۲. ۴ ـ ثورة القرامطة
برزت حركة القرامطة۱ في النصف الثاني من القرن الثالث الهجريّ وبداية الغيبة الصغرى كاستمرار لدعوة الإسماعيليّة، وتُنسب إلى حمدان بن الأشعث الملقّب بقرمط. بدأت في سواد العراق أيّام المعتمد سنة ۲۶۱ه ووصلت إلى الشام والبحرين، وعلى الرغم من أنّ انطلاقتهم الأُولى كانت من الكوفة، إلاّ أنّهم لم يوفّقوا في العراق، فاتّجهوا إلى الشام وواصلوا نشاطاتهم العسكريّة الواسعة ضدّ الحكومة، وفيه بذل زكروية بن مهرويه الفارسيّ وأبناؤ نشاطات كثيرة لتثبيت سلطته، ولكن لم يوفّق إلى ذلك وقُتلوا عن بكرة أبيهم، وبهذا النحو انتهت نشاطات القرامطة في الشام.
أمّا في البحرين، فأحرز القرامطة فرصة أفضل بتعاونهم مع أنصار أبي سعيد الجنابيّ الذي وطّد أُسس حكومة القرامطة في هذه المنطقة، وأوصلها ابنه إلى ذروتها، فشمل نفوذهم منطقة هجر والأحساء والقطيف التابعة إلى البحرين آنذاك.
ويبدو أنّ انحرافات شديدة ظهرت في فكر القرامطة خلال حكم خليفتهم أبي طاهر سليمان، وانعكست على سلوكهم في الإغارة على المسلمين وقتل الأبرياء منهم، فهجم على الأهواز والبصرة والكوفة، وعلى مكّة أيضاً؛ لتوسيع منطقة نفوذه وسيطرته.
وبعد مقتل أبي طاهر في نزاعات داخليّة، اضمحلّت سلطة القرامطة في البحرين، على الرغم من وجود إمارات محلّية ضعيفة في المنطقة حتّى منتصف القرن الخامس.۲
وينبغي التنبيه هنا على أنّ الشيعة الإماميّة الاثني عشرية صدفوا عن الانضمام إلى الثورات أو الإسهام في الحركات السياسيّة؛ تأسّياً بأئمّتهم واستناداً إلى عوامل أُخرى، ومع