وبعد قيام الجيش بانقلابٍ على المقتدر العبّاسيّ سنة (۳۱۷ه) اُلقي المقتدر في السجن واُطلق سراح المعتقلين القدماء۱ ؛ ومنهم الحسين بن روح الذي استعاد قدرته ومنزلته السابقتين حينما قوي نفوذ بعض المنتمين لاُسرة النوبختيّ في الجيش وفي البلاط العبّاسيّ.۲
يعتبر الحسين بن روح من أهمّ الأشخاص وأكملهم عقلاً في زمانه بتصريح المخالفين والموافقين، وله كرامة واحترام كبيرين بين عامّة الناس وحتّى في بلاط الخلافة.۳
وأمّا سلوكه وبخاصّة حيال المعتقدات العامّة لأهل السنّة، فكان غاية في الاحتياط، حتّى إنّه عزل حاجبه عن العمل بسبب لعنه لمعاوية۴، واتّبع الهدوء والتساهل في تعامله مع أهل السنّة۵، فغدا هذا النهج سبباً ليكتسب القدرة والسيادة اللازمتين لقيادة النظام الشيعيّ بين أوساط الحكم وأهل السنّة.
وفاته
توفّي الحسين بن روح النوبختيّ في شعبان سنة (۳۲۶ه) بعد ۲۱ عاماً من النيابة الخاصّة للإمام المهديّ عليهالسلام، ودُفن في مقبرة النوبختيّين۶. وعرّف قبل وفاته عليّ بن محمّد السمريّ بأمر الإمام عليهالسلام على أنّه النائب الرابع له.
۶۲۸.الغيبة للطوسيّ: أخبَرَني جَماعَةٌ، عَن أبِي العَبّاسِ بنِ نوحٍ۷، قالَ: وَجَدتُ بِخَطِّ
1.. تاريخ الإسلام: ج ۲۵ ص ۱۹۱.
2.. راجع : خاندان نوبختي بالفارسيّة: ص۱۸۱ ـ ۱۹۳.
3.. راجع : تاريخ الإسلام: ج۲۵ ص۱۹۱.
4.. راجع : ص ۳۹۶ ح ۶۵۱ الغيبة للطوسيّ .
5.. راجع: ص ۳۹۷ ح ۶۵۳ الغيبة للطوسيّ .
6.. راجع: ص ۳۹۸ ح ۶۵۵ الغيبة للطوسيّ .
7.. أحمد بن عليّ بن العبّاس بن نوح السيرافيّ، قال النجاشيّ : نزيل البصرة، كان ثقة في حديثه، متقناً لما يرويه، فقيهاً، بصيراً بالحديث والرواية، وهو أُستاذنا وشيخنا ومن استفدنا منه. وله كتب كثيرة، أعرف منها: كتاب المصابيح في ذكر من روى عن الائمّة عليهمالسلام لكلّ إمام راجع: رجال النجاشيّ : ج ۱ ص ۲۲۶ الرقم ۲۰۷.