377
موسوعة الإمام المهدي علیه السلام في الکتاب و السّنّة و التّاریخ - المجلد الثانی

وبعد قيام الجيش بانقلابٍ على المقتدر العبّاسيّ سنة (۳۱۷ه) اُلقي المقتدر في السجن واُطلق سراح المعتقلين القدماء۱ ؛ ومنهم الحسين بن روح الذي استعاد قدرته ومنزلته السابقتين حينما قوي نفوذ بعض المنتمين لاُسرة النوبختيّ في الجيش وفي البلاط العبّاسيّ.۲

يعتبر الحسين بن روح من أهمّ الأشخاص وأكملهم عقلاً في زمانه بتصريح المخالفين والموافقين، وله كرامة واحترام كبيرين بين عامّة الناس وحتّى في بلاط الخلافة.۳

وأمّا سلوكه وبخاصّة حيال المعتقدات العامّة لأهل السنّة، فكان غاية في الاحتياط، حتّى إنّه عزل حاجبه عن العمل بسبب لعنه لمعاوية۴، واتّبع الهدوء والتساهل في تعامله مع أهل السنّة۵، فغدا هذا النهج سبباً ليكتسب القدرة والسيادة اللازمتين لقيادة النظام الشيعيّ بين أوساط الحكم وأهل السنّة.

وفاته

توفّي الحسين بن روح النوبختيّ في شعبان سنة (۳۲۶ه) بعد ۲۱ عاماً من النيابة الخاصّة للإمام المهديّ عليه‏السلام، ودُفن في مقبرة النوبختيّين۶. وعرّف قبل وفاته عليّ بن محمّد السمريّ بأمر الإمام عليه‏السلام على أنّه النائب الرابع له.

۶۲۸.الغيبة للطوسيّ: أخبَرَني جَماعَةٌ، عَن أبِي العَبّاسِ بنِ نوحٍ۷، قالَ: وَجَدتُ بِخَطِّ

1.. تاريخ الإسلام: ج ۲۵ ص ۱۹۱.

2.. راجع : خاندان نوبختي بالفارسيّة: ص۱۸۱ ـ ۱۹۳.

3.. راجع : تاريخ الإسلام: ج۲۵ ص۱۹۱.

4.. راجع : ص ۳۹۶ ح ۶۵۱ الغيبة للطوسيّ .

5.. راجع: ص ۳۹۷ ح ۶۵۳ الغيبة للطوسيّ .

6.. راجع: ص ۳۹۸ ح ۶۵۵ الغيبة للطوسيّ .

7.. أحمد بن عليّ بن العبّاس بن نوح السيرافيّ، قال النجاشيّ : نزيل البصرة، كان ثقة في حديثه، متقناً لما يرويه، فقيهاً، بصيراً بالحديث والرواية، وهو أُستاذنا وشيخنا ومن استفدنا منه. وله كتب كثيرة، أعرف منها: كتاب المصابيح في ذكر من روى عن الائمّة عليهم‏السلام لكلّ إمام راجع: رجال النجاشيّ : ج ۱ ص ۲۲۶ الرقم ۲۰۷.


موسوعة الإمام المهدي علیه السلام في الکتاب و السّنّة و التّاریخ - المجلد الثانی
376

شخصيّته العلميّة

عُرف الحسين بن روح بأنّه مفتي الشيعة۱، وهذا يشير إلى منزلته العلميّة. وهو مؤّف كتاب باسم «التأديب»؛ إذ يقال: إنّه عرض مصنّفاً باسم «كتاب التأديب» على علماء قم، وطلب رأيهم فيه، فأيّدوا جميع الكتاب إلاّ مورداً واحداً۲، واعتبر بعض المؤّفين أنّه ليس بكتاب الحسين بن روح۳. وعلى أيّ حال فالأمر المهمّ هنا هو الاُسلوب العلمي المستحسن في عرض الكلام والكتاب على علماء الدين، وتأسيسه لطريقة الرجوع إلى العلماء من خلال هذا العرض.

الحوادث التاريخيّة في زمن نيابته

مرّت السنوات الاُولى من نيابة الحسين بن روح بهدوء، ولاسيما في زمن وزارة آل فرات للعبّاسيّين، ولكن بعد عزلهم واعتقالهم بتهمة التعاون مع القرامطة سنة (۳۱۲ه)۴ وقعت عدّة حوادث أدّت إلى اختفاء الحسين بن روح ثمّ حبسه۵ ؛ إذ اُودع في السجن خلال (۳۱۲ - ۳۱۷ه)، وفي ذلك الوقت حاد عن الصواب أحدُ أقرب المقرّبين إليه، وهو محمّد بن عليّ الشلمغاني، فادّعى النيابة وأنكر نيابة الحسين بن روح۶، وتُعدّ ضلالته وبخاصّة في أيّام اعتقال ابن روح من أخطر الحوادث التي تعرّض لها نظام النيابة.۷

1.. سير أعلام النبلاء: ج۱۵ ص۲۲۲ ـ ۲۲۴.

2.. راجع: ص ۳۸۳ ح ۶۳۸ الغيبة للطوسيّ .

3.. راجع: جرعه‏اي از دريا بالفارسيّة: ج۱ ص۱۷۵. وقد شكّ آية اللّه‏ الشبيريّ الزنجانيّ في الكتاب الذي عُرض على علماء قم ، وأنّه هل هو بقلم الحسين بن روح أم لا؟

4.. راجع : تجارب الاُمم: ج۱ ص۱۲۰ ـ ۱۲۷.

5.. تاريخ الإسلام: ج۲۵ ص۱۹۰ .

6.. صلة تاريخ الطبريّ : ص۱۲۲ .

7.. راجع: ص ۴۹۰ (الفصل الرابع / محمّد بن عليّ الشلمغانيّ) .

  • نام منبع :
    موسوعة الإمام المهدي علیه السلام في الکتاب و السّنّة و التّاریخ - المجلد الثانی
    سایر پدیدآورندگان :
    سيد محمّد كاظم الطّباطبائي، عدّة من الفضلاء
    تعداد جلد :
    7
    ناشر :
    انتشارات دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    01/01/1398
    نوبت چاپ :
    اول
تعداد بازدید : 14067
صفحه از 518
پرینت  ارسال به