كلام في النموّ غير الطبيعيّ للإمام المهديّ علیه السلام

مرّ الحديث في بعض الأخبار^۱ عن النموّ السريع وغير الطبيعيّ للإمام المهديّ عليه‏السلام في صغره، وذكرت بعض الأخبار أنّ النموّ اليومي لكلّ إمام يعادل النموّ الأُسبوعيّ لسائر الأطفال، ونموّه الأُسبوعيّ يعادل النموّ الشهريّ للآخرين، ونموّه الشهريّ يعادل النموّ السنوي للأطفال الآخرين.

كما نُقلت أحاديث مماثلة للنموّ السريع لإبراهيم عليه‏السلام ^۲ وخاتم الأنبياء صلى‏الله‏عليه‏و‏آله ^۳ وفاطمة الزهراء عليهاالسلام.^۴ ووردت أحاديث في مصادر أهل السنّة عن النموّ غير الطبيعي لأشخاص عاديّين كالدجّال^۵ وعاقر ناقة صالح.^۶

وعلى الرغم من عدم وجود مانعٍ عقليّ في النموّ السريع وغير الطبيعيّ لبعض الأطفال ثبوتا إلاّ أنّ إثباته يحتاج إلى دليل قاطع.

فَاحفَظهُ حَتّى يَأذَنَ اللّه‏ُ فيهِ، فَإِنَّ اللّه‏َ بالِغُ أمرِهِ. قالَت حَكيمَةُ: قُلتُ لِأَبي مُحَمَّدٍ: ما هذَا الطّائِرُ، وما هذِهِ الطُّيورُ ؟ قالَ: هذا جَبرَئيلُ، وهذِهِ مَلائِكَةُ الرَّحمَةِ.
ثُمَّ قالَ: يا عَمَّةُ، رُدّيهِ إلى اُمِّهِ «كَي تَقَرَّ عَينُها ولا تَحزَنَ، ولِتَعلَمَ أنَّ وَعدَ اللّه‏ِ حَقٌّ، ولكِنَّ أكثَرَ النّاسِ لا يَعلَمونَ»^۱. فَرَدَدتُهُ إلى اُمِّهِ.
قالَت: وكانَت مُطيعا^۲، مَفروغا مِنهُ، وعَلى ذِراعِهِ الأَيمَنِ مَكتوبٌ: «جَاءَ الْحَقُّ وَزَهَقَ الْبَطِلُ إِنَّ الْبَطِلَ كَانَ زَهُوقًا».
قالَت حَكيمَةُ: دَخَلتُ عَلى أبي مُحَمَّدٍ بَعدَ أربَعينَ يَوما مِن وِلادَةِ صاحِبِ الأَمرِ عليه‏السلام، فَإِذا مَولانَا الصّاحِبُ عليه‏السلام يَمشي فِي الدّارِ، فَلَم أرَ لُغَةً أفصَحَ مِن لُغَتِهِ، فَتَبَسَّمَ أبو مُحَمَّدٍ عليه‏السلام [وقالَ^۳]: إنّا ـ مَعاشِرَ الأَئِمَّةِ ـ نَنشَأُ في يَومٍ كَما يَنشَأُ غَيرُنا فِي السَّنَةِ.
قالَت: ثُمَّ كُنتُ أسأَلُ أبا مُحَمَّدٍ عَنهُ بَعدَ ذلِكَ، فَقالَ: اِستَودَعناهُ الَّذِي استَودَعَت اُمٌّ وَلَدَها^۴.^۵