341
موسوعة الإمام المهدي علیه السلام في الکتاب و السّنّة و التّاریخ - المجلد الثانی

۲. ۴ ـ ثورة القرامطة

برزت حركة القرامطة۱ في النصف الثاني من القرن الثالث الهجريّ وبداية الغيبة الصغرى كاستمرار لدعوة الإسماعيليّة، وتُنسب إلى حمدان بن الأشعث الملقّب بقرمط. بدأت في سواد العراق أيّام المعتمد سنة ۲۶۱ه ووصلت إلى الشام والبحرين، وعلى الرغم من أنّ انطلاقتهم الأُولى كانت من الكوفة، إلاّ أنّهم لم يوفّقوا في العراق، فاتّجهوا إلى الشام وواصلوا نشاطاتهم العسكريّة الواسعة ضدّ الحكومة، وفيه بذل زكروية بن مهرويه الفارسيّ وأبناؤ نشاطات كثيرة لتثبيت سلطته، ولكن لم يوفّق إلى ذلك وقُتلوا عن بكرة أبيهم، وبهذا النحو انتهت نشاطات القرامطة في الشام.

أمّا في البحرين، فأحرز القرامطة فرصة أفضل بتعاونهم مع أنصار أبي سعيد الجنابيّ الذي وطّد أُسس حكومة القرامطة في هذه المنطقة، وأوصلها ابنه إلى ذروتها، فشمل نفوذهم منطقة هجر والأحساء والقطيف التابعة إلى البحرين آنذاك.

ويبدو أنّ انحرافات شديدة ظهرت في فكر القرامطة خلال حكم خليفتهم أبي طاهر سليمان، وانعكست على سلوكهم في الإغارة على المسلمين وقتل الأبرياء منهم، فهجم على الأهواز والبصرة والكوفة، وعلى مكّة أيضاً؛ لتوسيع منطقة نفوذه وسيطرته.

وبعد مقتل أبي طاهر في نزاعات داخليّة، اضمحلّت سلطة القرامطة في البحرين، على الرغم من وجود إمارات محلّية ضعيفة في المنطقة حتّى منتصف القرن الخامس.۲

وينبغي التنبيه هنا على أنّ الشيعة الإماميّة الاثني عشرية صدفوا عن الانضمام إلى الثورات أو الإسهام في الحركات السياسيّة؛ تأسّياً بأئمّتهم واستناداً إلى عوامل أُخرى، ومع

1.. القرامطة فرقة منشقّة من الإسماعيليّة، وانتهجت الحركة المسلّحة وقتل المخالفين لها، وقد خالفوا الآداب الرسميّة للإسلام كالحجّ، وتكتّمهم الشديد أضفى غطاء من الغموض على عقائدهم، إلاّ أنّهم اشتهروا بهجومهم على الكعبة وسرقة الحجر الأسود وقتل الحجيج في بيت اللّه‏ الحرام سنة ۳۱۷ ه . حكمت في البحرين والأحساء والقطيف خلال ۲۸۶ ـ ۳۶۶ ه .

2.. راجع: تاريخ الطبريّ : ج ۱۰ ص ۲۳ ـ ۲۷ و ۱۳۰ ـ ۱۳۶، ودولت عبّاسيان بالفارسيّة: ص ۲۰۷ ـ ۲۱۰.


موسوعة الإمام المهدي علیه السلام في الکتاب و السّنّة و التّاریخ - المجلد الثانی
340

۲. ۲ ـ ثورة الزيديّين

من حركات العلويّين فيما يقرب من عصر الغيبة، ينبغي أن نشير أوّلاً إلى ثورة محمّد بن قاسم الزيديّ، إذ بدأها سنة ۲۱۹ه في طالقان وجذب إليه أعداداً غفيرة من الخراسانيّين، ولكنّه سقط أسيراً بأيدي جنود المعتصم، وقضى نحبه بسجن سامرّاء أيّام المتوكّل.۱

قام الزيديّون بانتفاضات عديدة في أيّام المستعين (ت۲۵۲ه) ضدّ الحكم العبّاسيّ، أبرزها خروج يحيى بن عمر في الكوفة، وكانت ثورته ترتبط بصورة مباشرة بالأوضاع الاقتصاديّة السيّئة وطلب تحسينها، ودعا إلى الرضا من آل محمّد، ولكنّ الفشل واجه حركته، إذ قُتل في معركة مع العبّاسيّين.۲ وأمّا ثورة الحسن بن زيد العلويّ في طبرستان سنة ۲۵۴ه فقد كُتب لها النصر، وأدّى إلى قيام إمارة العلويّين في تلك المنطقة مدّة قربت من ۷۰ عاماً.۳

۲. ۳ ـ ثورة الإسماعليّين

الإسماعيليّون فرقة دينيّة سياسيّة أُخرى ـ إضافة إلى الزيديّين ـ تتابعت حركاتها في الخروج على الحكم العبّاسيّ، فبعد شهادة الإمام الصادق عليه‏السلام فعّلت إجراءاتها كدعوة سرّية وبمعونة دعاة مجهولين انتشروا في مختلف بقاع العالم الإسلاميّ، وبلغت تلك الدعوة في سرّيتها حدّاً عالياً من التعقيد بحيث لم يُكشف تماماً عن أسماء وعناوين قادتها ودعاتها في ذلك الوقت حتّى الآن مع اتّساع نطاق البحوث والدراسات۴، وتمكّن الإسماعيليّون بهذا النحو من قيادة حركتهم، وقاموا بثورة في تونس بشمال أفريقيا، وتأسيس أوّل حكومة رسميّة إسماعيليّة (فاطميّة) سنة ۲۹۶ه.

1.. مقاتل الطالبيّين: ص ۴۷۲.

2.. الكامل في التاريخ: ج ۴ ص ۳۶۱، مقاتل الطالبيّين: ص ۵۰۶.

3.. لمزيد من الإطلاع راجع: علويّان طبرستان بالفارسيّة.

4.. لمزيد من الاطّلاع راجع: فرقه اسماعيليّه و إسماعيليان وتاريخ و عقائد إسماعيليّه كلاهما بالفارسيّة.

  • نام منبع :
    موسوعة الإمام المهدي علیه السلام في الکتاب و السّنّة و التّاریخ - المجلد الثانی
    سایر پدیدآورندگان :
    سيد محمّد كاظم الطّباطبائي، عدّة من الفضلاء
    تعداد جلد :
    7
    ناشر :
    انتشارات دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    01/01/1398
    نوبت چاپ :
    اول
تعداد بازدید : 14113
صفحه از 518
پرینت  ارسال به