391
موسوعة الإمام المهدي علیه السلام في الکتاب و السّنّة و التّاریخ - المجلد الثانی

الوَجناءُ النَّصيبِيُّ۱ سَنَةَ سَبعٍ وثَلاثِمِئَةٍ ومَعَهُ مُحَمَّدُ بنُ الفَضلِ المَوصِلِيُّ، وكانَ رَجُلاً شيعِيّا غَيرَ أنَّهُ يُنكِرُ وَكالَةَ أبِي القاسِمِ بنِ روحٍ رضى‏الله‏عنهويَقولُ: إنَّ هذِهِ الأَموالَ تُخرَجُ في غَيرِ حُقوقِها.
فَقالَ الحَسَنُ بنُ عَلِيٍّ الوَجناءُ لِمُحَمَّدِ بنِ الفَضلِ: يا ذَا الرَّجُلُ، اتَّقِ اللّه‏َ فَإِنَّ صِحَّةَ وِكالَةِ أبِي القاسِمِ كَصِحَّةِ وَكالَةِ أبي جَعفَرٍ مُحَمَّدِ بنِ عُثمانَ العَمرِيِّ. وقَد كانا نَزَلا بِبَغدادَ عَلَى الزّاهِرِ، وُكنّا حَضَرنا لِلسَّلامِ عَلَيهِما، وكانَ قَد حَضَرَ هُناكَ شَيخٌ لَنا يُقالُ لَهُ أبُوالحَسَنِ بنُ ظَفَرٍ وأَبُو القاسِمِ بنُ الأَزهَرِ، فَطالَ الخِطابُ بَينَ مُحَمَّدِ بنِ الفَضلِ وبَينَ الحَسَنِ بنِ عَلِيٍّ، فَقالَ مُحَمَّدُ بنُ الفَضلِ لِلحَسَنِ: مَن لي بِصِحَّةِ ما تَقولُ وتَثَبُّتِ وَكالَةِ الحُسَينِ بنِ روحٍ ؟
فَقالَ الحَسَنُ بنُ عَلِيٍّ الوَجناءُ: اُبَيِّنُ لَكَ ذلِكَ بِدَليلٍ يَثبُتُ في نَفسِكَ، وكانَ مَعَ مُحَمَّدِ بنِ الفَضلِ دَفترٌ كَبيرٌ فيهِ وَرَقٌ طَلحِيٌّ مُجَلَّدٌ بِأَسوَدَ فيهِ حُسباناتُهُ، فَتَناوَلَ الدَّفتَرَ الحَسَنُ وقَطَعَ مِنهُ نِصفَ وَرَقَةٍ كانَ فيهِ بَياضٌ، وقالَ لِمُحَمَّدِ بنِ الفَضلِ: اِبروا لي قَلَما، فَبَرى قَلَما، وَاتَّفَقا عَلى شَيءٍ بَينَهُما لَم أقِف أنَا عَلَيهِ وأَطلَعَ عَلَيهِ أبَا الحَسَنِ بنَ ظَفَرٍ، وتَناوَلَ الحَسَنُ بنُ عَلِيٍّ الوَجناءُ القَلَمَ، وجَعَلَ يَكتُبُ مَا اتَّفَقا عَلَيهِ في تِلكَ الوَرَقَةِ بِذلِكَ القَلَمِ المَبرِيِّ بِلا مِدادٍ، ولا يُؤَثِّرُ فيهِ حَتّى مَلَأَ الوَرَقَةَ. ثُمَّ خَتَمَهُ وأَعطاهُ لِشَيخٍ كانَ مَعَ مُحَمَّدِ بنِ الفَضلِ أسوَدَ يَخدِمُهُ، وأَنفَذَ بِها إلى أبِي القاسِمِ الحُسَينِ بنِ روحٍ ومَعَنَا ابنُ الوَجناءِ لَم يَبرَح.
وحَضَرَت صَلاةُ الظُّهرِ فَصَلَّينا هُناكَ، ورَجَعَ الرَّسولُ فَقالَ: قالَ لي: اِمضِ فَإِنَّ الجَوابَ يَجيءُ، وقُدِّمَتِ المائِدَةُ فَنَحنُ فِي الأَكلِ إذ وَرَدَ الجَوابُ في تِلكَ الوَرَقَةِ، مَكتوبٌ بِمِدادٍ عَن فَصلٍ فَصلٍ، فَلَطَمَ مُحَمَّدُ بنُ الفَضلِ وَجهَهُ ولَم يَتَهَنَّأ بِطَعامِهِ، وقالَ

1.. يقال: إنّه متّحد مع الحسن بن وجناء راجع : ج ۳ ص ۲۵۰ ح ۷۸۲ الهامش ۵ وص ۲۹۹ ح ۸۱۰ .


