لجواسيس العبّاسيّين في سبيل القبض على وكلاء الإمام عليهالسلام الذي اطّلع على أهدافهم وأصدر رسالة إلى وكلائه يحذّرهم فيها من استلام أيّ مبالغ شرعيّة من الناس۱، كما أخبر في رسالة أُخرى أحد وكلائه بمنع الشيعة من زيارة الإمامين الكاظمين عليهماالسلام ؛ لأنّ رجال أمن الدولة يستهدفون زوّاره للقبض عليهم.۲
وبهذا النحو تحتّم على الوكلاء وكبار رجال الشيعة انتهاج مبدأ التقيّة ليس من أجل الحفاظ على أرواحهم فقط، بل لإخفاء ابن الإمام الحسن العسكريّ عليهماالسلام أيضاً، حيث بدأت جهود الحكومة العبّاسيّة في العثور عليه منذ أن رقد والده العسكريّ عليهالسلام في فراش المرض، وأخذ أطبّاء البلاط وحرسه يختلفون على بيته، وتراقب جواسيسهم كلّ شخص وكلّ شيء.
وبعد شهادة الإمام عليهالسلام فُتّش بيته بدقّة طبقاً لأمر المعتمد العبّاسيّ للتيقّن من عدم بقاء ابن له۳، ثمّ أصدر أمراً ثانياً بتفتيشه للعثور على الابن المنشود بعد أن قدمت مجموعة من شيعة قم إلى سامرّاء وهي لم تعلم بشهادة الإمام العسكريّ عليهالسلام، وباءت جهودهم بالفشل هذه المرّة أيضاً.۴
وعلى إثر هذه الأحداث ورعايةً للتقيّة، غادر النائب الأوّل للإمام الثاني عشر عثمان بن سعيد العَمريّ سامرّاءَ متوجّهاً إلى بغداد، وفيها واصل نوّاب الإمام عليهالسلام نشاطاتهم؛ لبعدها عن مركز الخلافة الذي استقرّ في سامرّاء إلى نهاية حكم المعتمد؛ ولأنّها مدينة كبيرة يقلّ توجّه الأنظار فيها إليهم.
ومن هذا الوقت إلى نهاية حكومة المعتمد تناقصت مشاكل الشيعة؛ بسبب جهود نوّاب الإمام ووكلائه، والأزمات الداخليّة للحكومة العبّاسيّة، ومع هذا أكّد الإمام عليهالسلام في توقيعاته