393
موسوعة الإمام المهدي علیه السلام في الکتاب و السّنّة و التّاریخ - المجلد الثانی

وخُذ هذِهِ الدَّراهِمَ وهذَا الحَنوطَ وهذِهِ الأَكفانَ وسَتُقضى حاجَتُكَ في لَيلَتِكَ هذِهِ، وإذا قَدِمتَ إلى مِصرَ يَموتُ مُحَمَّدُ بنُ إسماعيلَ مِن قَبلِكَ بِعَشَرَةِ أيّامٍ، ثُمَّ تَموتُ بَعدَهُ فَيَكونُ هذا كَفَنَكَ وهذا حَنوطَكَ وهذا جِهازَكَ.
قالَ: فَأَخَذتُ ذلِكَ وحَفِظتُهُ وَانصَرَفَ الرَّسولُ، وإذا أنَا بِالمَشاعِلِ عَلى بابي وَالبابُ يُدَقُّ، فَقُلتُ لِغُلامي خَيرٍ: يا خَيرُ، اُنظُر أيُّ شَيءٍ هُوَ ذا ؟ فَقالَ خَيرٌ: هذا غُلامُ حُمَيدِ بنِ مُحَمَّدٍ الكاتِبِ ابنِ عَمِّ الوَزيرِ، فَأَدخَلَهُ إلَيَّ، فَقالَ لي: قَد طَلَبَكَ الوَزيرُ، ويَقولُ لَكَ مَولايَ حُمَيدٌ: اِركَب إلَيَّ.
قالَ: فَرَكِبتُ وخبت۱ الشَّوارِعَ وَالدُّروبَ، وجِئتُ إلى شارِعِ الرَّزّازينَ فَإِذا بِحُمَيدٍ قاعِدٌ يَنتَظِرُني، فَلَمّا رَآني أخَذَ بِيَدي ورَكِبنا فَدَخَلنا عَلَى الوَزيرِ، فَقالَ لِيَ الوَزيرُ: يا شَيخُ، قَد قَضَى اللّه‏ُ حاجَتَكَ. وَاعتَذَرَ إلَيَّ ودَفَعَ إلَيَّ الكُتُبَ مَكتوبَةً مَختومَةً قَد فَرَغَ مِنها. قالَ: فَأَخَذتُ ذلِكَ وخَرَجتُ.
قالَ أبومُحَمَّدٍ الحَسَنُ بنُ مُحَمَّدٍ: فَحَدَّثَنا أبُوالحَسَنِ عَلِيُّ بنُ أحمَدَ العَقيقِيُ رحمه‏اللهبِنَصيبينَ۲ بِهذا، وقالَ لي: ما خَرَجَ هذَا الحَنوطُ إلاّ لِعَمَّتي فُلانَةَ، لَم يُسَمِّها، وقَد نُعِيَت إلَيَّ نَفسي، ولَقَد قالَ لِيَ الحُسَينُ بنُ روحٍ رضى‏الله‏عنه إنّي أملِكُ الضَّيعَةَ، وقَد كَتَبَ لي بِالَّذي أرَدتُ.
فَقُمتُ إلَيهِ وقَبَّلتُ رَأسَهُ وعَينَيهِ، وقُلتُ: يا سَيِّدي، أرِنِي الأَكفانَ وَالحَنوطَ وَالدَّراهِمَ، قالَ: فَأَخرَجَ إلَيَّ الأَكفانَ وإذا فيها بُردٌ حِبَرَةٌ مُسَهَّمٌ مِن نَسيجِ اليَمَنِ

1.. كذا في المصدر ، ولعلّ الصواب : «وجُبتُ» ؛ من قولهم : جابَ المَفازَة والظُّلمَةَ جَوْبا واجتابَها : قَطَعَها لسان العرب : ج ۱ ص ۲۸۵ «جوب» . وفي بقيّة المصادر : «وفتحت» بدل «وخبت» .

2.. نصيبين: مدينه تقع شمال العراق، وهي اليوم في جنوب تركيا (راجع: موسوعة الإمام الحسين عليه‏السلام: ج ۵ الخارطه رقم ۵).


