381
موسوعة الإمام المهدي علیه السلام في الکتاب و السّنّة و التّاریخ - المجلد الثانی

كانَ مُحَمَّدُ بنُ عُثمانَ أبو جَعفَرٍ العَمرِيُ رضى‏الله‏عنه لَهُ مَن يَتَصَرَّفُ لَهُ بِبَغدادَ نَحوٌ مِن عَشَرَةِ أنفُسٍ، وأَبُو القاسِمِ بنُ روحٍ رضى‏الله‏عنه فيهِم، وكُلُّهُم كانوا أخَصَّ بِهِ مِن أبِي القاسِمِ بنِ روحٍ، حَتّى إنَّهُ كانَ إذَا احتاجَ إلى حاجَةٍ أو إلى سَبَبٍ يُنجِزُهُ عَلى يَدِ غَيرِهِ لِما لَم يَكُن لَهُ تِلكَ الخُصوصِيَّةُ، فَلَمّا كانَ وَقتُ مُضِيِّ أبي جَعفَرٍ رضى‏الله‏عنه، وَقَعَ الاِختِيارُ عَلَيهِ وكانَتِ الوَصِيَّةُ إلَيهِ.۱

۶۳۳.الغيبة للطوسيّ: قالَ۲: وقالَ مَشايِخُنا: كُنّا لا نَشُكُّ أنَّهُ إن كانَت كائِنَةٌ مِن أمرِ أبي جَعفَرٍ، لا يَقومُ مَقامَهُ إلاّ جَعفَرُ بنُ أحمَدَ بنِ مَتّيلٍ أو أبوهُ ؛ لِما رَأَينا مِنَ الخُصوصِيَّةِ بِهِ وكَثرَةِ كَينونَتِهِ في مَنزِلِهِ، حَتّى بَلَغَ أنَّهُ كانَ في آخِرِ عُمُرِهِ لا يَأكُلُ طَعاما إلاّ ما اُصلِحَ في مَنزِلِ جَعفَرِ بنِ أحمَدَ بنِ مَتّيلٍ وأَبيهِ بِسَبَبٍ وَقَعَ لَهُ، وكانَ طَعامُهُ الَّذي يَأكُلُهُ في مَنزِلِ جَعفَرٍ وأَبيهِ.
وكانَ أصحابُنا لا يَشُكّونَ إن كانَت حادِثَةٌ لَم تَكُنِ الوَصِيَّةُ إلاّ إلَيهِ مِنَ الخُصوصِيَّةِ بِهِ، فَلَمّا كانَ عِندَ ذلِكَ ووَقَعَ الاِختِيارُ عَلى أبِي القاسِمِ، سَلَّموا ولَم يُنكِروا، وكانوا مَعَهُ وبَينَ يَدَيهِ كَما كانوا مَعَ أبي جَعفَرٍ رضى‏الله‏عنه، ولَم يَزَل جَعفَرُ بنُ أحمَدَ بنِ مَتّيلٍ في جُملَةِ أبِي القاسِمِ رضى‏الله‏عنهوبَينَ يَدَيهِ كَتَصَرُّفِهِ بَينَ يَدَي أبي جَعفَرٍ العَمرِيِ، إلى أن ماتَ رضى‏الله‏عنه، فَكُلُّ مَن طَعَنَ عَلى أبِي القاسِمِ فَقَد طَعَنَ عَلى أبي جَعفَرٍ، وطَعَنَ عَلَى الحُجَّةِ صَلَواتُ اللّه‏ِ عَلَيهِ.۳

۶۳۴.الغيبة للطوسيّ: أخبَرَنا جَماعَةٌ، عَن أبي مُحَمَّدٍ هارونَ بنِ موسى، قالَ: أخبَرَني أبو عَلِيٍّ مُحَمَّدُ بنُ هَمّامٍ رَضِيَ اللّه‏ُ عَنهُ وأَرضاهُ، أنَّ أبا جَعفَرٍ مُحَمَّدَ بنَ عُثمانَ

1.. الغيبة للطوسيّ : ص ۳۶۸ ح ۳۳۶ ، بحار الأنوار : ج ۵۱ ص ۳۵۳ .

2.. أي : أبو عبداللّه‏ جعفر بن محمّد المدائنيّ .

3.. الغيبة للطوسيّ : ص ۳۶۹ ح ۳۳۷ بسند صحيح ، بحار الأنوار : ج ۵۱ ص ۳۵۴ .


