وكانَتِ اللَّيلَةُ الَّتي وُلِدَ فيها لَيلَةَ الجُمُعَةِ، لِثَمانِ لَيالٍ خَلَونَ مِن شَعبانَ، سَنَةَ سَبعٍ وخَمسينَ ومِئَتَينِ مِنَ الهِجرَةِ.۱
۳۴۹.مجموعة نفيسة (ألقاب الرسول وعترته): عَن حَكيمَةَ: قالَ لي أبو مُحَمَّدٍ عليهالسلام: بِيتي عِندَنَا اللَّيلَةَ، فَإِنَّ اللّهَ سَيُظهِرُ الخَلَفَ فيها. قُلتُ: ومِمَّن ؟ قالَ: مِن مَليكَةَ. قُلتُ: لا أرى بِها حَملاً ! قالَ: يا عَمَّةُ، مَثَلُها كَمَثَلِ اُمِّ موسى.
فَلَمَّا انتَصَفَ اللَّيلُ صَلَّيتُ صَلاةَ اللَّيلِ، فَقُلتُ في نَفسي: قَرُبَ الفَجرُ ولَم يَظهَر ما قالَ أبو مُحَمَّدٍ ! فَنادى أبو مُحَمَّدٍ: لا تَعجَلي. فَارتَعَدَت مَليكَةُ فَضَمَمتُها إلى صَدري، وقَرَأتُ: «قُل هُوَ اللّهُ أحَدٌ» و«إنّا أنزَلناهُ» وآيَةَ الكُرسِيِّ، فَأَجابَنِيَ الخَلَفُ مِن بَطنِها يَقرَأُ كَقِراءَتي.
قالَت: وأَشرَقَ نورُ البَيتِ، فَنَظَرتُ فَإِذَا الخَلَفُ تَحتَها ساجِدا إلَى القِبلَةِ، فَأَخَذتُهُ، فَناداني أبو مُحَمَّدٍ: هَلُمّي بِابني يا عَمَّةُ. فَأَتَيتُهُ بِهِ فَوَضَعَ لِسانَهُ في فَمِهِ، ثُمَّ أجلَسَهُ عَلى فَخِذِهِ، وقالَ: اِنطِق بِإِذنِ اللّهِ يا بُنَيَّ. فَقالَ:
أعوذُ بِاللّهِ السَّميعِ العَليمِ مِنَ الشَّيطانِ الرَّجيمِ، بِسمِ اللّهِ الرَّحمنِ الرَّحيمِ «وَ نُرِيدُ أَن نَّمُنَّ عَلَى الَّذِينَ اسْتُضْعِفُواْ فِى الْأَرْضِ وَ نَجْعَلَهُمْ أَئِمَّةً وَنَجْعَلَهُمُ الْوَ رِثِينَ * وَ نُمَكِّنَ لَهُمْ فِى الْأَرْضِ وَ نُرِىَ فِرْعَوْنَ وَ هَمَنَ وَ جُنُودَهُمَا مِنْهُم مَّا كَانُواْ يَحْذَرُونَ»، وصَلَّى اللّهُ عَلى مُحَمَّدٍ المُصطَفى، وعَلِيٍّ المُرتَضى، وفاطِمَةَ الزَّهراءِ، وَالحَسَنِ وَالحُسَينِ، وعَلِيِّ بنِ الحُسَينِ، ومُحَمَّدِ بنِ عَلِيٍّ، وجَعفَرِ بنِ مُحَمَّدٍ، وموسَى بنِ جَعفَرٍ، وعَلِيِّ بنِ موسى، ومُحَمَّدِ بنِ عَلِيٍّ، وعَلِيِّ بنِ مُحَمَّدٍ، وَالحَسَنِ بنِ عَلِيٍّ أبي.
قالَت: وغَمَرَتنا طُيورٌ خُضرٌ، فَنَظَرَ أبو مُحَمَّدٍ إلى طائِرٍ مِنها فَقالَ لَهُ: خُذهُ