موسوعة الإمام المهدي علیه السلام في الکتاب و السّنّة و التّاریخ - المجلد الثانی
390

الرَّملِ وقَد نَبَتَ عَلَيهَا الحَشيشُ، فَأَخَذتُ السَّبيكَةَ وَانصَرَفتُ إلى بَلَدي، فَلَمّا كانَ بَعدَ ذلِكَ حَجَجتُ ومَعِيَ السَّبيكَةُ، فَدَخَلتُ مَدينَةَ السَّلامِ وقَد كانَ الشَّيخُ أبُوالقاسِمِ الحُسَينُ بنُ روحٍ رضى‏الله‏عنهمَضى، ولَقيتُ أبَا الحَسَنِ عَلِيَّ بنَ مُحَمَّدٍ السَّمُرِيَّ رضى‏الله‏عنه فَسَلَّمتُ السَّبيكَةَ إلَيهِ.۱

۶۴۶.كمال الدين: حَدَّثَنَا الحُسَينُ بنُ عَلِيِّ بنِ مُحَمَّدٍ القُمِّيُّ المَعروفُ بِأَبي عَلِيٍّ البَغدادِيِّ، قالَ: كُنتُ بِبُخارى فَدَفَعَ إلَيَّ المَعروفُ بِابنِ جاوَشيرَ عَشَرَةَ سَبائِكَ ذَهَبا، وأَمَرَني أن اُسَلِّمَها بِمَدينَةِ السَّلامِ إلَى الشَّيخِ أبِي القاسِمِ الحُسَينِ بنِ روحٍ قَدَّسَ اللّه‏ُ روحَهُ، فَحَمَلتُها مَعِيَ.
فَلَمّا بَلَغتُ [مَفازَةَ۲] أمُّويَه۳ ضاعَت مِنّي سَبيكَةٌ مِن تِلكَ السَّبائِكِ ولَم أعلَم بِذلِكَ، حَتّى دَخَلتُ مَدينَةَ السَّلامِ. فَأَخرَجتُ السَّبائِكَ لاُِسَلِّمَها، فَوَجَدتُها قَد نَقَصَت واحِدَةٌ، فَاشتَرَيتُ سَبيكَةً مَكانَها بِوَزنهِا، وأَضَفتُها إلَى التِّسعِ السَّبائِكِ، ثُمَّ دَخَلتُ عَلَى الشَّيخِ أبِي القاسِمِ الحُسَينِ بنِ روحٍ قَدَّسَ اللّه‏ُ روحَهُ، ووَضَعتُ السَّبائِكَ بَينَ يَدَيهِ، فَقالَ لي: خُذ تِلكَ السَّبيكَةَ الَّتِي اشتَرَيتَها ـ وأَشارَ إلَيها بِيَدِهِ ـ وقالَ: إنَّ السَّبيكَةَ الَّتي ضَيَّعتَها قَد وَصَلَت إلَينا، وهُو ذا هِيَ. ثُمَّ أخرَجَ إلَيَّ تِلكَ السَّبيكَةَ الَّتي كانَت ضاعَت مِنّى بِأَمُّويَه، فَنَظَرتُ إلَيها فَعَرَفتُها.۴

۶۴۷.الغيبة للطوسيّ: بِهذَا الإِسنادِ۵، عَنِ الصَّفوانِيِّ، قالَ: وافَى الحَسَنُ بنُ عَلِيٍّ

1.. كمال الدين : ص ۵۱۶ ح ۴۵ ، الثاقب في المناقب : ص ۶۰۰ ح ۵۴۸ ، الخرائج و الجرائح : ج ۳ ص ۱۱۲۶ ح ۴۴ ، بحار الأنوار : ج ۵۱ ص ۳۴۰ ح ۶۸ .

2.. ما بين المعقوفين أثبتناه من المصادر الاُخرى . والمفازة : البريّة والقَفر النهاية : ج ۳ ص ۴۷۸ «فوز» .

3.. أمُّويَه : وهي آمل الشطّ وهي مدينة مشهورة في غربي جيحون على طريق القاصد إلى بخارى من مَرو ، وبينها وبين مرو رمالاً صعبة المسالك ومَفازة أشبه بالمهالك معجم البلدان : ج ۱ ص ۲۵۵ و ص ۵۸ .

4.. كمال الدين : ص ۵۱۸ ح ۴۷ ، الثاقب في المناقب : ص ۶۰۱ ح ۵۴۹ ، الخرائج و الجرائح : ج ۳ ص ۱۱۲۳ ح ۴۱ ، بحار الأنوار : ج ۵۱ ص ۳۴۱ ح ۶۹ .

5.. أي : محمّد بن محمّد بن النعمان والحسين بن عبيد اللّه‏ .

  • نام منبع :
    موسوعة الإمام المهدي علیه السلام في الکتاب و السّنّة و التّاریخ - المجلد الثانی
    سایر پدیدآورندگان :
    سيد محمّد كاظم الطّباطبائي، عدّة من الفضلاء
    تعداد جلد :
    7
    ناشر :
    انتشارات دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    01/01/1398
    نوبت چاپ :
    اول
تعداد بازدید : 14730
صفحه از 518
پرینت  ارسال به