365
موسوعة الإمام المهدي علیه السلام في الکتاب و السّنّة و التّاریخ - المجلد الثانی

ووصفه الإمام المهديّ عليه‏السلام أيضاً بمفرداتٍ من قبيل «ثقتي»۱ وغيرها. وهو من الأشخاص الذين حازوا ثقة الإمام العسكريّ عليه‏السلام وعرّفهم بولده الإمام المهديّ عليه‏السلام.۲

مبدأ تاريخ وكالته يبدأ منذ عهد الإمام العسكريّ عليه‏السلام. وسموّ قدره وشخصيّته لدى العلماء والشيعة وفّرا أرضيّة خصبة لقبول نيابته، بل كان منذ زمن والده ذا شخصيّة رفيعة معروفة في نظام الوكالة، فبعد موت أبيه عثمان بن سعيد صدر له توقيع شريف من الإمام يعزّيه بوفاة والده ويعيّنه بهذا المنصب، فكتب الإمام المهديّ عليه‏السلام فيه يثني على عثمان بن سعيد:

كانَ مِن كَمالِ سَعادَتِهِ أن رَزَقَهُ اللّه‏ُ تَعالى وَلَدا مِثلَكَ يَخلُفُهُ مِن بَعدِهِ، ويَقومُ مَقامَهُ بِأَمرِهِ، ويَتَرَحَّمُ عَلَيهِ.۳

كما وردت الإشارة إلى نيابته للإمام المهديّ عليه‏السلام في أحاديث الإمام العسكريّ عليه‏السلام أيضاً، حيث قال في الإشادة بذكر الوالد وولده:

وأنّ ابنَهُ محمّداً وكيلُ ابني مَهدِيِّكُم.۴

هذه الخصائص أدّت إلى عدم ظهور مخالفة مؤّرة يُعتدّ بها حيال نيابته، فكتب الشيخ الطوسيّ في رأي عموم الشيعة به مايلي:

وَالشّيعَةُ مُجتَمِعَةٌ عَلى عَدالَتِهِ وثِقَتِهِ وأَمانَتِهِ، لِما تَقَدّمَ لَهُ مِنَ النَّصّ عَلَيهِ بِالأَمانَةِ وَالعَدالَةِ، وَالأَمرِ بِالرُّجوعِ إلَيهِ في حَياةِ الحَسَنِ عليه‏السلام وبَعدَ مَوتِهِ في حَياةِ أبيهِ عُثمانَ بنِ سَعيدٍ، لا يُختَلَفُ في عَدالَتِهِ، ولا يُرتابُ بِأَمانَتِهِ، وَالتَّوقيعاتُ تَخرُجُ عَلى يَدِهِ إلَى الشّيعَةِ فِي المُهِمّاتِ طولَ حَياتِهِ بِالخَطّ الَّذي كانَت تَخرُجُ في حَياةِ أبيهِ عُثمانَ، لا يَعرِفُ الشّيعَةُ في هذَا الأَمرِ غَيرَهُ، ولا يَرجِعُ إلى أحَدٍ سِواهُ.۵

جدير بالذكر، أنّ بعض من اختلف في أمره ـ نظير: أحمد بن هلال ومحمّد بن نصير ومحمّد بن عليّ بن بلال ـ لم يأخذ المجتمع الشيعي برأيهم.

1.. راجع: ص ۳۷۲ ح ۶۲۳ كمال الدين.

2.. راجع: ج ۳ ص ۲۶۷ عثمان بن سعيد .

3.. راجع: ص ۳۶۷ ح ۶۱۵ .

4.. راجع : ص ۳۵۹ ح ۶۰۶ .

5.. راجع: ص ۳۶۹ ح ۶۱۸.


موسوعة الإمام المهدي علیه السلام في الکتاب و السّنّة و التّاریخ - المجلد الثانی
364

رَحِمَهُ اللّه‏ُ.
قال محمّد بن الحسن مصنّف هذا الكتاب: رأيت قبره في الموضع الذي ذكره، وكان بُني في وجهه حائط وبه محراب المسجد، وإلى جنبه باب يدخل إلى موضع القبر في بيت ضيّق مظلم، فكنّا ندخل إليه ونزوره مشاهرة، وكذلك من وقت دخولي إلى بغداد، وهي سنة ثمان وأربعمئة إلى سنة نيّف وثلاثين وأربعمئة. ثمّ نقض ذلك الحائط الرئيس أبو منصور محمّد بن الفرج، وأبرز القبر إلى برّا۱ وعمل عليه صندوقا، وهو تحت سقف يدخل إليه من أراده ويزوره، ويتبرّك جيران المحلّة بزيارته، ويقولون: هو رجل صالح، ورُبّما قالوا: هو ابن داية الحسين عليه‏السلام، ولا يعرفون حقيقة الحال فيه، وهو إلى يومنا هذا ـ وذلِك سنة سبع وأربعين وأربعمئة ـ على ما هو عليه.۲

راجع: ص ۳۶۸ ح۶۱۸ (الغيبة للطوسيّ).

۳ / ۲

النّائِبُ الثّاني: مُحَمَّدُ بنُ عُثمانَ

محمّد بن عثمان بن سعيد، ابن النائب الأوّل ووكيل الإمامين: العسكري والمهديّ عليهماالسلام، تولّى الوكالة عنهما لزمن طويل يناهز الخمسين عاماً. وله منزلة خاصّة ورفيعة لدى الأئمّة عليهم‏السلام كما كانت لوالده من قبل، حيث قال الإمام العسكريّ عليه‏السلام في شأنهما لأحمد بن إسحاق:

العَمرِيُّ وَابنُهُ ثِقَتانِ، فَما أدَّيا إلَيكَ عَنّي فَعَنّي يُؤدِّيانِ، وما قالا لَكَ فَعَنّي يَقولانِ، فَاسمَع لَهُما وأطِعهُما فَإنَّهُمَا الثِّقَتانِ المَأمونانِ.۳

1.. إلى بَرّا : أي إلى خارج هامش المصدر .

2.. الغيبة للطوسيّ : ص ۳۵۸ ح ۳۲۰ ، بحار الأنوار : ج ۵۱ ص ۳۴۷ .

3.. راجع: ص ۳۵۶ وثاقة عثمان بن سعيد .

  • نام منبع :
    موسوعة الإمام المهدي علیه السلام في الکتاب و السّنّة و التّاریخ - المجلد الثانی
    سایر پدیدآورندگان :
    سيد محمّد كاظم الطّباطبائي، عدّة من الفضلاء
    تعداد جلد :
    7
    ناشر :
    انتشارات دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    01/01/1398
    نوبت چاپ :
    اول
تعداد بازدید : 14096
صفحه از 518
پرینت  ارسال به