۱. ۵ ـ أحمد بن المعتضد، الملقّب بالقاهر باللّه (۳۲۰ ـ۳۲۲ه)
امتاز القاهر بقوّته وصلابته اللتين لم يقفا سدّاً دون عزله وسَمل عينيه وسجنه؛ نتيجة لأعماله الوحشية ضدّ حاشية بلاطه۱، ثمّ هرب من السجن بزي المتسوّلين بعد ثلاثة عشر عاماً، ومات في إحدى الأمكنة الخربة.
۱. ۶ ـ أحمد بن المقتدر، الملقّب بالراضي باللّه (۳۲۲ ـ ۳۲۹ه)
عمد أحمد بن المقتدر عند استلامه للحكم إلى الحدّ من سلطة رجال البلاط والوزراء باستحداثه منصباً جديداً باسم أمير الأُمراء، وهو أعلى منصب إداري في الحكم العبّاسيّ، ويأتي بالمرتبة الثانية بعد منصب الخليفة.
إلاّ أنّ هذا المنصب السياسيّ الإداريّ سرعان ما غدا مضماراً للسباق والنزاع بين الأُمراء والمتنفّذين في البلاط، ولم يحقّق تطلّعات الخليفة في القضاء على قدرة رجال الحكم المحيطين به. ليس هذا فحسب، بل أفضى إلى مزيد من الوهن في كيان الخلافة، فبلغ الصراع بين الأُمراء وقادة الجيش والوزراء ذروته للفوز بمنصب أمير الأُمراء.
وهنا حاول الخليفة العبّاسيّ إعادة تنظيم الأوضاع وإسكات الأصوات المدّعية للإمارة، فاستعان بأصحاب المناصب المختلفة، كابن رائق والحمدانيّين والبريديّين والقادة الأتراك، وفقد أيَّ حول وقوّة حيال الوضع.
ابتُلي العبّاسيّون في هذه الأجواء السياسيّة بمنتهى الضعف والعجز، وفي النهاية سيطر معزّ الدولة الديلميّ على بغداد، وأُوكل إليه منصب أمير الأُمراء في عهد المستكفي (۳۳۳ ـ ۳۳۴ه)، وبعد حكم دام أكثر من قرن، تحوّلت السلطة تماماً إلى البويهيّين.۲