389
موسوعة الإمام المهدي علیه السلام في الکتاب و السّنّة و التّاریخ - المجلد الثانی

أرَدتُ الخُروجَ إلَى الحَجِّ وكانَ مَعي مالٌ بَعضُهُ ذَهَبٌ وبَعضُهُ فِضَّةٌ، فَجَعَلتُ ما كانَ مَعي مِنَ الذَّهَبِ سَبائِكَ، وما كانَ مَعي مِنَ الفِضَةِ نُقَرا۱، وكانَ قَد دُفِعَ ذلِكَ المالُ إلَيَّ لاُِسَلِّمَهُ مِنَ الشَّيخِ أبِي القاسِمِ الحُسَينِ بنِ روحٍ قَدَّسَ اللّه‏ُ روحَهُ.
قالَ: فَلَمّا نَزَلتُ سَرخَسَ۲ ضَرَبتُ خَيمَتي عَلى مَوضِعٍ فيهِ رَملٌ، فَجَعَلتُ اُمَيِّزُ تِلكَ السَّبائِكَ وَالنُّقَرَ، فَسَقَطَت سَبيكَةٌ مِن تِلكَ السَّبائِكِ مِنّي وغاضَت۳ فِي الرَّملِ وأَنَا لا أعلَمُ، قالَ: فَلَمّا دَخَلتُ هَمَدانَ مَيَّزتُ تِلكَ السَّبائِكَ وَالنُّقَرَ مَرَّةً اُخرى اهتِماما مِنّي بِحِفظِها، فَفَقَدتُ مِنها سَبيكَةً وَزنُها مِئَةُ مِثقالٍ وثَلاثَةُ مَثاقيلَ ـ أو قالَ: ثَلاثَةٌ وتِسعونَ مِثقالاً ـ.
قالَ: فَسَبَكتُ مَكانَها مِن مالي بِوَزنِها سَبيكَةً وجَعَلتُها بَينَ السَّبائِكِ، فَلَمّا وَرَدتُ مَدينَةَ السَّلامِ۴ قَصَدتُ الشَّيخَ أبَا القاسِمِ الحُسَينَ بنَ روحٍ ـ قَدَّسَ اللّه‏ُ روحَهُ ـ وسَلَّمتُ إلَيهِ ما كانَ مَعي مِنَ السَّبائِكِ وَالنُّقَرِ، فَمَدَّ يَدَهُ مِن بَينِ تِلكَ السَّبائِكِ إلَى السَّبيكَةِ الَّتي كُنتُ سَبَكتُها مِن مالي بَدَلاً مِمّا ضاعَ مِنّي، فَرَمى بِها إلَيَّ وقالَ لي: لَيسَت هذِهِ السَّبيكَةُ لَنا، وسَبيكَتُنا ضَيَّعتَها بِسَرخَسَ حَيثُ ضَرَبتَ خَيمَتَكَ فِي الرَّملِ، فَارجِع إلى مَكانِكَ وَانزِل حَيثُ نَزَلتَ، وَاطلُبِ السَّبيكَةَ هُناكَ تَحتَ الرَّملِ فَإِنَّكَ سَتَجِدُها، وسَتَعودُ إلى ههُنا فَلا تَراني.
قالَ: فَرَجَعتُ إلى سَرخَسَ ونَزَلتُ حَيثُ كُنتُ نَزَلتُ، فَوَجَدتُ السَّبيكَةَ تَحتَ

1.. النُقَرةُ : القطعة المذابة من الذهب والفضّة ، وقيل : هو ما سُبِكَ مجتمعا منهما . واقتصر الزمخشري في الأساس على الفضّة المذابة . قلت : وهكذا استعمال العجم إلى الآن يُطلقونها على ما سُبِك من دراهم الفضّة تاج العروس : ج ۷ ص ۵۵۲ وراجع أساس البلاغة للزمخشريّ : ص ۴۷۰ «نقر» .

2.. سَرخَس : مدينة قديمة من نواحي خراسان، وهي بين نيسابور ومرو معجم البلدان : ج ۳ ص ۲۰۸ .

3.. في المصادر الاُخرى : «غاصت» بدل «غاضت» ، وكلاهما بمعنى واحد .

4.. مدينة السلام : بغداد ، سميت بغداد مدينة السّلام لقربها من دجلة وكانت دجلة تسمى نهر السّلام (معجم البلدان : ج ۳ ص ۲۳۳) .


