327
موسوعة الإمام المهدي علیه السلام في الکتاب و السّنّة و التّاریخ - المجلد الثانی

أ ـ خسرت الخلافة العبّاسيّة قوّتها السياسيّة في منتصف القرن الثالث الهجريّ، وبخاصّة بعد موت المتوكّل، فغدا الخلفاء العبّاسيّون أحياناً موظّفين لا إرادة لهم، تسيّرهم أيادي الأتراك الذين تولّوا تدبير أُمور الجيش والدولة؛ ولهذا تحكّموا في عزل خليفة وتنصيب آخر محلّه، وهو لا يملك جرأة وشجاعة على مواجهتهم؛ إذ قتلت حاشية البلاط ثلاثة أو أربعة خلفاء في هذا العهد.

ب ـ تسبّبت الحكومات المحلّية في تقسيم الخلافة العبّاسيّة، فتشكّل في هذا العهد مايقرب من عشر دول محلّية في إيران والشام وأفريقيا، بعض منها بيد القادة الذين تنصّبهم الخلافة العبّاسيّة، فينادون بالاستقلال ويرفضون ولاية العبّاسيّين.

وبعضهم كالسامانيّين والطاهريّين على الرغم من ادّعائهم الانقياد لأوامر الحكومة المركزيّة، ولكنّهم استقلّوا في أُمورهم السياسيّة والثقافيّة.

ج ـ تميّز عمل الشيعة أو الأشخاص الذين لهم ميول للأئمّة في هذا العهد عن العهود السابقة تماماً، فبعض الحكومات المستقلّة التي ظهرت في المناطق الإسلاميّة انتمت إلى المذهب الشيعيّ، منها حكومة العلويّين في طبرستان، والفاطميّين في أفريقيا ومصر، والحمدانيّين في الموصل وحلب، فغادر الشيعة قوقعة عزلتهم، وعرضوا أنفسهم على أنّهم من مدّعي الحكم.

وبلغ هذا الوضع ذروته في عهد آل بويه (۳۲۴ ـ ۴۴۷ه) الذين تمكّنوا من إبعاد الوزراء الأتراك وانتزاع السلطة المركزيّة منهم في البلاط العبّاسيّ.

د ـ ضعف الحكومة العبّاسيّة المركزيّة والخلفاء العبّاسيّين يسترعي الانتباه من زاوية أُخرى، فأئمّة الشيعة جديرون بالزعامة ومعارضة الحكم بالقوّة، ولم يكونوا مغمورين أو منعزلين عن المجتمع الإسلاميّ، وهكذا استفاد المأمون من عظيم منزلة الإمام الرضا عليه‏السلام بين الناس لمواجهة النواة المركزيّة لبني العبّاس، وعزّز سيطرته وقدرته في السلطة السياسيّة للنظام العبّاسيّ.


موسوعة الإمام المهدي علیه السلام في الکتاب و السّنّة و التّاریخ - المجلد الثانی
326

۲. ۶ ـ السامانيّون (۲۶۱ ـ ۳۸۹ه)

السامانيّون سلالات إيرانيّة قديمة عاشت في سمرقند وبخارى، وتدرّجوا في عالم السياسيّة خلال عهد الطاهريّين، وتعزّزت إمارتهم على خراسان وما وراء النهر بانتصار موحِّد صفوفهم إسماعيل السامانيّ على عمرو بن ليث الصفّاريّ.

حكم السامانيّون بهيبة وقوّة إلى نهاية القرن الرابع الهجريّ، ثمّ نخرت كيانهم الصراعات الداخليّة، فتمكّن محمود الغزنويّ وأُمراء القراخانيّة من القضاء عليهم.

اعتبر السامانيّون والطاهريّون أنفسهم منقادين لأوامر الخلافة العبّاسيّة في بغداد، ولكنّهم استقلّوا تماماً من الناحية الإداريّة والسياسيّة.

۲. ۷ ـ الفاطميّون (۲۹۶ ـ ۵۷۸ه)

ثار الإسماعيليّون على الحكم العبّاسيّ في العراق واليمن خلال القرن الثالث الهجريّ، ولم يجنوا ثمرة من ذلك، وأمّا ثورتهم في شمال أفريقا فكُلّلت بالنصر، وأسّس أبو عبد اللّه‏ المهديّّ الدولة الفاطميّة في الشمال المذكور (تونس حالياً) سنة ۲۹۶ه، مدّعياً أنّه الإمام المهديّ المنتظر، ثمّ وسّع نفوذه إلى مصر وسوريا سنة ۳۶۱ه، واعترفوا بالمذهب الشيعيّ رسميّاً بصفتهم شيعة إسماعيليّة، وغدوا معارضين أقوياء للعبّاسيّين حتّى توجّهت آمال العالم إليهم.

۲. ۸ ـ الحمدانيّون (۲۹۳ ـ ۳۹۲ه)

بدأت ولاية أبي الهيجاء على الموصل من قبل العبّاسيّين سنة ۲۹۳ه، ثمّ توسّعت إلى حلب وحمص. والمذهب الشيعيّ لهذه الأُسرة مهّد أرضيّة انتشار الثقافة الشيعيّة لهذه الدولة المستقلّة وفي تلك المناطق، فبرزت شخصيّات علميّة مرموقة ـ كالنعمانيّ وابن زهرة ـ في الدولة والأراضي المذكورة.

بعد هذا كلّه ومن خلال دراسة تحليليّة للأحداث السياسيّة والاجتماعيّة لهذا العصر، تظهر حيالنا الأُمور المهمّة الآتية:

  • نام منبع :
    موسوعة الإمام المهدي علیه السلام في الکتاب و السّنّة و التّاریخ - المجلد الثانی
    سایر پدیدآورندگان :
    سيد محمّد كاظم الطّباطبائي، عدّة من الفضلاء
    تعداد جلد :
    7
    ناشر :
    انتشارات دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    01/01/1398
    نوبت چاپ :
    اول
تعداد بازدید : 14460
صفحه از 518
پرینت  ارسال به