موسوعة الإمام المهدي علیه السلام في الکتاب و السّنّة و التّاریخ - المجلد الثانی
380

فَصِرتُ إلَيهِ آخِرَ عَهدي بِهِ قدس‏سره ومَعي أربَعُمِئَةِ دينارٍ، فَقُلتُ لَهُ عَلى رَسمي، فَقالَ لي: اِمضِ بِها إلَى الحُسَينِ بنِ روحٍ، فَتَوَقَّفتُ فَقُلتُ: تَقبِضُها أنتَ مِنّي عَلَى الرَّسمِ، فَرَدَّ عَلَيَّ كَالمُنكِرِ لِقَولي وقالَ: قُم عافاكَ اللّه‏ُ فَادفَعها إلَى الحُسَينِ بنِ روحٍ.
فَلَمّا رَأَيتُ في وَجهِهِ غَضَبا خَرَجتُ ورَكِبتُ دابَّتي، فَلَمّا بَلَغتُ بَعضَ الطَّريقِ رَجَعتُ كَالشّاكِّ، فَدَقَقتُ البابَ، فَخَرَجَ إلَيَّ الخادِمُ فَقالَ: مَن هذا ؟ فَقُلتُ: أنَا فُلانٌ فَاستَأذِن لي، فَراجَعَني وهُوَ مُنكِرٌ لِقَولي ورُجوعي، فَقُلتُ لَهُ: اُدخُل فَاستَأذِن لي فَإِنَّهُ لا بُدَّ مِن لِقائِهِ، فَدَخَلَ فَعَرَّفَهُ خَبرَ رُجوعي، وكانَ قَد دَخَلَ إلى دارِ النِّساءِ، فَخَرَجَ وجَلَسَ عَلى سَريرٍ ورِجلاهُ فِي الأَرضِ، وفيهِما نَعلانِ يَصِفُ حُسنَهُما وحُسنَ۱ رِجلَيهِ، فَقالَ لي: مَا الَّذي جَرَّأَكَ عَلَى الرُّجوعِ ولِمَ لَم تَمتَثِل ما قُلتُهُ لَكَ ؟ فَقُلتُ: لَم أجسُر عَلى ما رَسَمتَهُ لي، فَقالَ لي وهُوَ مُغضَبٌ: قُم عافاكَ اللّه‏ُ، فَقَد أقَمتُ أبَا القاسِمِ حُسَينَ بنَ روحٍ مَقامي ونَصَبتُهُ مَنصَبي. فَقُلتُ: بِأَمرِ الإِمامِ ؟ فَقالَ: قُم عافاكَ اللّه‏ُ كَما أقولُ لَكَ.
فَلَم يَكُن عِندي غَيرُ المُبادَرَةِ، فَصِرتُ إلى أبِي القاسِمِ بنِ روحٍ وهُوَ في دارٍ ضَيِّقَةٍ، فَعَرَّفتُهُ ما جَرى، فَسُرَّ بِهِ وشَكَرَ اللّه‏َ عز و جل، ودَفَعتُ إلَيهِ الدَّنانيرَ. وما زِلتُ أحمِلُ إلَيهِ ما يَحصُلُ في يَدي بَعدَ ذلِكَ (مِنَ الدَّنانيرِ).۲

۶۳۲.الغيبة للطوسيّ: قالَ۳: سَمِعتُ أبَا الحَسَنِ عَلِيَّ بنَ بِلالِ بنِ مُعاوِيَةَ المُهَلَّبِيَّ يَقولُ في حَياةِ جَعفَرِ بنِ مُحَمَّدِ بنِ قولَوَيهِ: سَمِعتُ أبَا القاسِمِ جَعفَرَ بنَ مُحَمَّدِ بنِ قولَوَيهِ القُمِّيَّ يَقولُ: سَمِعتُ جَعفَرَ بنَ أحمَدَ بنِ مَتّيلٍ القُمِّيَّ يَقولُ:

1.. الظاهر أنّ الواو زائدة والصواب: «يصفُ حسنُهما حسنَ رجلَيه».

2.. الغيبة للطوسيّ : ص ۳۶۷ ح ۳۳۵ ، بحار الأنوار : ج ۵۱ ص ۳۵۲ .

3.. أيّ : أبو عبداللّه‏ جعفر بن محمّد المدائنيّ .

  • نام منبع :
    موسوعة الإمام المهدي علیه السلام في الکتاب و السّنّة و التّاریخ - المجلد الثانی
    سایر پدیدآورندگان :
    سيد محمّد كاظم الطّباطبائي، عدّة من الفضلاء
    تعداد جلد :
    7
    ناشر :
    انتشارات دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    01/01/1398
    نوبت چاپ :
    اول
تعداد بازدید : 14788
صفحه از 518
پرینت  ارسال به