ثلاثة من العبّاسيّين: المعتزّ (۲۵۲ ـ ۲۵۵ه)، والمهتدي (۲۵۵ ـ ۲۵۶ه)، والمعتمد (۲۵۶ ـ ۲۷۹ه). وكلّ هذه الأعوام وتمام عمره تقريباً قضاه في سامرّاء، حيث انتقل مع والده إليها وعمره سنة واحدة، وربّما لم يذهب إلى مدينة أُخرى إلى زمان استشهاده؛ ولذلك كان دائما تحت مراقبة حكوميّة شديدة، بحيث توجّب عليه إعلام دار الإمارة عن حضوره في المدينة مرّتين أُسبوعيّاً كما قيل.۱
ومع هذه الأوضاع الصعبة والمدّة القصيرة اعتُقل الإمام عليهالسلام عدّة مرّات، ولم يتركه الجواسيس في سجون المعتزّ والمهتدي أيضا؛ إذ كانوا يترقّبون صدور شيء عنه ويبحثون عن أيّ خطّ اتّصال له مع شيعته؛ لكي يوفروا مزيداً من التهم والمشاكل له.۲
ثمّ أمر المعتزّ حاجبه ليذهب بالإمام عليهالسلام إلى الكوفة ويقضي عليه في الطريق، ولكن حال دون تلك المؤمرة عزل أُمراء البلاط له وقتلهم إيّاه.۳
كما أراد قتله أيضاً المهتدي الخليفة العبّاسيّ المتنسّك، ولكن اللّه بتر عمر هذا الطاغية بيد الأتراك فقتلوه في صباح اليوم التالي، ونجا الإمام عليهالسلام من الموت؛ وكان الإمام قد تنبّأ بذلك وأخبر أبا هاشم الجعفريّ ـ صاحب الإمام ورفيقه في السجن ـ بما سيجري قبل حدوثه.۴ وأشار الإمام عليهالسلام بنفسه أيضاً إلى هذا الأمر بعد خروجه من سجن المهتدي في رسالة بعثها إلى أحد شيعته.۵
سُجن الإمام عليهالسلام للمرّة الأخيرة بأمر المعتمد سنة ۲۵۹ه، ولكن سرعان ما أُطلق سراحه.۶ وبيّن في إحدى رسائله إلى أصحابه أنّ هدف العبّاسيّين من تلك الأعمال هو
1.. راجع: الغيبة للطوسيّ : ص ۲۱۵.
2.. راجع: الغيبة للطوسيّ : ص ۲۲۷ وكشف الغمّة: ج ۳ ص ۲۰۵ وحيات فكرى و سياسى امامان شيعه بالفارسيّة: ص ۵۴۴.
3.. راجع: كشف الغمّة: ج ۳ ص ۲۰۶ والمناقب لابن شهرآشوب: ج۴ ص ۴۳۱.
4.. راجع: الغيبة للطوسيّ: ص ۲۰۵.
5.. راجع: مهج الدعوات: ص ۳۲۹ وبحار الأنوار: ج ۵۰ ص ۳۱۴.
6.. راجع: الكافي: ج ۱ ص ۵۰۸ والإرشاد: ج ۲ ص ۳۲۹.