335
موسوعة الإمام المهدي علیه السلام في الکتاب و السّنّة و التّاریخ - المجلد الثانی

أطول، وسنذكرهم فيما يأتي:

۱. ۱ ـ محمّد بن المتوكّل، الملقّب بالمعتمد على اللّه‏ (۲۵۶ ـ ۲۷۹ه)

ذكرنا أكثر الأُمور المتّصلة بحكومة المعتمد والأحداث التي دارت في عهده، فهو لم يتدخّل في الشؤن السياسيّة والعسكريّة، ولم يفعل سوى حمل اسم الخليفة، وتحكّم أخوه ووليّ عهده أبو العبّاس الموفّق في قيادة الجيش والأُمور السياسيّة.

هدّدت الخلافةَ العبّاسيّة حوادث سياسيّة خطرة في العهد الطويل لحكم المعتمد، منها ثورة الزنج (العبيد السود) في أطراف البصرة وخوزستان، وقادها شخص ادّعى أنّه من العلويّين، وقد استمرّت خمسة عشر عاماً، وكبّدت الحكومة العبّاسيّة خسائر فادحة.۱

الخطر الآخر في حكومة المعتمد هو ظهور دعاة الاستقلال السياسيّ في مختلف أرجاء الأراضي الإسلاميّة، وأكثرهم خطراً يعقوب بن ليث الصفّار في سيستان بإيران الذي أوصل الحكومة العبّاسيّة إلى حدود الإنهيار.۲

وبدأ القرامطة ـ وهم فرقة متطرّفة من الإسماعيليّة ـ تمرّدهم بمدينة الكوفة في الأيّام الأخيرة من حياة المعتمد، وشغلت الحكومة بالتصدّي لها مدّة طويلة.۳

توفّي المعتمد العبّاسيّ إثر إفراطه في شرب الخمر۴، وعاصرت حكومته النائبَين الأوّلين للإمام الثاني عشر عليه‏السلام. وسنتحدّث فيما بعد عن أوضاع الشيعة في عهده.

۱. ۲ ـ أحمد بن الموفّق، الملقّب بالمعتضد باللّه‏ (۲۷۹ ـ ۲۸۹ه)

وهو ابن الموفّق العبّاسيّ أبي العبّاس الذي كان وليّ العهد للمعتمد والذي استلم زمام

1.. راجع: تاريخ الطبريّ : ج ۹ ص ۴۷۴ وما بعدها.

2.. راجع: المصدر السابق: ج ۹ ص ۴۷۶.

3.. راجع: مروج الذهب: ج ۴ ص ۲۷۰.

4.. راجع: المصدر السابق: ج ۴ ص ۲۳۰.


موسوعة الإمام المهدي علیه السلام في الکتاب و السّنّة و التّاریخ - المجلد الثانی
334

كما نهض نظام الوكالة في عهد الإمام العسكريّ عليه‏السلام بأعباء مسؤليّة أكثر ثقلاً وخطورة؛ إذ اضطرّ الإمام من ناحية إلى العمل بالتقيّة والمحافظة على اختفاء الإمام الثاني عشر من العبّاسيّين، وعليه من ناحية أُخرى أن يبيّن لخواصّ الشيعة موضوع الإمام الذي سيحلّ محلّه، وهذه المهمّة لاتنجزها إلاّ النشاطات الذكيّة للوكلاء، وبناء عليه استمرّ الوكلاء بأعمالهم في مختلف المناطق خلال عصر الغيبة الصغرى، وقاموا تحت إشراف النوّاب الخاصّين للإمام الثاني عشر بأداء وظائفهم في إبلاغ الشيعة وإيجاد وشائج التواصل بينهم وبين الإمام الغائب.

ويمكن معرفة مناطق الشيعة استناداً إلى ما وصَلَنا من أخبار عديدة عن أسماء وأعداد وكلاء الإمام في مختلف نواحي العالم الإسلاميّ، إضافة إلى أنّ المعلومات المنطوية عليها الكتب الجغرافيّة والتاريخيّة تقدّم دعماً كبيراً في تسليط الأضواء على النقاط الغامضة والمجهولة حيال الاتّصال بين المناطق وتعامل بعضها مع بعض.

وتأسيساً على ذلك، فقد تجمّع أكثر الشيعة في مدن العراق (أسفل ما بين النهرين) بالكوفة والمدائن وبغداد والبصرة، كما عاشت جموع منهم في أطراف الجزيرة (أعلى ما بين النهرين) بالشام ولا سيّما حلب وطرابلس. وتأتي بعد مدن العراق ولايات الجبال في غرب إيران ومركزها، حيث ضمّت أغلب أعداد الشيعة، ومن أبرز المدن الشيعيّة هناك: قم؛ إذ تعدّ أقدم مدينة سكنها الشيعة في إيران، وتتلوها كاشان وآوه والريّ. إضافة إلى ما ذُكر سكن الشيعة أيضاً في بيهق وطوس ونيشابور وشيراز والأهواز وتوابع أذربيجان، وغيرها من المدن الإيرانيّة، وقد نشط الوكلاء الممثّلون لنظام الوكالة في تلك المناطق.۱

ثانيا: العالم الإسلاميّ في عصر الغيبة الصغرى

۱. الخلافة العبّاسيّة

حكم خلال عصر الغيبة الصغرى ستّ خلفاء عبّاسيّين، بعضهم لمدّة قصيرة وآخرون لزمن

1.. راجع: أوضاع سياسى اجتماعى وفرهنگى شيعه در غيبت صغرى بالفارسيّة : ص ۱۴۷ وما بعدها.

  • نام منبع :
    موسوعة الإمام المهدي علیه السلام في الکتاب و السّنّة و التّاریخ - المجلد الثانی
    سایر پدیدآورندگان :
    سيد محمّد كاظم الطّباطبائي، عدّة من الفضلاء
    تعداد جلد :
    7
    ناشر :
    انتشارات دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    01/01/1398
    نوبت چاپ :
    اول
تعداد بازدید : 14408
صفحه از 518
پرینت  ارسال به