والزمان عليهالسلام، وسنعرضها كما يلي:
۱ ـ كانت الأجواء السياسيّة المجتمعيّة في تلك الفترة مشحونة بالإرباك والحسّيّات الأمنيّة، ولا تتوفرّ فيها مقوّمات الحياة المطمئنّة للإمام عليهالسلام ولاتّصال المجتمع الشيعيّ به. وتحليل حياة الإمامين الهادي والعسكريّ عليهماالسلام ـ وبخاصّة المرحلة القصيرة لإمامة الإمام العسكريّ عليهالسلام ـ يعكس هذا الوضع المضطرب.
وواضح أنّ الهدف من حضور الإمام وإمكانيّة اللقاء به تعني الاستفادة من الهداية الإلهيّة في المجتمع الشيعيّ والإسلاميّ، ولكن تلك الأجواء المشار إليها وقفت سدّاً دون ذلك.
۲ ـ أوصلت جهود علماء الشيعة وأصحاب الأئمّة القدماء المجتمع الشيعيّ في هذه الحقبة إلى مرحلة من النضوج والتطوّر بحيث لم يكن يهدّد العلومَ الإسلاميّة والشيعيّة أيُّ خطر، فالنظام العلميّ والاجتهاديّ لبّى إلى حدّ كبير الحاجات الضروريّة للناس، وتُحلّ الحالات الخاصّة بالرجوع إلى النوّاب الخاصّين. كما أنّ إمعان النظر في تحليل التوقيعات الصادرة يوصلنا إلى أنّ الأسئلة ليست من القضايا الأساسيّة والمستعصية.۱
۳ ـ أوصل تمرين وتدريب المجتمع الشيعيّ على الاتّصال غير المباشر للشيعة بالإمام عليهالسلام والرجوع إلى العلماء أو الوكلاء في كلّ منطقة أو إلى النائب الخاصّ في مركز الخلافة، أوصلهم إلى مرحلة الرشد الفكري والاجتماعي؛ ليتمكّنوا من فهم دوافع غيبة الإمام المنتظر عليهالسلام ويسلّموا بها على أنّها أفضل تدبير، ولهذا السبب ولتضافر جهود علماء الشيعة ومثقّفيهم، دخل المجتمع الشيعي هذه المرحلة وخرج منها مرفوع الرأس.