355
موسوعة الإمام المهدي علیه السلام في الکتاب و السّنّة و التّاریخ - المجلد الثانی

العسكريّ عليه‏السلام، حيث قدم ابنه المهديّ عليه‏السلام لهم باعتباره الإمام والخليفة من بعده.۱

أدلّة نيابة «العمري» عن الإمام المهديّ عليه‏السلام

لإثبات نيابة عثمان بن سعيد العمري الخاصّة لصاحب الزمان عليه‏السلام أهمّية بالغة، ففضلاً عن أهمّية مبدأ النيابة الخاصّة، فإنّ سند تلك النيابة لسائر نوّابه الخاصّين ينتهي إليه أيضا.

ومن أجل إثبات النيابة الخاصّة لعثمان بن سعيد يمكن الاستناد إلى خمسة أدلّة:

۱. إجماع الشيعة الاثني عشرية

إنّ اتّفاق وإجماع كلّ الشيعة على قبول نيابة عثمان بن سعيد الخاصة هو أهمّ دليل على صحّة نيابته، و سبقت الإشارة إلى أنّ عثمان بن سعيد كان صحابيّا مقرّبا لثلاثة من أئمّة أهل البيت عليهم‏السلام وموضع ثقتهم إلى حدٍّ كبير، وله مكانة رفيعة بين أتباعهم، بحيث إنّ أيّا منهم لم يشكّ في صحّة ادّعائه.

وبعبارةٍ أُخرى: إنّ إجماع الشيعة الاثني عشرية ـ وخاصّة علماؤهم و فقهاؤهم خلفا عن سلف ـ على قبول نيابة العمري الخاصّة وسائر النوّاب الخاصّين هو من الأدلّة الواضحة على صحّة ادّعاء نيابتهم.

۲. الروايات الدالّة على نيابته

روى الشيخ عبيداللّه‏ بن عبداللّه‏ السُدّ آبادي في المقنع في الإمامة أنّه قال:

لَمّا أدرَكَتهُ (يعني الإمامَ العسكريّ) الوَفاةُ أمَرَهُ عليه‏السلام فَجَمَعَ شيعَتَهُ، وأَخبَرَهُم أنَّ وَلَدَهُ الخَلَفَ صاحِبُ الأَمرِ بَعدَهُ عليه‏السلام، وأَنَّ أبا مُحَمَّدٍ عُثمانَ بنَ سَعيدٍ العَمرِيَّ وَكيلُهُ، وهُوَ بابُهُ وَالسَّفيرُ بَينَهُ وبَينَ شيعَتِهِ، فَمَن كانَت لَهُ حاجَةٌ قَصَدَهُ كَما كانَ يَقصِدُهُ في حالِ حَياتِهِ.۲

1.. الغيبة للطوسيّ : ص ۳۵۷ ح ۳۱۹ .

2.. راجع : ص ۳۶۲ ح ۶۱۱ .


موسوعة الإمام المهدي علیه السلام في الکتاب و السّنّة و التّاریخ - المجلد الثانی
354

وتدلّ ألقابه الثلاثة الأخيرة على أنّه اختار مهنة بيع الزيت في جيش النظام الحاكم ؛ تمويها على ارتباطه بالأئمّة عليهم‏السلام.

وتفيد الوثائق المقدّمة أنّه أدرك ثلاثة من أئمّة أهل البيت عليهم‏السلام، هم: الإمام الهادي، والإمام العسكريّ، والإمام المهديّ عليهم‏السلام، واعتبره بعض المؤلّفين من أصحاب الإمام الجواد عليه‏السلام أيضا۱، لكنّه غير صحيح على ما يبدو.

منزلة «العمريّ» لدى الأئمّة عليهم‏السلام

يدلّ التأمّل في النصوص الّتي وصلتنا عن الائمّة: الهادي و العسكريّ و المهديّ عليهم‏السلام بشأن عثمان بن سعيد على أنّ له مكانة رفيعة عندهم. قال الإمام الهادي عليه‏السلام في حقّه:

... هذا أبو عَمرٍو الثِّقَةُ الأَمينُ، ما قالَهُ لَكُم فَعَنّي يَقولُهُ، وما أدّاهُ إلَيكُم فَعَنّي يُؤَدّيهِ.۲

كما صرّح الإمام العسكريّ عليه‏السلام قائلاً:

... هذا أبو عَمرٍو الثِّقَةُ الأَمينُ، ثِقَةُ الماضي وثِقَتي فِي المَحيا وَالمَماتِ، فَما قالَهُ لَكُم فَعَنّي يَقولُهُ، وما أدّى إلَيكُم فَعَنّي يُؤَدّيهِ.۳

يعدّ عثمان بن سعيد من جملة الأربعين شخصا الذين يثق بهم الإمام

1.. قال ابن شهرآشوب في المناقب : ج ۴ ص ۳۸۰ : «وكان بابُه [الجوادِ] عليه‏السلام عثمان بن سعيد السمّان» . وعلى ضوء التاريخ التقريبي لوفاة عثمان بن سعيد في أوائل الغيبة الصغرى حدود عام ۲۷۵ ه وبالأخذ بنظر الاعتبار العمر الطبيعيّ ، يمكننا عدّ ولادته في حدود عام ( ۲۰۰ ه) ، وعليه فإنّه سيكون في عهد الإمام الجواد عليه‏السلام(۲۰۳ ـ ۲۲۰ ه) في سنّ الشباب ، وبصورة طبيعيّة لا يمكنه أن يكون وكيلاً وسفيرا للإمام عليه‏السلام ، على الرغم من إمكان مصاحبته ومرافقته له عليه‏السلام . ولهذا لا يمكن قبول هذا القول (راجع: معجم رجال الحديث: ج ۱۲ ص ۱۲۴ الرقم ۷۶۰۴) .

2.. راجع: ص ۳۶۰ ح ۶۰۷ و الكافي : ج ۱ ص ۳۳۰ ح ۱ و الغيبة للطوسيّ : ص ۲۴۳ ح ۲۰۹ ، وسند هذه الرواية صحيح راجع : معجم رجال الحديث : ج ۱۲ ص ۱۲۳ .

3.. المصدر السابق .

  • نام منبع :
    موسوعة الإمام المهدي علیه السلام في الکتاب و السّنّة و التّاریخ - المجلد الثانی
    سایر پدیدآورندگان :
    سيد محمّد كاظم الطّباطبائي، عدّة من الفضلاء
    تعداد جلد :
    7
    ناشر :
    انتشارات دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    01/01/1398
    نوبت چاپ :
    اول
تعداد بازدید : 14216
صفحه از 518
پرینت  ارسال به