339
موسوعة الإمام المهدي علیه السلام في الکتاب و السّنّة و التّاریخ - المجلد الثانی

۲. الأحداث السياسيّة المهمّة

ظهرت بعض الأحداث السياسيّة خلال النصف الأوّل من القرن الثالث الهجريّ في إطار ثورات ضدّ الحكومة العبّاسيّة، يقود أغلبَها بعضُ العلويّين أو الشيعة أو أشخاص ينتسبون إلى التشيّع، ممّا يؤّر إلى اتّساع الفكر الشيعيّ المصحوب بحركيّة ونشاط دائمَين في العالم الإسلاميّ، وإلى ضعفٍ في الحكومة المركزيّة وتشتّت سياستها الذي قد يجرّ إلى التقسيم والانفصال السياسيّ.

وللانتفاضات على العبّاسيّين تاريخ قديم يعود إلى السنوات الأُولى من حكم هذه الأُسرة، أمّا ما يقارب زمان غيبة الإمام الثاني عشر منها فينبغي الإشارة إلى الحركات الإيرانيّة في عهد المعتصم.

أخطر حركة هدّدت العبّاسيّين: تمرّد بابك الخرّمي بواجهة دينيّة وهدف سياسيّ، حيث شغل الدولة في مساحة زمنيّة امتدّت من عهد المأمون إلى زمن المعتصم۱ الذي أسقط بابك الخرّمي، وأحبط حركة مشابهة في طبرستان بقيادة زعيم الأُسرة القارنيّة مازيار بن قارن.۲

۲. ۱ ـ ثورة الزنج

حدثت حركة أُخرى على مشارف الغيبة الصغرى في الأطراف الجنوبيّة للعراق وخوزستان أقضّت مضجع الدولة العبّاسيّة مدّة، وقادها شخص باسم عليّ بن محمّد، وجلّ أتباعه من الزنوج والعبيد في تلك المناطق الذين جُلِبوا من زنجبار في أفريقيا، ومن هنا اشتهرت بثورة الزنج. نازلهم الموفّق أخو الخليفة المعتمد سنوات عديدة، انتهت بموت قائد هذه الحركة وزوالها.۳

1.. راجع: المصدر السابق: ص ۱۵۴.

2.. راجع: المصدر السابق: ص ۱۷۰.

3.. تاريخ سياسى إسلام بالفارسيّة: ج ۲ ص ۱۸۶.


موسوعة الإمام المهدي علیه السلام في الکتاب و السّنّة و التّاریخ - المجلد الثانی
338

۱. ۵ ـ أحمد بن المعتضد، الملقّب بالقاهر باللّه‏ (۳۲۰ ـ۳۲۲ه)

امتاز القاهر بقوّته وصلابته اللتين لم يقفا سدّاً دون عزله وسَمل عينيه وسجنه؛ نتيجة لأعماله الوحشية ضدّ حاشية بلاطه۱، ثمّ هرب من السجن بزي المتسوّلين بعد ثلاثة عشر عاماً، ومات في إحدى الأمكنة الخربة.

۱. ۶ ـ أحمد بن المقتدر، الملقّب بالراضي باللّه‏ (۳۲۲ ـ ۳۲۹ه)

عمد أحمد بن المقتدر عند استلامه للحكم إلى الحدّ من سلطة رجال البلاط والوزراء باستحداثه منصباً جديداً باسم أمير الأُمراء، وهو أعلى منصب إداري في الحكم العبّاسيّ، ويأتي بالمرتبة الثانية بعد منصب الخليفة.

إلاّ أنّ هذا المنصب السياسيّ الإداريّ سرعان ما غدا مضماراً للسباق والنزاع بين الأُمراء والمتنفّذين في البلاط، ولم يحقّق تطلّعات الخليفة في القضاء على قدرة رجال الحكم المحيطين به. ليس هذا فحسب، بل أفضى إلى مزيد من الوهن في كيان الخلافة، فبلغ الصراع بين الأُمراء وقادة الجيش والوزراء ذروته للفوز بمنصب أمير الأُمراء.

وهنا حاول الخليفة العبّاسيّ إعادة تنظيم الأوضاع وإسكات الأصوات المدّعية للإمارة، فاستعان بأصحاب المناصب المختلفة، كابن رائق والحمدانيّين والبريديّين والقادة الأتراك، وفقد أيَّ حول وقوّة حيال الوضع.

ابتُلي العبّاسيّون في هذه الأجواء السياسيّة بمنتهى الضعف والعجز، وفي النهاية سيطر معزّ الدولة الديلميّ على بغداد، وأُوكل إليه منصب أمير الأُمراء في عهد المستكفي (۳۳۳ ـ ۳۳۴ه)، وبعد حكم دام أكثر من قرن، تحوّلت السلطة تماماً إلى البويهيّين.۲

1.. مروج الذهب: ج ۴ ص ۳۱۲، الكامل في التاريخ: ج ۵ ص ۱۳۸ و ۱۵۸.

2.. راجع: دولت عبّاسيان بالفارسيّة : ص ۱۹۵ وما بعدها.

  • نام منبع :
    موسوعة الإمام المهدي علیه السلام في الکتاب و السّنّة و التّاریخ - المجلد الثانی
    سایر پدیدآورندگان :
    سيد محمّد كاظم الطّباطبائي، عدّة من الفضلاء
    تعداد جلد :
    7
    ناشر :
    انتشارات دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    01/01/1398
    نوبت چاپ :
    اول
تعداد بازدید : 14325
صفحه از 518
پرینت  ارسال به