كانَ مُحَمَّدُ بنُ عُثمانَ أبو جَعفَرٍ العَمرِيُ رضىاللهعنه لَهُ مَن يَتَصَرَّفُ لَهُ بِبَغدادَ نَحوٌ مِن عَشَرَةِ أنفُسٍ، وأَبُو القاسِمِ بنُ روحٍ رضىاللهعنه فيهِم، وكُلُّهُم كانوا أخَصَّ بِهِ مِن أبِي القاسِمِ بنِ روحٍ، حَتّى إنَّهُ كانَ إذَا احتاجَ إلى حاجَةٍ أو إلى سَبَبٍ يُنجِزُهُ عَلى يَدِ غَيرِهِ لِما لَم يَكُن لَهُ تِلكَ الخُصوصِيَّةُ، فَلَمّا كانَ وَقتُ مُضِيِّ أبي جَعفَرٍ رضىاللهعنه، وَقَعَ الاِختِيارُ عَلَيهِ وكانَتِ الوَصِيَّةُ إلَيهِ.۱
۶۳۳.الغيبة للطوسيّ: قالَ۲: وقالَ مَشايِخُنا: كُنّا لا نَشُكُّ أنَّهُ إن كانَت كائِنَةٌ مِن أمرِ أبي جَعفَرٍ، لا يَقومُ مَقامَهُ إلاّ جَعفَرُ بنُ أحمَدَ بنِ مَتّيلٍ أو أبوهُ ؛ لِما رَأَينا مِنَ الخُصوصِيَّةِ بِهِ وكَثرَةِ كَينونَتِهِ في مَنزِلِهِ، حَتّى بَلَغَ أنَّهُ كانَ في آخِرِ عُمُرِهِ لا يَأكُلُ طَعاما إلاّ ما اُصلِحَ في مَنزِلِ جَعفَرِ بنِ أحمَدَ بنِ مَتّيلٍ وأَبيهِ بِسَبَبٍ وَقَعَ لَهُ، وكانَ طَعامُهُ الَّذي يَأكُلُهُ في مَنزِلِ جَعفَرٍ وأَبيهِ.
وكانَ أصحابُنا لا يَشُكّونَ إن كانَت حادِثَةٌ لَم تَكُنِ الوَصِيَّةُ إلاّ إلَيهِ مِنَ الخُصوصِيَّةِ بِهِ، فَلَمّا كانَ عِندَ ذلِكَ ووَقَعَ الاِختِيارُ عَلى أبِي القاسِمِ، سَلَّموا ولَم يُنكِروا، وكانوا مَعَهُ وبَينَ يَدَيهِ كَما كانوا مَعَ أبي جَعفَرٍ رضىاللهعنه، ولَم يَزَل جَعفَرُ بنُ أحمَدَ بنِ مَتّيلٍ في جُملَةِ أبِي القاسِمِ رضىاللهعنهوبَينَ يَدَيهِ كَتَصَرُّفِهِ بَينَ يَدَي أبي جَعفَرٍ العَمرِيِ، إلى أن ماتَ رضىاللهعنه، فَكُلُّ مَن طَعَنَ عَلى أبِي القاسِمِ فَقَد طَعَنَ عَلى أبي جَعفَرٍ، وطَعَنَ عَلَى الحُجَّةِ صَلَواتُ اللّهِ عَلَيهِ.۳
۶۳۴.الغيبة للطوسيّ: أخبَرَنا جَماعَةٌ، عَن أبي مُحَمَّدٍ هارونَ بنِ موسى، قالَ: أخبَرَني أبو عَلِيٍّ مُحَمَّدُ بنُ هَمّامٍ رَضِيَ اللّهُ عَنهُ وأَرضاهُ، أنَّ أبا جَعفَرٍ مُحَمَّدَ بنَ عُثمانَ