367
موسوعة الإمام المهدي علیه السلام في الکتاب و السّنّة و التّاریخ - المجلد الثانی

فيه كلّ يوم۱، فقد أخبره الإمام المهديّ عليه‏السلام بموعد وفاته۲، وأخبر هو أيضاً بعض خواصّه بذلك، ثمّ توفّي في آخر جمادى الاُولى سنة (۳۰۴ أو ۳۰۵ ه)۳، ودُفن في باب الكوفة في بغداد إلى جوار قبر والدته۴، ومرقده مشهور فيها باسم الخلاّني.

۶۱۵.الغيبة للطوسيّ: أخبَرَنا جَماعَةٌ، عَن مُحَمَّدِ بنِ عَلِيِّ بنِ الحُسَينِ بنِ موسَى بنِ بابَوَيهِ، عَن أحمَدَ بنِ هارونَ الفامِيِّ، قالَ: حَدَّثَنا مُحَمَّدُ بنُ عَبدِ اللّه‏ِ بنِ جَعفَرٍ الحِميَرِيُّ، عَن أبيهِ عَبدِ اللّه‏ِ بنِ جَعفَرٍ الحِميَرِيِّ۵، قالَ: خَرَجَ التَّوقيعُ إلَى الشَّيخِ أبي جَعفَرٍ مُحَمَّدِ بنِ عُثمانَ بنِ سَعيدٍ العَمرِيِّ ـ قَدَّسَ اللّه‏ُ روحَهُ ـ فِي التَّعزِيَةِ بِأَبيهِ رَضِيَ اللّه‏ُ تَعالى عَنهُ.
وفي فَصلٍ مِنَ الكِتابِ:
«إنّا للّه‏ِِ وإنّا إلَيهِ راجِعونَ، تَسليما لِأَمرِهِ ورِضا بِقَضائِهِ، عاشَ أبوكَ سَعيدا وماتَ حَميدا، فَرَحِمَهُ اللّه‏ُ وأَلحَقَهُ بِأَولِيائِهِ ومَواليهِ عليهم‏السلام، فَلَم يَزَل مُجتَهِدا في أمرِهِم، ساعِيا فيما يُقَرِّبُهُ إلَى اللّه‏ِ عز و جل وإلَيهِم، نَضَّرَ اللّه‏ُ وَجهَهُ، وأَقالَهُ عَثرَتَهُ».
وفي فَصلٍ آخَرَ:
«أجزَلَ اللّه‏ُ لَكَ الثَّوابَ وأَحسَنَ لَكَ العَزاءَ، رُزِئتَ۶ ورُزِئنا، وأَوحَشَكَ فِراقُهُ وأَوحَشَنا، فَسَرَّهُ اللّه‏ُ في مُنقَلَبِهِ، وكانَ مِن كَمالِ سَعادَتِهِ أن رَزَقَهُ اللّه‏ُ تَعالى وَلَدا

1.. راجع: ص ۳۷۳ ح ۶۲۶ الغيبة للطوسيّ.

2.. راجع: ص ۳۷۳ ح ۶۲۶.

3.. راجع: ص ۳۷۴ ح ۶۲۷ الغيبة للطوسيّ وخلاصة الأقوال: ص۲۵۰ الرقم ۵۸ و الكامل في التاريخ: ج۵ ص۶۰.

4.. راجع: ص ۳۷۳ ح ۶۲۷ .

5.. أبو العبّاس عبد اللّه‏ بن جعفر بن الحسين بن مالك بن جامع الحميريّ القميّ، شيخ القمّيّين ووجههم، ثقة من أصحاب الهادي والعسكريّ عليهماالسلام، قدم الكوفة سنة نيّف وتسعين ومئتين، وسمع أهلها منه فأكثروا. وله كتب ورسائل وتوقيعات من صاحب الزمان عليه‏السلام (راجع: رجال النجاشيّ : ج ۲ ص ۱۸ الرقم ۵۷۱ والفهرست للطوسيّ : ص ۱۶۷ الرقم ۴۳۹ ورجال الطوسيّ : ص ۳۸۹ الرقم ۵۷۲۷ وص ۴۰۰ الرقم ۵۸۵۷ ورجال البرقيّ : ص ۶۰).

6.. الرُّزْءُ : المُصِيبةُ بِفَقْدِ الأعزّة النهاية : ج ۲ ص ۲۱۸ «رزأ» .


موسوعة الإمام المهدي علیه السلام في الکتاب و السّنّة و التّاریخ - المجلد الثانی
366

إنّ الزمن المديد لنيابة محمّد بن عثمان مع شرف شخصيّته، أفضت إلى تعزيز تشكيلات الوكالة وترسيخها إبّان هذا الوقت الطويل، فإضافة إلى وكالته للإمام العسكريّ عليه‏السلام ومرافقته لوالده عثمان فقد زاول نشاطات النائب الخاصّ للإمام أربعين عاماً تقريباً، كان فيها يجيب عن أسئلة الناس ويسعى في تلبية حوائجهم، ويساعده في ذلك عشرة معاونين في بغداد فقط؛ أحدهم الحسين بن روح الذي خلّفه على منصبه فيما بعد.

كتاباته

لمحمّد بن عثمان كتابات في الفقه والحديث إضافة إلى منصبه الإجرائيّ في النيابة والوكالة، حيث دوّن بخطّه أسئلته للإمام العسكريّ عليه‏السلام وأجوبته عنها، ووضعها تحت تصرّف عبد اللّه‏ بن جعفر الحميريّ.۱

كما ألّف عدّة كتب في موضوعات فقهيّة جمعت أحاديث الإمامين العسكريّ وابنه المهديّ عليهماالسلام مع توضيحها، ونقل عن والده أحاديث الإمام الهادي عليه‏السلام.

وقد وصلت هذه الكتابات إلى من أعقبه من الوكلاء فيما بعد۲، وذكرت الكتب الحديثيّة مناقشاته الدينيّة مع بعض الأشخاص.۳

وفاته

أحال محمّد بن عثمان في آخر أيّامه بعض الأعمال ـ وبخاصّة تسليم الأموال ـ على الحسين بن روح۴ ؛ ليهيّئ أرضيّة نيابته. ثمّ إنّه حفر قبراً له وراح يتلو القرآن

1.. رجال النجاشيّ : ص۲۱۹، الفهرست للطوسيّ : ص۱۶۷ .

2.. الغيبة للطوسيّ : ۳۶۳ الرقم۶۳۲۸ وراجع الذريعة: ج۲ ص۱۰۶.

3.. كمال الدين: ص۵۰۷ و ۵۱۹ .

4.. راجع : ص ۳۷۹ ح ۶۳۰ كمال الدين و الغيبة للطوسيّ : ص۳۶۷ ح ۳۳۵.

  • نام منبع :
    موسوعة الإمام المهدي علیه السلام في الکتاب و السّنّة و التّاریخ - المجلد الثانی
    سایر پدیدآورندگان :
    سيد محمّد كاظم الطّباطبائي، عدّة من الفضلاء
    تعداد جلد :
    7
    ناشر :
    انتشارات دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    01/01/1398
    نوبت چاپ :
    اول
تعداد بازدید : 14515
صفحه از 518
پرینت  ارسال به