موسوعة الإمام المهدي علیه السلام في الکتاب و السّنّة و التّاریخ - المجلد الثانی
392

لاِبنِ الوَجناءِ: قُم مَعي، فَقامَ مَعَهُ حَتّى دَخَلَ عَلى أبِي القاسِمِ بنِ رِوحٍ رضى‏الله‏عنه وبَقِيَ يَبكي ويَقولُ: يا سَيِّدي أقِلني أقالَكَ اللّه‏ُ، فَقالَ أبُوالقاسِمِ: يَغفِرُ اللّه‏ُ لَنا ولَكَ إن شاءَ اللّه‏ُ.۱

۶۴۸.كمال الدين: أخبَرَنا أبومُحَمَّدٍ الحَسَنُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ يَحيَى العَلَوِيُّ ابنُ أخي طاهِرٍ بِبَغدادَ طَرَفِ سوقِ القُطنِ في دارِهِ، قالَ:
قَدِمَ أبُوالحَسَنِ عَلِيُّ بنُ أحمَدَ بنِ عَلِيٍّ العَقيقِيُّ بِبَغدادَ۲ في سَنَةِ ثَمانٍ وتِسعينَ ومِئَتَينِ إلى عَلِيِّ بنِ عيسَى بنِ الجَرّاحِ ـ وهُوَ يَومَئِذٍ وَزيرٌ ـ في أمرِ ضَيعَةٍ لَهُ، فَسَأَلَهُ، فَقالَ لَهُ: إنَّ أهلَ بَيتِكَ في هذَا البَلَدِ كَثيرٌ، فَإِن ذَهَبنا نُعطي كُلَّما سَأَلونا طالَ ذلِكَ ـ أو كَما قالَ ـ.
فَقالَ لَهُ العَقيقِيُّ: فَإِنّي أسأَلُ مَن في يَدِهِ قَضاءُ حاجَتي، فَقالَ لَهُ عَلِيُّ بنُ عيسى: مَن هُوَ ؟ فَقالَ: اللّه‏ُ عز و جل، وخَرَجَ مُغضَبا. قالَ: فَخَرَجتُ وأَنَا أقولُ: فِي اللّه‏ِ عَزاءٌ مِن كُلِّ هالِكٍ، ودَرَكٌ مِن كُلِّ مُصيبَةٍ.
قالَ: فَانصَرَفتُ، فَجاءَنِيَ الرَّسولُ مِن عِندِ الحُسَينِ بنِ روحٍ رَضِيَ اللّه‏ُ عَنهُ وأَرضاهُ۳، فَشَكَوتُ إلَيهِ، فَذَهَبَ مِن عِندي فَأَبلَغَهُ، فَجاءَنِيَ الرَّسولُ بِمِئَةِ دِرهَمٍ عَدَدا ووَزنا ومِنديلٍ وشَيءٍ مِن حَنوطٍ۴ وأَكفانٍ، وقال لي: مَولاكَ يُقرِئُكَ السَّلامَ ويَقولُ لَكَ: إذا أهَمَّكَ أمرٌ أو غَمٌّ فَامسَح بِهذَا المِنديلِ وَجهَكَ، فَإِنَّ هذا مِنديلُ مَولاكَ عليه‏السلام،

1.. الغيبة للطوسيّ : ص ۳۱۵ ح ۲۶۴ بسندين صحيحين .

2.. أبو الحسن عليّ بن أحمد العقيقيّ العلويّ، كان حيّاً سنة ۳۰۵ه ، معاصر للصدوق. كان من فقهاء الإماميّة ومصنّفيهم، عارفاً بالرجال، وعدّه الشيخ في رجاله في من لم يرو عنهم عليهم‏السلام . له كتب، منها: كتاب المدينة راجع: رجال الطوسيّ : ص ۴۳۴ الرقم ۶۲۱۷ والفهرست للطوسيّ : ص ۱۶۲ الرقم ۴۲۴ وموسوعة طبقات الفقهاء: ج ۴ ص ۲۷۲ الرقم ۱۴۷۸ ومستدركات علم رجال الحديث: ج ۵ ص ۲۹۶ الرقم ۹۶۵۰.

3.. الجدير بالذكر أنّ الحسين بن روح لم يكن نائباً في سنة ۲۹۸ بل أدّى مسؤليّته كمساعد النائب.

4.. الحنوط : هو ما يُخلط من الطيب لأكفان الموتى وأجسامهم خاصّة النهاية : ج ۱ ص ۴۵۰ «حنط» .

  • نام منبع :
    موسوعة الإمام المهدي علیه السلام في الکتاب و السّنّة و التّاریخ - المجلد الثانی
    سایر پدیدآورندگان :
    سيد محمّد كاظم الطّباطبائي، عدّة من الفضلاء
    تعداد جلد :
    7
    ناشر :
    انتشارات دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    01/01/1398
    نوبت چاپ :
    اول
تعداد بازدید : 14704
صفحه از 518
پرینت  ارسال به