موسوعة الإمام المهدي علیه السلام في الکتاب و السّنّة و التّاریخ - المجلد الثانی
388

الأَخيرَةِ».
فَكانَ فِي القافِلَةِ الأَخيرَةِ، فَسَلِمَ بِنَفسِهِ، وقُتِلَ مَن تَقَدَّمَهُ فِي القَوافِلِ الاُخَرِ.۱

۶۴۴.الغيبة للطوسيّ: قالَ۲: سَمِعتُ أبا عَبدِ اللّه‏ِ بنَ سَورَةَ القُمِّيَّ۳ يَقولُ: سَمِعتُ سُرورا ـ وكانَ رَجُلاً عابِدا مُجتَهِدا لَقيتُهُ بِالأَهوازِ غَيرَ أنّي نَسيتُ نَسَبَهُ ـ يَقولُ:
كُنتُ أخرَسَ لا أتَكَلَّمُ، فَحَمَلَني أبي وعَمّي في صِبايَ ـ وسِنّي إذ ذاكَ ثَلاثَةَ عَشَرَ أو أربَعَةَ عَشَرَ ـ إلَى الشَّيخِ أبِي القاسِمِ بنِ روحٍ رضى‏الله‏عنه، فَسَأَلاهُ أن يَسأَلَ الحَضرَةَ أن يَفتَحَ اللّه‏ُ لِساني. فَذَكَرَ الشَّيخُ أبُوالقاسِمِ الحُسَينُ بنُ روحٍ أنَّكُم اُمِرتُم بِالخُروجِ إلَى الحائِرِ.
قالَ سُرورٌ: فَخَرَجنا أنَا وأَبي وعَمّي إلَى الحائِرِ فَاغتَسَلنا وزُرنا، قالَ: فَصاحَ بي أبي وعَمّي: يا سُرورُ، فَقُلتُ بِلِسانٍ فَصيحٍ: لَبَّيكَ ! فَقالَ لي: وَيحَكَ تَكَلَّمتَ ! فَقُلتُ: نَعَم.
قالَ أبو عَبدِ اللّه‏ِ بنُ سَورَةَ: وكانَ سُرورٌ هذا رَجُلاً لَيسَ بِجَهوَرِيِّ۴ الصَوتِ.۵

۶۴۵.كمال الدين: حَدَّثَنا أبوجَعفَرٍ مُحَمَّدُ بنُ عَلِيِّ بنِ أحمَدَ بنِ بُزُرجَ بنِ عَبدِ اللّه‏ِ بنِ مَنصورِ بنِ يونُسَ بنِ بُزُرجَ صاحِبِ الصّادِقِ عليه‏السلام، قالَ: سَمِعتُ مُحَمَّدَ بنَ الحَسَنِ الصَّيرَفِيَّ الدّورَقِيَّ المُقيمَ بِأَرضِ بَلخٍ۶ يَقولُ:

1.. الغيبة للطوسيّ : ص ۳۲۲ ح ۲۷۰ ، بحار الأنوار : ج ۵۱ ص ۲۹۳ ح ۱ .

2.. أي: ابن نوح .

3.. أبو عبد اللّه‏ الحسين بن محمّد بن سورة القمّيّ، لم يذكروه، كان معاصراً لوالد الصدوق، روى عنه ابن نوح وغيره، وقد يعبّر عنه بابن سورة القمّيّ مستدركات علم رجال الحديث: ج ۷ ص ۲۳ الرقم ۱۲۹۹۴.

4.. صوت جَهوريّ : أي شديدٌ عالٍ النهاية : ج ۱ ص ۳۲۱ «جهر» .

5.. الغيبة للطوسيّ : ص ۳۰۹ ح ۲۶۲ ، بحار الأنوار : ج ۵۱ ص ۳۲۵ .

6.. بَلَخ : مدينة مشهورة بخراسان معجم البلدان : ج ۱ ص ۴۷۹ .

  • نام منبع :
    موسوعة الإمام المهدي علیه السلام في الکتاب و السّنّة و التّاریخ - المجلد الثانی
    سایر پدیدآورندگان :
    سيد محمّد كاظم الطّباطبائي، عدّة من الفضلاء
    تعداد جلد :
    7
    ناشر :
    انتشارات دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    01/01/1398
    نوبت چاپ :
    اول
تعداد بازدید : 14748
صفحه از 518
پرینت  ارسال به