مذهب الظاهريّة. ومحمّد بن جرير الطبريّ (ت۳۱۰ه) الذي عاش في نهاية هذا العصر، وأسّس مذهباً باسم الجريريّة، ولكنّه لم يحز مكانة شعبيّة مناسبة بين المذاهب القديمة.
۴. ۳ ـ تصانيف العلوم الأُخرى
تكاثرت الكتابات في المجالات المعرفيّة الأُخرى خلال هذه الحقبة، وهي تستحقّ الذكر لأنّها تعكس تطوّراً ثقافيّاً مشهوداً. فمن تلك الكتب: الطبقات الكبرى لابن سعد (ت۲۳۰ه)، والمصنّف لابن أبي شيبة (ت۲۳۵ه)، وفضائل الصحابة لأحمد بن حنبل (ت۲۴۱ه)، وإصلاح المنطق لابن السكّيت (ت۲۴۴ه)، والبيان والتبيّين للجاحظ (ت۲۵۵ه)، وتاريخ المدينة لابن شبّة (ت۲۶۲ه)، وعيون الأخبار لابن قتيبة (ت۲۷۶ه)، وأنساب الأشراف للبلاذريّ (ت۲۷۹ه)، وكتب ابن أبي الدنيا (ت۲۸۱ه)، وتاريخ اليعقوبي (ت۲۸۵ه)، وتاريخ الطبريّ (ت۳۱۰ه)، وتفسير الطبريّ (ت۳۱۰ه).
۴. ۴ ـ انتشار المذهب المعتزليّ
تصدّر المعتزلة حلبة الحوارات العلميّة الدينيّة في بداية القرن الثالث الهجريّ تحت حماية المأمون والمعتصم والواثق، وراحوا ينشرون أفكارهم العقلانيّة، ويوضّحون أُصول الدين وفقاً لهذا الأساس.
ومن شخصيّاتهم المعروفة: أبو هذيل العلاّف (ت۲۳۵ه) الذي أسّس فرقة الهذليّة بنظريّاته المشهورة في علم الكلام، وأبو الحسين الخيّاط، وابن الراونديّ (ت۲۴۵ه)، وأبو عثمان عمرو بن بحر الجاحظ (ت۲۵۵ه)، وأبو القاسم البلخيّ (ت۳۱۹ه). أمّا أشهر المعتزلة فهو أبو عليّ الجبائيّ (ت۳۰۳ه) الذي ذاع صيته إثر مناظرة أجراها مع بعض العلماء ومنهم الشيعة.
بقيت نشاطات المعتزلة تجتذب الأبصار إلى بداية القرن الرابع، مع أنّ الاتّجاه الدينيّ للحكم العبّاسيّ منذ زمن المتوكّل كان مخالفا لهم، ولم يحدّ من أنشطتهم حتّى فتنة خلق