إنّ الزمن المديد لنيابة محمّد بن عثمان مع شرف شخصيّته، أفضت إلى تعزيز تشكيلات الوكالة وترسيخها إبّان هذا الوقت الطويل، فإضافة إلى وكالته للإمام العسكريّ عليهالسلام ومرافقته لوالده عثمان فقد زاول نشاطات النائب الخاصّ للإمام أربعين عاماً تقريباً، كان فيها يجيب عن أسئلة الناس ويسعى في تلبية حوائجهم، ويساعده في ذلك عشرة معاونين في بغداد فقط؛ أحدهم الحسين بن روح الذي خلّفه على منصبه فيما بعد.
كتاباته
لمحمّد بن عثمان كتابات في الفقه والحديث إضافة إلى منصبه الإجرائيّ في النيابة والوكالة، حيث دوّن بخطّه أسئلته للإمام العسكريّ عليهالسلام وأجوبته عنها، ووضعها تحت تصرّف عبد اللّه بن جعفر الحميريّ.۱
كما ألّف عدّة كتب في موضوعات فقهيّة جمعت أحاديث الإمامين العسكريّ وابنه المهديّ عليهماالسلام مع توضيحها، ونقل عن والده أحاديث الإمام الهادي عليهالسلام.
وقد وصلت هذه الكتابات إلى من أعقبه من الوكلاء فيما بعد۲، وذكرت الكتب الحديثيّة مناقشاته الدينيّة مع بعض الأشخاص.۳
وفاته
أحال محمّد بن عثمان في آخر أيّامه بعض الأعمال ـ وبخاصّة تسليم الأموال ـ على الحسين بن روح۴ ؛ ليهيّئ أرضيّة نيابته. ثمّ إنّه حفر قبراً له وراح يتلو القرآن
1.. رجال النجاشيّ : ص۲۱۹، الفهرست للطوسيّ : ص۱۶۷ .
2.. الغيبة للطوسيّ : ۳۶۳ الرقم۶۳۲۸ وراجع الذريعة: ج۲ ص۱۰۶.
3.. كمال الدين: ص۵۰۷ و ۵۱۹ .
4.. راجع : ص ۳۷۹ ح ۶۳۰ كمال الدين و الغيبة للطوسيّ : ص۳۶۷ ح ۳۳۵.