357
موسوعة الإمام المهدي علیه السلام في الکتاب و السّنّة و التّاریخ - المجلد الثانی

قال أبو نصر هبة الدين:

ويُخرِجُ إلَيهِمُ التَّوقيعاتِ بِالخَطِّ الَّذي كانَ يَخرُجُ في حَياةِ الحَسَنِ عليه‏السلام إلَيهِم، بِالمُهِمّاتِ في أمرِ الدّينِ وَالدُّنيا، وفيما يَسأَلونَهُ مِنَ المَسائِلِ بِالأَجوِبَةِ العَجيبَةِ.۱

۵. عدم مخالفة الإمام لادّعاء نيابته

إذا افترضنا عدم صحّة ادّعاء نيابة شخص مثل عثمان بن سعيد الّذي يتميّز بتاريخ ناصع، وجميع الشواهد والقرائن تؤيّد صحّته، فإنّ على الإمام عليه‏السلام أن يوضّح بأيّ طريقٍ ممكنٍ عدم صحّة هذا الادّعاء لأتباعه، وإلاّ فإنّ ذلك سيكون من باب الإغراء بالجهل، ومن جانب آخر، كان أنّ الإمام عليه‏السلام متشدّدا حيال الأشخاص الّذين ادّعوا النيابة كذبا، ويبطل ادّعاءهم بتوقيعه الرسمي.۲

وفاته

لم يدم عهد نيابة عثمان بن سعيد للإمام المهديّ عليه‏السلام كثيرا، ورغم أنّ التاريخ الدقيق لوفاته غير مذكور، ولكن من الواضح إجمالاً أنّه التحق بالرفيق الأعلى بعد بضع سنوات من شهادة الإمام العسكريّ عليه‏السلام. ومن أهمّ القرائن موت أحمد بن هلال، فهو من الأشخاص الّذين هبّوا لمعارضة النائب الثاني بعد وفاة عثمان بن سعيد ولم يقبلوا نيابته، ومن ثمّ اعتبره الإمام في توقيعه مطرودا، وقد توفّي هذا الرجل سنة ۲۶۷ ه۳. وبناءً على ذلك تتّضح أنّ وفاة النائب الأوّل كانت قبل زمن منه، أي في سنة ۲۶۵ أو ۲۶۶ ه.۴

1.. راجع : ص ۳۷۴ ح ۶۲۷ .

2.. راجع : ص ۴۷۴ دعاة الوكالة الدّجالون .

3.. الفهرست للطوسيّ : ص ۸۳ الرقم ۱۰۷ .

4.. قدّم بعض قرائن اُخرى على ذلك ، منها طول مدّة نيابة النائب الثاني ـ أي محمّد بن عثمان ـ الّتي استمرّت ما يقرب من خمسين عاما راجع : ص ۳۷۴ ح ۶۲۷ ، وكانت وفاة محمّد بن عثمان سنة ۳۰۴ ه ، أي بعد ۴۵ عاما من بداية الغيبة ( راجع : ح ۶۲۷ ) ، حيث اعتبرت خمسين عاما مع شيء من التسامح ، وعليه فإنّ مدّة نيابة النائب الأوّل يجب أن تكون قصيرة للغاية .
ويمكن القول : إنّ المراد من النيابة لمدّة خمسين عاما ، من زمان الإمام العسكريّ عليه‏السلام حتّى زمان الغيبة الصغرى ؛ لأنّ محمّد بن عثمان هو من وكلاء الإمام العسكريّ عليه‏السلام أيضا ، ومن ثمّ فإنّ هذا النصّ يخلو من الدلالة على النيابة الخاصّة لمحمّد بن عثمان .
و نقول في الجواب : جاء في رواية أبي نصر في وصف زمان وكالة محمّد بن عثمان : إنّه كان يتولّى هذا الأمر نحوا من خمسين سنة يحمل الناس إليه أموالهم ويخرج إليهم التوقيعات بالخطّ الّذي كان يخرج في حياة الحسن عليه‏السلامإليهم (راجع: ص ۳۷۴ ح ۶۲۷) .


موسوعة الإمام المهدي علیه السلام في الکتاب و السّنّة و التّاریخ - المجلد الثانی
356

كما روى الشيخ الطوسي أنّ الإمام العسكريّ عليه‏السلام كان في مجلس يحضره أربعون من الشيعة، فقال مخاطبا إياهم:

ألا وإنَّكُم لا تَرَونَهُ مِن بَعدِ يَومِكُم هذا حَتّى يَتِمَّ لَهُ عُمُرٌ، فَاقبَلوا مِن عُثمانَ ما يَقولُهُ، وَانتَهوا إلى أمرِهِ، وَاقبَلوا قَولَهُ، فَهُوَ خَليفَةُ إمامِكُم وَالأَمرُ إلَيهِ.۱

۳. وثاقة عثمان بن سعيد

يُعتبر عثمان بن سعيد من الأشخاص المعدودين الّذين وثّقهم الأئمّة عليهم‏السلام بنصّ صريح، ووصلنا توثيقه بسند صحيح. وقد نقلنا فيما سبق قول الإمامين الهادي والعسكري عليهماالسلام المبتني على توثيقه.۲

كما قال الإمام العسكريّ عليه‏السلام بشأنه وبشأن ابنه مخاطبا أحمد بن إسحاق وهو من علماء قمّ الكبار:

العَمرِيُّ وَابنُهُ ثِقَتانِ، فَما أدَّيا إلَيكَ عَنّي فَعَنّي يُؤَدِّيانِ، وما قالا لَكَ فَعَنّي يَقولانِ، فَاسمَع لَهُما وأَطِعهُما فَإِنَّهُمَا الثِّقَتانِ المَأمونانِ.۳

ومن الطبيعي أنّ ادّعاء نيابة شخص بهذه الخصوصيّات والتوثيقات من جانب الإمام عليه‏السلام، مقبولة لدى الشيعة.

۴. صدور التوقيعات بخطّ الناحية المقدّسة

كانت التوقيعات في عهد الإمام العسكريّ عليه‏السلام بخطّ وعلامات ولهجة معروفة عند الناس.

وصدرت التوقيعات في بداية الغيبة أيضا بالشاكلة الّتي كانت عليها سابقا وفي متناول عثمان بن سعيد وابنه، لتُعرض على العلماء والناس.

1.. راجع : ص ۳۶۱ ح ۶۰۹ .

2.. راجع : ص ۳۵۴ (منزلة العمريّ لدى الأئمّة عليهم‏السلام) .

3.. الكافي : ج ۱ ص ۳۳۰ ، الغيبة للطوسيّ : ص ۲۴۳ ح ۲۰۹ ، سندها صحيح وراجع معجم رجال الحديث : ج ۱۲ ص ۱۲۳) وراجع تمام الحديث في هذه الموسوعة : ج ۳ ص ۲۶۷ ح ۷۹۳ .

  • نام منبع :
    موسوعة الإمام المهدي علیه السلام في الکتاب و السّنّة و التّاریخ - المجلد الثانی
    سایر پدیدآورندگان :
    سيد محمّد كاظم الطّباطبائي، عدّة من الفضلاء
    تعداد جلد :
    7
    ناشر :
    انتشارات دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    01/01/1398
    نوبت چاپ :
    اول
تعداد بازدید : 14136
صفحه از 518
پرینت  ارسال به