الكوفة والعراق، إلاّ أنّهم تفوّقوا مع كلّ ذلك.
ومنذ عهده ابتُليت الخلافة العبّاسيّة مرّة أُخرى بالضعف والعجز، ولكن ليس بأيدي حاشية البلاط من القادة الأتراك هذه المرّة، بل من الوزراء العرب الشيعة وغيرهم، ومن نساء الخليفة المتنفّذات.۱
۱. ۴ ـ جعفر بن المعتضد، الملقّب بالمقتدر باللّه (۲۹۵ ـ ۳۲۰ه)
وصل المقتدر إلى الخلافة في الثالثة عشرة من عمره، وحاز أطول مدّة في الحكم خلال عصر الغيبة الصغرى، غير أنّ هذ الزمن الطويل ليس مؤّراً إلى قوّته وحزمه؛ لأنّه لم يمتلك قدرة على إدارة شؤن الدولة، فشغلته حاشيته بلذائذ العيش، وتولّوا هم البتّ في الأُمور.
ووصل تدخّل نساء البلاط في الحكم إلى قمّته في هذا العهد، وتمرّدت الجيوش أيضاً، وغدا منصب الوزارة حلبةَ ميدانٍ لصراع عدّة عوائل متنفّذة سياسيّاً، منها آل فرات الشيعة. أمّا أكثر العوامل تأثيراً في اختيار الوزراء، فهي المناصب وإعطاء الرشوة والتملّق، وفي تنصيب ثلاثة عشر شخصاً لمنصب الوزارة دليل على ضعف الدولة وعجزها السياسيّ.۲
شهد هذا العصر أيضاً استحواذ الفاطميّين الإسماعليّين على الحكم في شمال أفريقيا، وشروعهم في شنّ حملات بحريّة لكسر النفوذ العبّاسيّ على مصر ثمّ العراق.۳
خُتمت الخمسة والعشرون عاماً من حكم المقتدر بقتله إثر تمرّد الجيش عليه۴، وعاصر فيها حسين بن روح النوبختيّ النائب الثالث للإمام الثاني عشر عليهالسلام.
1.. راجع: الكامل في التاريخ: ج ۴ ص ۶۲۷ وتاريخ الطبريّ : ج ۱۰ ص ۸۸.
2.. راجع: الفخري: ص ۲۵۸ ومروج الذهب: ج ۴ ص ۲۹۲ ونسبنامه خلفا وشهرياران بالفارسيّة : ص ۸.
3.. راجع: صلة تاريخ الطبريّ : ص ۳۳.
4.. راجع: صلة تاريخ الطبريّ : ص ۳۳ ومروج الذهب: ج ۴ ص ۲۹۲ ودولت عبّاسيان بالفارسيّة: ص ۱۹۳ ـ ۱۹۴.