَيتِ بِها في دِجلَةَ، اُخبِرُكِ بِما فيها أم تُخبِريني ؟ فَقالَت لَهُ: بَل أخبِرني أنتَ.
فَقالَ: في هذِهِ الحُقَّةِ زَوجُ سِوارِ ذَهَبٍ، وحَلقَةٌ كَبيرَةٌ فيها جَوهَرَةٌ وحَلقَتانِ صَغيرَتانِ فيهِما جَوهَرٌ أحَدُهُما فَيروزَجٌ، وَالآخَرُ عَقيقٌ. فَكانَ الأَمرُ كَما ذَكَرَ لَم يُغادِر مِنهُ شَيئا. ثُمَّ فَتَحَ الحُقَّةَ، فَعَرَضَ عَلَيَّ ما فيها، فَنَظَرَتِ المَرأَةُ إلَيهِ فَقالَت: هذَا الَّذي حَمَلتُهُ بِعَينِهِ، ورَمَيتُ بِهِ في دِجلَةَ. فَغُشِيَ عَلَيَّ وعَلَى المَرأَةِ فَرَحا بِما شاهَدناهُ مِن صِدقِ الدَّلالَةِ.
ثُمَّ قالَ الحُسَينُ لي بَعدَما حَدَّثَني بِهذَا الحَديثِ: أشهَدُ عِندَ اللّه‏ِ عز و جل يَومَ القِيامَةِ بِما حَدَّثتُ بِهِ أنَّهُ كَما ذَكَرتُهُ لَم أزِد فيهِ ولَم أنقُص مِنهُ.۴

۶۵۰.كمال الدين: أخبَرَنا مُحَمَّدُ بنُ عَلِيِّ بنِ مَتّيلٍ قالَ: كانَتِ امرَأَةٌ يُقالُ لَها:

1.. كذا في المصدر ، والظاهر أنّ الصواب : «تسأل» كما في الخرائج والجرائح .

2.. في المصدر : «الدجلة» ، والتصويب من المصادر الاُخرى .

3.. الحُقُّ : وعاء من خشب القاموس المحيط : ج ۳ ص ۲۲۱ «حقق» .

4.. كمال الدين : ص ۵۱۹ ح ۴۷ ، الثاقب في المناقب : ص ۶۰۲ ح ۵۵۰ ، الخرائج و الجرائح : ج ۳ ص ۱۱۲۵ ح ۴۳ ، بحار الأنوار : ج ۵۱ ص ۳۴۲ .


موسوعة الإمام المهدي علیه السلام في الکتاب و السّنّة و التّاریخ - المجلد الثانی
394

وثَلاثَةُ أثوابٍ مَروِيٍّ۱ وعِمامَةٌ، وإذَا الحَنوطُ في خَريطَةٍ۲، وأَخرَجَ إلَيَّ الدَّراهِمَ فَعَدَدتُها مِئَةَ دِرهَمٍ ووَزنُها مِئَةُ دِرهَمٍ.
فَقُلتُ: يا سَيِّدي، هَب لي مِنها دِرهما أصوغُهُ خاتَما، قالَ: وكَيفَ يَكونُ ذلِكَ ؟ خُذ مِن عِندي ما شِئتَ، فَقُلتُ: اُريدُ مِن هذِهِ، وأَلحَحتُ عَلَيهِ، وقَبَّلتُ رَأسَهُ وعَينَيهِ، فَأَعطاني دِرهما، فَشَدَدتُهُ في مِنديلٍ وجَعَلتُهُ في كُمّي، فَلَمّا صِرتُ إلَى الخانِ۳ فَتَحتُ زِنفيلَجَةً۴ مَعي وجَعَلتُ المِنديلَ فِي الزِّنفيلَجَةِ وقَيدُ الدِّرهمِ مَشدودٌ، وجَعَلتُ كُتُبي ودَفاتِري فَوقَهُ، وأَقَمتُ أيّاما، ثُمَّ جِئتُ أطلُبُ الدِّرهَمَ فَإِذَا الصُّرَّةُ مَصرورَةٌ بِحالها ولا شَيءَ فيها، فَأَخَذَني شِبهُ الوَسواسِ فَصِرتُ إلى بابِ العَقيقِيِّ، فَقُلتُ لِغُلامِهِ خَيرٍ: اُريدُ الدُّخولَ إلَى الشَّيخِ، فَأَدخَلَنى إلَيهِ، فَقال لَي: ما لَكَ ؟
فَقُلتُ: يا سَيِّدي، الدِّرهَمُ الَّذي أعطَيتَني إيّاهُ ما أصَبتُهُ فِي الصُّرَّةِ ! فَدَعا بِالزِّنفيلَجَةِ وأَخرَجَ الدَّراهِمَ فَإِذا هِيَ مِئَةُ دِرهَمٍ عَدَداً ووَزنا، ولَم يَكُن مَعِيَ أحَدٌ اتَّهَمتُهُ. فَسَأَلتُهُ في رَدِّهِ إلَيَّ فَأبى، ثُمَّ خَرَجَ إلى مِصرَ وأَخَذَ الضَّيعَةَ، ثُمَّ ماتَ قَبلَهُ مُحَمَّدُ بنُ إسماعيلَ بِعَشَرَةِ أيّامٍ كَما قيلَ، ثُمَّ تُوُفِّيَ رضى‏الله‏عنه وكُفِّنَ فِي الأَكفانِ الَّتي دُفِعَت إلَيهِ.۵

۶۴۹.كمال الدين: قالَ الحُسَينُ بنُ عَلِيِّ بنِ مُحَمَّدٍ المَعروفُ بِأَبي عَلِيٍّ البَغدادِيِّ،

1.. أو : مَروزيّ ، والثوب المروزيّ هو الثوب الذي كان يُصنع في مرو، التي كانت مدينة كبيرة في خراسان القديمة.

2.. الخَريطة : مثل الكيس ، تكون من الخِرَق والأدَم تُشرَجُ على ما فيها لسان العرب : ج ۷ ص ۲۸۶ «خرط» .

3.. الخان : الحانوت أو صاحب الحانوت ، فارسي معرّب ، وقيل : الخان الذي للتجّار لسان العرب : ج ۱۳ ص ۱۴۶ «خون».

4.. الزنفيلجة ـ بكسر الزاي والفاء وفتح اللام ـ : شبيه بالكِنف [ والذي هو عبارة عن وعاء أو ظرف] وهو معرّب ، وأصله بالفارسيّة : «زين بِيلَه» الصحاح : ج ۱ ص ۳۲۰ «زنفلج» .

5.. كمال الدين : ص ۵۰۵ ح ۳۶ ، الغيبة للطوسيّ : ص ۳۱۷ ح ۲۶۵ ، بحار الأنوار : ج ۵۱ ص ۳۳۷ ح ۶۴ .

  • نام منبع :
    موسوعة الإمام المهدي علیه السلام في الکتاب و السّنّة و التّاریخ - المجلد الثانی
    سایر پدیدآورندگان :
    سيد محمّد كاظم الطّباطبائي، عدّة من الفضلاء
    تعداد جلد :
    7
    ناشر :
    انتشارات دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    01/01/1398
    نوبت چاپ :
    اول
تعداد بازدید : 14698
صفحه از 518
پرینت  ارسال به